إليك نصائح للتعرف على الأخبار العلمية الزائفة
نشرت مجلة "لامينتي إي ميرافيليوزا" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن طرق التثبت من صحة بعض الأخبار العلمية المتداولة.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأنباء العلمية الزائفة وسوء تفسيرها أصبحت أكثر من أي وقت مضى بمثابة فيروس حقيقي. لذلك، يجب التحقق منها والتعامل معها بفكر ناقد بدلاً من التسليم بها.
وأفادت المجلة بأن الشائعات عن فيروس كورونا تنتشر بسرعة على الشبكات الاجتماعية أكثر من المعلومات المؤكدة الواردة من مصادر رسمية موثوقة. وعليه شهدت الأسابيع الأخيرة تقارير تفيد بأنه يمكن علاج الفيروس بتناول المشروبات الساخنة، أو أنه يمكن أن يتلاشى مع قدوم فصل الصيف.
كذلك يسهل علينا تصديق الدراسات العلمية الورادة من مؤسسات أو جامعات تبدو جديرة بالثقة، لكنها تنطوي على تعجل وحماس ليس في محله، ومثال ذلك التقارير حول اللقاحات المزعومة.
وتشير إلى أن سبب ترحيبنا بهذه المعلومات (غير الموثوقة) هو الاندفاع العاطفي، والتوق لإيجاد حلول تجلب معها بارقة أمل، دون إدراك الوقوع في فخ الأخبار الزائفة.
التعرف على الأخبار العلمية الزائفة
وفقا لنعوم تشومسكي، أسفر التداول الكبير للأنباء الزائفة عن نوع من خيبة الأمل. قد تغذّي هذه الأخبار بعض الاستياء من الهياكل المؤسسية، ويمكن لذلك في الحالة الراهنة أن يكون خطرا. وقد يصل الأمر إلى عدم الثقة في المنشورات العلمية الرسمية الأكثر عقلانية، وهو ما يثير القلق.
ذكرت المجلة أنه في دراسة حديثة أجراها العالمان ديتر شيوفيل ونيكول كراوس من جامعة ويسكونسن في ماديسون، تم التشديد على ضرورة تثقيف المزيد من الناس حول المواد العلمية، للتمييز بين الحقيقة والمغالطة ومعرفة المصادر الموثوقة. كما يجب تدريب العينين على التعرف على الأخطاء المنهجية والبحث عن الحافز لتجاوز العناوين المثيرة.
أكدت المجلة أنه من الضروري أن يكتسب المرء مرشحا عقليا وعاطفيا لفرز الأخبار العلمية الزائفة، التي يزعم بعضها مثلا أن المكملات الغذائية يمكن أن تحمينا من فيروس كورونا، أو أن هذا الفيروس ناتج عن تكنولوجيا الجيل الخامس.
وتابعت: "نحن في حاجة إلى التعرف على الأخبار العلمية الزائفة، ولكن يتعين علينا أن نتبع توجها عقلانيا".
ويمكن أن تساعدنا الاستراتيجيات التالية على تمييز التقارير الجديرة بالثقة عن تلك المشكوك فيها أو الخاطئة:
1. من أين تأتي المعلومة؟
أوضحت المجلة أنه في كل مرة نسجّل فيها الدخول إلى حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي نكون عرضة لمجموعة هائلة من الأخبار، التي نلاحظ من خلالها أمرين: أولهما أن وسائل الإعلام تتنافس فيما بينها لنشر أخبار مثيرة، وثانيهما أننا نقوم بمشاركتها في كثير من الأحيان بمجرد قراءة العنوان وهذا خطأ بالتأكيد.
وللتعرف على الأخبار العلمية المغلوطة، يجب عليك الرجوع إلى المصدر. أحيانا ينشر بعض الصحافيين دراسة علمية خاطئة أو يتم الإبلاغ عن الوصول إلى لقاح، بينما لم تتخط الأبحاث المرحلة الأولى للتجارب.
2. احذر من العناوين المثيرة
أكدت المجلة أن الحذر من العناوين المثيرة ذات التأثير العاطفي، ضروري للتعرف على الأخبار الكاذبة.
وتهدف وسائل الإعلام التي تستخدم هذه العناوين إلى تحقيق أرباح من خلال النقر على الروابط أو مشاركة الخبر ونشر الإشاعات. علينا أن نتذكر أن هناك مصالح حزبية وراء الأنباء الزائفة في كثير من الأحيان.
3. الحياد هو المفتاح
حسب تيموثي كولفيلد، أستاذ قانون الصحة في جامعة ألبرتا (كندا)، يُظهر الناس ميلا أكبر للتركيز على العناوين التي تنقل رسالة سلبية أو إيجابية أو تكاد تكون خارقة.
ولتحديد الأخبار العلمية الزائفة، لا يتعين علينا أن نعتمد على العاطفة لأن أكثر الدراسات موثوقية وصلاحية لا تستخدم العواطف وتكون موجزة وموضوعية وتوفر بيانات وتفاصيل متعددة.
لذلك، علينا التحقق من المصادر لأن الأخبار قد تكون نتيجة قراءة معينة، لهذا السبب من المناسب العودة إلى المصادر الأصلية.
4. اتباع منهج علمي
عندما نضغط على روابط الأخبار ونقرأها، يجب أن نبحث دائما عن الروابط والمصادر والمراجع والمعلومات الأصلية حتى لو كانت بلغات أجنبية.
5. ما هي وسائل الإعلام الأخرى التي نشرت الخبر؟
أضافت المجلة أن هناك استراتيجية أخرى لتحديد الأخبار العلمية الزائفة وهي التحقق من انتشارها على وسائل الإعلام الأخرى.
إذا أظهر البحث أن الخبر لم تنشره وسائل إعلام أخرى، فهذا يعني أنه لا أساس له من الصحة.
6. تحتاج وقتا وتفكيرا ناقدا وإرادة
أشارت المجلة إلى أن الفورية من أبرز سمات العصر الحديث، حيث تنتشر الأخبار المثيرة بسرعة في دقائق.
لكن 20 بالمئة فقط من الأخبار المنشورة يتم التحقق منها وتقييم موثوقيتها. للتعرف على الأخبار العلمية الكاذبة، من الضروري استثمار الوقت والإرادة والفكر النقدي. ولا يكفي قراءة العنوان فقط وتبني رأي الصحفي، بل ينبغي أن نتحلى بنظرة نقدية ونتحمل مسؤولية التحقق منها قبل مشاركتها.