حراك طلابي "صار وقتها" للمطالبة بحقوق ذوي الاعاقة
-وثائقيات حقوق الانسان- نظم عدد من الناشطين والناشطات من طلبة الجامعة الأردنية اليوم حفلا كبيراً في الجامعة الأردنية للإعلان عن إطلاق حملة بعنوان "صار وقتها" للمطالبة بحقوق الطلبة ذوي الإعاقة في التعليم على أساس من تكافؤ الفرص والمساواة مع الآخرين دون أي شكل من أشكال التمييز أو الإقصاء وفقاً لأحكام اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي صادق عليها الأردن ونشرها في الجريدة الرسمية عام 2008.
وعن هدف إطلاق الحملة قالت الطالبة هديل أبو صوفة الناطق الرسمي بإسم الحملة، "إن حملة صار وقتها تسعى إلى تطبيق ما تنص عليه التشريعات الوطنية واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في ما يخص متطلبات التهيئة البيئية وتوفير الترتيبات التيسيرية للطلبة ذوي الإعاقة، حتى يتمكنوا من التحصيل العلمي والوصول إلى مختلف مرافق الجامعة على أساس من المساواة مع الطلبة الآخرين".
وألقى رئيس الجامعة الأردنية الدكتور خليف الطراونة كلمة متلفزة تعهد فيها بإلتزام الجامعة الأردنية بالوفاء بإلتزاماتها تجاه الطلاب ذوي الإعاقة، وقال فيها "ان الجامعة الأردنية مهتمة بتوفير جميع السبل الممكنة لمساعدة الطلاب ذوي الإعاقة من عدة جهات، كالإعفاءات من الرسوم الجامعية، وتوفير مترجمي لغة إشارة، كما تسعى الجامعة الى تسهيل حركتهم وإزالة جميع العوائق البيئية من اجل تسهيل ادماجهم".
وكان الطراونة قد اعلن الأسبوع الماضي عن الاستجابة لمطالب حملة "صار وقتها" معتبراً اياها مطالب مشروعة، وتستند إلى حق مشروع بموجب المواثيق الدولية، وأكد على أنه قد أعطى توجيهاته لفرق الصيانة في الجامعة لمباشرة مسح كامل للمنحدرات الموجدة والتأكد من مطابقتها للمواصفات المنصوص عليها في كودة البناء وتعديل المخالف منها.
وقد تزامن إطلاق الحملة مع احتفالات العالم باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يأتي هذه السنة تحت عنوان: "نحو إزالة العوائق من أجل مجتمع دامج ومهيأ للجميع".
وتضمن الحفل الذي حضره أكثر من 200 طالب وطالبة وأعضاء من الهيئة التدريسية، عدداً من الفقرات تضمنت عروض مسرحية عكست جانباً من التحديات التي يواجهها الطلبة ذوو الإعاقة الحركية والسمعية والبصرية في الجامعة الأردنية، مثل قلة عدد المنحدرات وعدم موافقة ما توافر منها للمعايير المعتمدة، وعدم وجود دورات مياه مهيأة للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية خصوصاً مستخدمي الكراسي المتحركة، الأمر الذي يدفعهم إلى الامتناع تماماً عن تناول الطعام والشراب طيلة ساعات النهار حتى لا يضطروا الى استخدام دورات المياه؛ وكذلك عدم تمكن الطلبة ذوي الإعاقة السمعية من اختيار التخصص الذي يريدونه بسبب عدم توفر عدد كافٍ ومتخصص من مترجمي لغة الاشارة؛ بالإضافة الى ضيق الوقت وعدم كفايته لأداء الامتحان والإجابة عن الأسئلة بالنسبة للطلبة ذوي الإعاقة البصرية ، نظراً لوجود كاتب يقرأ الأسئلة لهم ويكتب ما يملونه من إجابات؛ حيث لا يسمح للطلبة ذوي الإعاقة البصرية بأداء الامتحان بمفردهم من خلال الحاسوب الناطق؛ بالإضافة الى العديد من التحديات.
وتمثلت مطالب الحملة بأربعة مطالب رئيسية، الأول يتعلق بتوفير التهيئة البيئية المادية للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية مثل دورات المياه والمنحدرات وتهيئة قاعات المحاضارت والمختبرات، اما المطلب الثاني فيتعلق بتوفير الترتيبات التيسيرية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية المتعلقة بتوفير المواد الدراسية بأشكال مهيئة (برايل، نسخ إلكترونية “word format”، واستخدام الحاسوب الناطق ومكبر الشاشة في قراءة أسئلة الامتحانات والإجابة عليها بمفردهم، في حين ركز المطلب الثالث على ذوي الإعاقة السمعية من خلال تعيين عدد إضافي من مترجمي لغة الإشارة المؤهلين، وتوفير بيئة ووقت مناسب للطلبة الصم لفهم محتوى المحاضرات وتدوينها وطرح الأسئلة، ووضع اشارات وشواخص ارشادية بلغة الأشارة والصور لتمكين الأشخاص ذوي الاعاقة السمعية من التنقل والوصول إلى مرافق الجامعة ومبانيها المختلفة .