تقرير دولي : النساء لم تصل بعد إلى العدالة

الرابط المختصر

-وثائقيات حقوق الإنسان-
أشار تقرير دولي حمل عنوان "نساء العالم: "سعياً لتحقيق العدالة" الى أن العدالة للنساء وإن كانت مطلب جماعي تعكسه الجهود التي تقوم بها كافة الجهات المعنية كمؤسسات المجتمع المدني النسائية منها على وجه الخصوص ، إلا أنها بالنهاية تعبر عن مطلب فردي لواقع تعيشة كل إمرأة في حياتها وما تواجهه من ظلم ينتقص من حقوقها.

هذا التقرير الصادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة (2011-2012) اظهر واقع ومعاناة النساء في الوصول إلى التعليم، ويظهر سؤال موجه لشابة من الشونة الجنوبية في الأردن عن تصورها حول مفهوم الظلم قالت "الفتيات دائماً مظلومات ، يتم إجبارهن على الزواج في سن 16 سنه. ولكن الرجال يسمح لهم بأكمال تعليمهم ويمكنهم العمل في أي مكان يريدون. هنالك أسر هنا لا تسمح لبناتها حتى بالذهاب الى المركز المجتمعي".

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى إرتفاع في وتيرة الإصلاحات القانونية المتعلقة بحقوق النساء على مستوى العالم وعلى المستوى المحلي ، من خلال وضع حد للتمييز القانوني وتوسيع الحماية للنساء من خلال القوانين وتحمل الدولة مسؤولية وضمان تطبيقها. فمثلاً 173 دولة ومن بينها الأردن تضمن إجازة أمومة مدفوعة الأجر ، و 139 دولة تنص دساتيرها على المساواة بين الرجال والنساء ، و 125 دولة من بينها الأردن تجرم أو تحظر العنف الأسري ، و 117 دولة تجرم التحرش الجنسي في أماكن العمل ولديها قوانين تضمن المساواة في الأجور ، و 115 دولة تضمن المساواة للنساء في حقوق الملكية.

وتؤكد "تضامن" على تعذر وصول معظم النساء الى أنظمة العدالة عندما يبدأن بإستخدام سلسلة العدالة التي تعتبر حلقة الوصل بين القوانين والتشريعات وحصول النساء على حقوقهن ، لا بل في كثر من الأحيان تضيع حقوقهن وتتبعثر في المراحل السابقة أو المبكرة ، وسلسلة العدالة تبدأ بوجود جريمة يعاقب عليها القانون ومن ثم الإتصال بالمركز الأمني (الشرطة) والتحقيق وإعتقال مرتكب الجريمة (إستدعاء أو كفالة) ، وإتخاذ إجراءات الإدعاء العام ، وبعدها التسوية أو الفصل بالقضية إما بالإدانه والتعويض أو البراءة .

وتشير "تضامن" لثغرات ومعيقات ضمن سلسلة العدالة تجعل كثير من النساء يعتقدن بأن النتيجة لم تكن عادلة ، ففي 23 دولة من أصل 52 لا يثق الرجال والنساء بأنظمة العدالة لديهم ، وفي 18 دولة من أصل 30 أكثر من نصف النساء ليس لديهن رأي بالقرارات العائلية ، إضافة الى تكلفة اللجوء الى أنظمة العدالة وبعد المسافات في كثير من الحالات وعدم وجود أو ندرة وجود ترجمة للنساء الأجنبيات ، والموروث القائم على ثقافة العيب والنظرة الدونية للنساء ، لكن كل ذلك لم يمنع بعض النساء من الوقوف في وجه الظلم والخروج من دائرة الصمت ، والحصول على حقوقهن بكافة الوسائل القانونية المتاحة.

وتؤكد "تضامن" على حقيقة ضعف وصول النساء الى أنظمة العدالة في العديد من دول العالم بالظروف العادية ، إلا أن وصولهن قد ينعدم في ظل النزاعات وما بعدها ، كثورات الرابيع العربي ، وتشدد "تضامن" على مراعاة أكبر للنساء وحقوقهن في ظل واقع يجعل منهن آداة تستخدم في النزاعات وغياب شبه كامل لأنظمة العدالة التي لم تنصفهن أصلاً.

ومن أجل ضمان وجود أنظمة عدالة تعمل لصالح النساء ، فإن "تضامن" تطالب بدعم كامل لكافة الجهات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية خاصة المنظمات النسائية التي تقدم الخدمات الإرشادية والقانونية للنساء ، والتأكيد على ضرورة سد الثغرات التي تعتري سلسلة العدالة من خلال تقديم خدمات متكاملة للنساء تضمن عدم ضياع حقوقهن ، وتشجيع النساء على إتخاذ الإجراءات القانونية بالإبلاغ عن الجرائم التي ترتكب بحقهن.

وتطالب "تضامن" بالإستمرار في الإصلاح القانوني للقضاء على كافة أشكال التمييز وعدم المساواة في التشريعات وضمان مراعاة التشريعات الجديدة للنوع الإجتماعي بزيادة عدد النساء في المجالس النيابية وزيادة حصصهن على نظام الكوتا للوصول الى الكتلة الحرجة (30%),

وتشدد "تضامن" على أهمية مراعاة خصوصية النساء في المراكز الأمنية ، فتأمين ضابطة عدلية من النساء تتولى عملية إستقبال الشكاوى والتحقيق الأولي يساهم ويشجع النساء على المطالبة بحقوقهن ، وتدريب الأشخاص السؤولين عن إنفاذ القانون لضمان التطبيق السليم للقوانين.

وتؤكد "تضامن" من جديد على ضرورة التخلص من ثقافة العيب والتمييز كضمانة أساسية في جعل أنظمة العدالة أكثر مراعاة للنساء ، فلا يمكن أن تكافح النساء من أجل الحصول على حقوقهن بالتعديلات القانونية لتضيع هذه الحقوق بالإجراءات والتطبيقات. وعلى الحكومات تحمل المسؤولية لجعل سلسلة العدالة الواصلة بين النصوص والتطبيقات خالية من التمييز وعدم المساواة.

هذا وشهدت العديد من دول العالم تقدم كبير في مجال الحماية القانونية للنساء من خلال إصدار و/أو تعديل و/أو إلغاء نصوص قانونية تضمن لهن المساواة وعدم التمييز وتجرم العنف الموجه ضدهن ، لكن هذه المكاسب بقيت في معظمها قوانين جوفاء لم تترجم الى واقع ملموس ولم تشعر النساء بأي تغيير يذكر على واقعهن الذي يعيشن بسبب ضعف آداء الخدمات وقصور الإجراءات والنظرة الدونية للنساء من قبل القائمين على إنفاذ وتطبيق القوانين. فلم يغير في حياة النساء ولم يحسنها وجود نصوص دستورية في أكثر من 139 دولة حول العالم تضمن المساواة بين الرجال والنساء ، بسبب قصور في القوانين ونقص وثغرات في الإجراءات والتطبيقات.

أضف تعليقك