تقارير: أمازون ومايكروسوفت تتنافسان لتقديم الخدمات السحابية للاحتلال
كشفت تقارير إعلامية أن شركة “أمازون” تتنافس “بقوة” مع شركة مايكروسوفت، منذ فوز الأولى بعقد مشروع “نيمبوس” مع إسرائيل على أمل أن تأخذ مكانها كأفضل مزود للخدمات العسكرية، بحسب مصادر في الشركات السحابية التي لها علاقات مع وزارة الدفاع الإسرائيلية.
و”مشروع نيمبوس” وقعت عليه إسرائيل مع شركتي غوغل وأمازون عام 2021، ويهدف إلى تشجيع الوزارات على نقل أنظمة المعلومات الخاصة بها إلى الخوادم السحابية للشركتين المذكورتين والحصول على خدمات متقدمة منها.
وتبلغ قيمة العقد 1.2 مليار دولار، ومع ذلك، نشر مئات الموظفين في الشركتين في وقت لاحق رسالة مفتوحة تدعو إلى قطع العلاقات مع الجيش الإسرائيلي.
وفصلت شركة غوغل 50 من موظفيها على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات التي نظمت في إطار هذه الدعوات بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وكانت “مايكروسوفت أزور” المزود الرئيسي للخدمات السحابية في إسرائيل، حيث باعت خدماتها إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية ووحدات الجيش المختلفة، وفقا لمصادر في الصناعات العسكرية والأسلحة.
وكان من المفترض أن تزود “مايكروسوفت أزور” الجيش الإسرائيلي بالسحابة حيث سيتم تخزين بيانات المراقبة، لكن أمازون عرضت سعرا أفضل.
وكشفت تقارير أن الجيش الإسرائيلي يستخدم خوادم “أمازون” السحابية وأنظمة الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة “مايكروسوفت” و”غوغل” لتصنيف المعلومات وفرزها، مع تزايد البيانات المخزنة عن غزة والفلسطينيين.
واستطاع موقعَا “ماغازين +972″ و”لوكال كول” الإخباريَّان الوصول إلى تسجيل صوتي للعرض الذي قدمته العقيد راشيل ديمبينسكي، قائدة مركز الحوسبة وأنظمة المعلومات في الجيش الإسرائيلي، أمام حوالي 100 عسكري وصناعي في تل أبيب في 10 يوليو/ تموز.
وأكدت ديمبينسكي في عرضها للمرة الأولى أن الجيش الإسرائيلي يستخدم التخزين السحابي وخدمات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها شركات التكنولوجيا العملاقة في هجماته المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وتضمن العرض الذي قدمه شعارات شركات “أمازون AWS” و”غوغل كلاود” و”مايكروسوفت أزور”.
وقالت ديمبينسكي إن الجيش يستخدم “سحابة تشغيلية” في أنشطته، والتي عادة ما يتم الاحتفاظ بها في خوادم عسكرية داخلية.
وتتضمن السحابة الداخلية تطبيقات لتحديد أهداف التفجيرات، وبوابة لعرض الصور الحية من المسيَّرات في سماء غزة، بالإضافة إلى أنظمة إطلاق النار والقيادة والسيطرة.
ولفتت ديمبينسكي إلى أنه مع هجمات الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أصبحت أنظمته العسكرية الداخلية مثقلة بالأحمال، مما تسبب في مشاكل فنية هددت بإبطاء قدراته العسكرية.
وبحسب الموقعيَن الإخباريين، كشف تحقيق أن شركات التخزين السحابية الكبرى توفر خدمات تخزين البيانات والذكاء الاصطناعي لوحدات الاستخبارات العسكرية منذ أكتوبر الماضي.
وأشارت مصادر أمنية إلى أن هناك زيادة كبيرة في مشتريات الجيش الإسرائيلي من الخدمات من “غوغل كلاود” و”أمازون ويب سيرفيسز” و”مايكروسوفت أزور”، كما أن معظم عمليات الشراء من غوغل وأمازون تمت في إطار “نيمبوس”.
الخدمات السحابية وحرب غزة
وفي إشارة إلى أن الخدمات السحابية التي تقدمها شركات التكنولوجيا الكبرى توفر فرص تخزين غير محدودة دون الحاجة إلى التخزين المادي في مراكز الحواسيب التابعة للجيش، قالت ديمبينسكي إن الميزة “الأهم” التي توفرها شركات الخدمات السحابية هي القدرات المتقدمة في الذكاء الاصطناعي.
وذكرت أن العمل مع شركات التكنولوجيا هذه أعطى الجيش “فعالية عملياتية مهمة جدا” في قطاع غزة.
وكشف التحقيق الذي أجرياه “ماغازين +972″ و”لوكال كول” في الأمر أن الجيش الإسرائيلي يخزن بعض المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها من خلال المراقبة الجماعية لأهل غزة على خوادم تديرها شركة أمازون.
وأوضح أن بعض موفري الخدمات السحابية يقدمون العديد من قدرات وخدمات الذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي منذ بداية الهجمات على غزة.
تخزين غير محدود
وكجزء من التحقيق الذي أجراه الموقعان الأخباريان، أجريت مقابلات مع مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وكذلك صناعة الأسلحة الإسرائيلية، وثلاث شركات للتخزين السحابي، وسبعة مسؤولين في المخابرات الإسرائيلية.
ووفقا لثلاثة مصادر استخباراتية، فإن التعاون العسكري مع أمازون قوي للغاية، إذ زودت أمازون مديرية المخابرات العسكرية الإسرائيلية بخادم يستخدم لتخزين معلومات استخباراتية واسعة النطاق ساعدت الجيش في الهجمات.
ويسمح نظام التخزين السحابي المذكور للجيش بالحصول على “مساحة تخزين غير محدودة” للاحتفاظ بالمعلومات الاستخبارية عن “الجميع” تقريبا في غزة.
وأكدت مصادر عسكرية أن المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها من مراقبة الفلسطينيين في غزة ضخمة ولا يمكن تخزينها إلا على خوادم عسكرية، وهذا الوضع أجبر الجيش على اللجوء إلى الخدمات السحابية التي تقدمها شركات التكنولوجيا.
من ناحية أخرى، ذكرت مصادر عسكرية أن الكميات الهائلة من المعلومات المخزنة في الخدمات السحابية التي تقدمها أمازون ساعدت حتى في التحقق من الغارات الجوية في غزة.