مديرية آثار الزرقاء تنجز مسحا استباقيا لمنطقة المفاعل النووي
اعلن مدير مديرية اثار محافظة الزرقاء رومل غريب ان المديرية انجزت مسوحا استباقية استهدفت التنقيب عن وجود اثار محتملة ضمن موقع المفاعل النووي المقترح قرب قصير عمرة، اضافة الى مشروعي توسعة طريقي الازرق وبيرين.
وقال غريب ان المسوح التي تم انجازها خلال العام 2015، تاتي انسجاما مع الدور المنوط بمديرية الاثار، والذي يحتم اجراءها قبل بدء العمل في مشاريع البنى التحتية، كتوسعة الطرق ومد شبكات الصرف الصحي والمياه.
واوضح ان المسوح تهدف الى "التأكد من خلو مناطق تلك المشاريع من مواقع اثرية قد تندثر.. اثناء التنفيذ"، مبينا ان المديرية تقوم عادة بتشكيل فرق باحثين مختصين لهذه الغاية، في حين تتحمل الجهة المسؤولة عن المشروع التكاليف المالية للمسح.
واشار غريب الى ان المسح المنجز لموقع المفاعل النووي قرب منطقة قصير عمرة في الازرق، طال دائرة نصف قطرها خمسون كيلومترا، واشتمل على "البحث والتنقيب وتسجيل كافة المواقع الاثرية التي تقع ضمن هذه الدائرة".
وكانت هيئة الطاقة الذرية اعلنت عن نيتها اقامة اول مفاعل نووي اردني قرب قصير عمره الذي يعود تاريخ بنائه الى العام 750 ميلادية، حيث شيده الامويون كمنتجع لامرائهم في هذه المنطقة.
وقال غريب ان مديرية الاثار طالبت المعنيين بناء على نتائج المسح "بابعاد المفاعل عن قصير عمرة من اية زاوية من زوايا الموقع مسافة لا تقل عن خمسة كيلو مترات".
وفي ما يتعلق بمشروع توسعة طريق الازرق الدولي، والذي يمتد مسافة 150 كيلومترا بدءا من مثلث الظليل وحتى مركز العمري الحدودي مع السعودية، فقد اوضح ان المسح شمل مساحة يبلغ عرضها 500 متر على كل من جانبي الطريق.
ولفت غريب الى انه تم لغايات المسح تقسيم منطقة الطريق الى جزئين، الاول يمتد من مثلث الظليل الى مثلث الموقر، والثاني من مثلث الموقر الى منطقة الحَرة، مبينا ان آلية العمل تضمنت "مسح وتسجيل ورسم كافة المواقع الاثرية التي يتم اكتشافها والتنقيب فيها".
وقال ان مسح الجزء الاول كشف عن "العديد من المواقع الاثرية المهمة، والتي طلبنا من الشركات المنفذة لمشروع توسعة الطريق الابتعاد عنها".
واضاف "ومن امثلة ما وجدنا منزل مكون من ثلاث غرف ويحوي عددا من الكسر الفخارية، وقد حفرنا في هذا الموقع مدة اسبوعين، وبعد ان تحفظنا على ما تم ايجاده من كسر فخارية، سمحنا للشركة المنفذة بازالة المنزل، نظرا لوجود منازل شبيهة له في منطقة الحلابات، اضافة الى انه يقع في منتصف طريق التوسعة ومن الصعوبة بمكان الالتفاف عنه".
وتابع غريب ان الجزء الثاني الذي شمله المسح معظمه يقع في منطقة الحرة المعروفة بصخورها البازلتية، واستيطان البشر لها منذ تسعة الاف عام قبل الميلاد، وهي فترة كان الانسان قد بدأ خلالها تدجين الحيوانات وبناء معرشات للسكن واستخدام حجر الصوان المتوفر بكثرة من اجل صنع السكاكين ورؤوس السهام.
واوضح انه تم العثور في هذه المنطقة على مواقع اثرية تم توثيقها وتنبيه الشركات العاملة من اجل الحفاظ عليها.
واكد غريب ان نهج العمل نفسه اتبع خلال مسح منطقة مشروع توسعة طريق الزرقاء- بيرين، والتي اكتشفت فيها مواقع اثرية كان بعضها يعترض مسار الطريق، ومنها رجم جمعان الذي يعود الى العصر الحديدي الثاني، واستمرت عمليات التنقيب فيه مدة شهر.
وقال انه تم كذلك اكتشاف برج اثري يعود الى فترة المملكة العمونية، التي اخذت اسمها من "ربة عمون" وهي عمان حاليا، مضيفا ان البرج الذي استخدم لاغراض دفاعية، كان يقع في منتصف مسار الطريق، ومن الصعوبة تلافيه واختيار مسار بديل نتيجة لطبيعة المنطقة المليئة بالاودية السحيقة.
وبين ان وزارة الاثار قررت في ضوء ذلك تفكيك البرج ونقله الى موقع خربة زوبيا الاثرية التي تبعد نحو 1500 متر عن خربة جمعان، حيث سيبدأ العمل في اعادة بنائه هناك مطلع شهر نيسان.
الى ذلك، فقد شدد غريب على ان "الاثار هوية وطنية يجب ان نحافظ عليها، ولا يمكن لامة ان تبني مستقبلها بلا ماض او تاريخ تليد".
ودعا المواطنين من المهتمين والدارسين لمراجعة مديرية الاثار "للحصول على اية خدمات معلوماتية عن المواقع الاثرية في محافظة الزرقاء، او تنظيم رحلات سياحية للمناطق الاثرية من حيث المرافقة وتقديم المعلومات وتسهيل الوصول الى هذه المواقع السياحية التي تزخر بها المحافظة".