في حديثه خلال بودكاست "Grit"، وجّه جون تشامبرز، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Cisco، رسالة مباشرة لقادة الأعمال في قطاع الذكاء الاصطناعي مفادها:
"إذا لم تعِد ابتكار نفسك كل عام، ستتخلف عن الركب".
وأوضح تشامبرز أن الذكاء الاصطناعي يتحرك "بسرعة الإنترنت"، وبوتيرة تفوق خمس مرات تطور القطاعات التقنية التقليدية، ويُنتج "نتائج أسرع بثلاث مرات"، ما يفرض على القادة والمؤسسات تعديل أسلوبهم الإداري بوتيرة سنوية بدلًا من كل ثلاث سنوات كما كان متبعًا سابقًا.
لماذا لم تعد الاستراتيجيات القديمة صالحة؟
أشار تشامبرز إلى أن إعادة الابتكار لا تعني تعديل الشعار أو تغيير فريق العمل فحسب، بل تتطلب إعادة النظر في السوق المستهدفة، وتطوير المنتجات، وأساليب التميز التنافسي، وكيفية الوصول إلى العملاء.
وأكد أن أحد رواد الأعمال الذين يتعامل معهم تمكّن من مضاعفة نمو شركته سنويًا، وخفض عدد موظفيه بنسبة 10%، وذلك عبر استخدام الذكاء الاصطناعي في كافة جوانب العمل، من تطوير المنتجات إلى خدمة العملاء والتحليل والتوقعات.
تسارع التبني.. والضغط يتزايد
تُظهر مؤشرات السوق أن الشركات الكبرى بدأت تشعر بالضغط للتكيّف مع التحول الرقمي. على سبيل المثال، أعلنت JPMorgan عن تقليص الإنفاق على التوظيف بعد إدماج أدوات ذكاء اصطناعي تزيد من كفاءة الأداء، في حين أشارت بيانات LinkedIn إلى أن التوظيف في مجال الذكاء الاصطناعي ارتفع بنسبة 30% أسرع من غيره منذ خريف العام الماضي.
وتتوقع التقديرات أنه بحلول عام 2030، ستتغير 70% من المهارات المطلوبة في سوق العمل نتيجة تبني الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي ليس ترفًا.. بل ضرورة تنظيمية
بحسب تشامبرز، فإن نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) أصبحت متاحة بشكل واسع، ولم تعد وحدها كافية للتميّز. بل إن طريقة دمج الذكاء الاصطناعي ضمن البنية التقنية الكاملة للشركة هي ما يحدد الفارق الآن.
وتتقاطع هذه الرؤية مع تصريحات قادة آخرين في عالم التكنولوجيا، مثل الرئيس التنفيذي لشركة Amazon، آندي جاسي، الذي شدد على أهمية التعامل المسؤول مع سرعة التغيير التقني، ومع ما يصاحب ذلك من مسؤوليات أخلاقية وتنظيمية.
موجة التحول تبدأ من القمة
باتت شركات الاستشارات الكبرى مثل McKinsey وBCG تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث أشار أحد كبار شركاء McKinsey إلى أن 40% من أعمال الشركة اليوم ترتبط بالتحليلات والذكاء الاصطناعي، وهو ما يعكس حجم التحول في طريقة عمل المؤسسات الكبرى حول العالم.
في هذا السياق، لم يعد تطوير الأعمال مسألة تحسين تدريجي، بل تحديًا وجوديًا يتطلب قيادة ديناميكية ومرنة تواكب إيقاع الذكاء الاصطناعي السريع.











































