ضربات الشمس والتسمم الغذائي ابرز مخاطر موجات الحر

ضربات الشمس والتسمم الغذائي ابرز مخاطر موجات الحر
الرابط المختصر

 

مع تلاحق موجات الحر التي تضرب البلاد، تتكاثف تحذيرات المختصين من مخاطرها الجدية على صحة البشر، ومن ضمنها احتمال الاصابة بضربات وحروق الشمس، فضلا عن حالات التسمم الناجمة عن تلف الاطعمة.

 

 

ومنذ ثلاثة اسابيع تتعرض المملكة لموجات حر كانت الاخيرة اشدها، ولامست درجات الحرارة خلالها حاجز الخمسين مئوية في بعض المناطق، بينما تجاوزت الاربعين في العاصمة عمان.

 

وقال الدكتور خالد البحتي رئيس قسم رقابة الامراض في مديرية صحة الزرقاء، ان من الحالات التي يسببها ارتفاع الحرارة ما يسمى "الاجهاد الحراري"، مبينا ان اعراض هذه الحالة تبدأ بسيطة كارتفاع في حرارة الجسم واحمرار الجلد وزيادة التعرق.

 

لكنه حذر من ان استمرار تعرض الشخص لنفس درجات الحرارة أثناء الاصابة بالاجهاد الحراري، يؤدي به الى مرحلة "الانهاك الحراري"، والذي يترافق مع اعراض ابرزها الجفاف وتوقف انتاج العرق، وزيادة دقات القلب والاعياء وضعف التركيز و زيادة معدل التنفس، منبها الى انه ما لم يتم اسعاف المصاب، فقد يدخل في مرحلة "ضربة الشمس".

 

واوضح البحتي ان المسؤول عن الاعراض التي تنتاب الجسم اثناء الحالات السابقة هو جزء دماغي يسمى الهيبوثلاموس، ووظيفته تنظيم الحرارة الذاتية تبعا للمعلومات التي تنقلها اليه الاوعية الدموية وشبكة الاعصاب حول حرارة الجو.

 

وبين ان هذا العضو يعمد في حالات الحر الشديد الى اصدار اوامر بتوسيع الاوعية الدموية وزيادة التعرق والتبول ومعدل التنفس وانقباض وارتجاف العضلات.

 

ولفت البحتي الى ان بعض الاعراض الحادة والخطيرة لضربة الشمس، تتضمن الهلوسات وصداع الرأس والجفاف الشديد وتشنجات العضلات وارتفاع حرارة الجسم الى اكثر من 41 مئوية، وذلك جميعه يؤدي الى فقدان الوعي والاغماء.

 

ونوه الى ان الاطفال دون الرابعة من العمر هم من بين الاكثر عرضة لضربات الشمس بسبب فقدانهم السريع للسوائل في الاجواء الحارة، وكذلك كبار السن ممن ليست لديهم القدرة على الحركة لتجنب مسببات الحرارة بحكم اعمارهم المتقدمة.

 

وقال ان دائرة المعرضين للاصابة تشمل من لا تستطيع اجسامهم التاقلم مع الحر لخلل في عمل الهيبوثلاموس، ومرضى السمنة وضغط الدم والسكري، ومن يتناولون أدوية القلب ومدرات البول والمهدئات وادوية التخسيس ومضادات الهستامين.

 

واشار البحتي ايضا الى الاشخاص الذين يعملون تحت اشعة الشمس المباشرة وفي الافران والرياضيين باعتبار ان احتمالات الاصابة بضربات الشمس تكون مرتفعة في اوساطهم.

 

واوضح ان اسعاف المصاب بضربة الشمس يكون بنقله سريعا الى مكان فيه ظل وجيد التهوئة، والبدء بتخفيض حرارته عبر نزع ملابسه ورش الماء علي جسمه او تغطيسه في بانيو الحمام مع وضع اكياس الثلج تحت الابط والفخذ والظهر.

 

واكد ان افضل وقاية من ضربات الشمس في الاجواء الحارة تتمثل في البقاء في الظل بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة وتقليل الخروج من المنزل، وخصوصا وقت الظهيرة، من الساعة 12 حتى 3 من بعد الظهر، وارتداء ملابس قطنية فضفاضة بالوان فاتحة، ويفضل وضع غطاء للرأس في حال اضطر الشخص للخروج في هذه الاوقات، والاكثار من شرب السوائل الباردة.

 

كما حث البحتي ممارسي الرياضة على ان يكون ذلك في فترات الصباح او المساء المتأخر وشرب السوائل قبل وبعد التمرين، وكل عشرين دقيقة اثناءه حتى لو لم يشعروا بالعطش، وان يراقبوا لون البول، وفي حالة كان داكنا فهذا مؤشر على التجفاف وينبغي معه الحرص على تناول مزيد من السوائل.

 

وفي ما يتعلق بحروق الشمس، فقد اوضح البحثي انها تنجم عن التعرض المباشر للاشعة في الاوقات الحارة وتصيب جلد الوجه، ومساحة الجسم المعرضة مباشرة، داعيا لتجنب ممارسة السباحة اثناء الارتفاع الشديد للحرارة وسطوع الشمس حتى لا يتعرض الجسم للحروق.

 

وقال انه يمكن لمن يرغب بممارسة السباحة في مثل هذه اللجواء ان يتخير مسابح مظللة او ان يقوم بالسباحة في الصباح الباكر او في فترة المساء الاولى حيث تنكسر حدة الشمس، ويقل تأثيرها الضار على الجلد.

 

وبالنسبة للكريمات الواقية من الشمس، فقد نصح باعتماد الانواع ذات قيمة spf تزيد عن 30.

 

من جهة اخرى، حذر البحتي من حالات التسمم الغذائي التي تنجم عن تلف الاطعمة في ظل درجات الحرارة العالية.

 

واكد ان الاطعمة الاكثر عرضة للتلف هي التي تحوي على بروتينات، باعتبار ان هذه تشكل وسطا جيدا لنمو الجراثيم، منوها الى ضرورة التقليل ما امكن من كميات اللحوم المخزنة في ثلاجات المنزل تحاشيا لتلفها في حالات انقطاع التيار الكهربائي، والتي تشهدها احياء عدة في الزرقاء خلال موجات الحر.

 

ولفت البحتي الى ان افضل طريقة للاحتراز من تاثير هذه الانقطاعات على الاطعمة، وخصوصا اللحوم، تكمن في ان تكون ربة البيت قد احتاطت يتوفير قوالب ثلج كبيرة لتضعها حول الاطعمة عند انقطاع التيار، حيث ان ذلك يحفظها فترة كافية.

 

لكنه قال انه في حال ذوبان الثلج عن هذه الاطعمة فيجب استهلاكها او توزيعها وعدم تجميدها مرة خرى تجنبا للاصابة بالتسمم، مشيرا الى ان الحليب السائل يعتبر مادة سريعة الفساد ومن المفضل تحويلها الى لبن رائب وعدم اعادة تبريدها.

 

وشدد البحتي على ضرورة الحفاظ على الهدوء في حالات الاصابة بالتسمم ومراجعة اقرب مركز اسعاف طبي، ومن المهم تذكر الاطعمة التي تناولها الشخص والتي قد تكون هي سبب التسمم، لان هذا يساعد الطبيب كثيرا في نحديد نوع العلاج المناسب.