خطة شاملة لمعالجة مشكلات النقل بالزرقاء تتضمن نقل المجمع القديم
اعلنت مدير مكتب هيئة النقل البري في الزرقاء لبنى عبدالهادي انه يجري حاليا دراسة عدد من المواقع البديلة لنقل مجمع الملك عبدالله للسفريات (المجمع القديم) اليها، وذلك في اطار خطة شاملة تهدف لمعالجة مشكلات النقل في المدينة.
وقالت عبدالهادي ان هذه الخطة تاتي في ضوء دراسة مخطط شمولي للزرقاء اجرتها الهيئة واظهرت ان عدم ملاءمة البنية التحتية لمراكز الانطلاق والوصول، تتصدر المشكلات التي تواجه قطاع النقل في المحافظة.
والمجمع القديم الذي يخدم الاحياء والمحافظات الواقعة شمال الزرقاء، هو احد مجمعي السفريات الرئيسين في المدينة الى جانب مجمع الامير راشد (المجمع الجديد) المخصص كنقطة انطلاق الى عمان والمناطق والمحافظات الجنوبية.
ويقع مجمع السفريات القديم بمحاذاة الوسط التجاري، وقد تحول خلال السنوات الاخيرة الى مسبب للاختناقات المرورية في المدينة جراء ضيق مساحته واكتظاظه باعداد متزايدة من وسائط النقل والاكشاك.
وعلى الجهة الاخرى يشهد المجمع الجديد حالة فوضى ناجمة ايضا عن تزايد اعداد الاكشاك ووسائط نقل الركاب، وكذلك تهالك بنيته التحتية.
وقالت عبدالهادي ان "امام هيئة النقل البري اكثر من خيار لتحديد موقع قطعة أرض مناسبة لانشاء مجمع بديل لمجمع الملك عبدالله، وكذلك سوف يتم اعادة هيكلة مجمع الامير راشد (المجمع الجديد) بحيث يتناسب مع المعايير العالمية للمجمعات".
وبينت انه سيتم في اطار الخطة التي وضعتها الهيئة "تحسين وتطوير البنية التحتية لهذين المجمعين بهدف رفع الكفاءة التشغيلية للنقل العام وتحسين خدمات النقل المقدمة فيهما".
واشارت الى ان ذلك سيشمل "توفير المقاعد والانارة والخدمات الصحية والشواخص ونظام معلومات للركاب، وجزرا وسطية كافية تضمن السلامة المرورية للمشاة، وتنظيم ترددات النقل والخروج والدخول من والى المجمعين".
ولفتت عبدالهادي الى ان دراسة المخطط الشمولي كانت خلصت كذلك الى ان أزمة المرور على الخطوط الخارجية بين الزرقاء وعمان، تعد احد التحديات التي تحتاج الى تحرك ومعالجة.
وقالت ان "المشروع المنتظر ان يحل هذه المشكلة هو الباص السريع بين المحافظات، والذي ستؤول مسؤولية تشغيله بعد الانتهاء منه الى هيئة النقل البري، حسب ما قررته رئاسة الوزراء".
وكان مجلس الوزراء قرر في اذار الماضي الموافقة على اعتماد حافلات التردد السريع كمشروع للربط بين عمان والزرقاء، وبكلفة اجمالية تبلغ 110 ملايين دينار، على ان يطرح عطاء تنفيذه قبل نهاية العام الحالي ويدخل حيز العمل خلال ثلاث سنوات.
ومن التحديات الاخرى التي ابرزتها الدراسة، مشكلة الملكية الفردية لوسائل النقل، والتي قالت عبدالهادي ان "هيئة النقل ورثتها من مؤسسة النقل العام، ومن وزارة الداخلية".
واوضحت "وجدنا أننا نعمل مع مشغلين أفرادا قد يميل احدهم الى التوقف عن العمل فيركن وسيلة النقل التي يملكها امام باب بيته ويكمل نومه في ذلك اليوم، او يصطحب اولاده في رحلة".
وفي هذا السياق، فقد اكدت انه "تم وقف العمل المزاجي لدى المالكين واصبحت الرحلات تتم بموافقة هيئة النقل البري، سواء في الرحلات الداخلية او رحلات الحج والعمرة التي اقتصرت على شركات محددة".
ويوجد في محافظة الزرقاء 69 خطا داخليا مقابل 38 خط رئيسي، حيث يعمل على كليهما 187 حافلة و 805 باصات نقل متوسطة و253 سيارة ركوب صغيرة، كما ان هناك 38 مكتب تاكسي تعمل فيها 1784 سيارة، بحسب ما تبينه عبدالهادي.
وتطرقت مدير مكتب هيئة النقل الى مشكلة الازدحامات الصباحية للركاب على خط الزرقاء الجامعة الاردنية في المجمع الجديد بسبب قلة اعداد الباصات، مؤكدة ان هذه المشكلة ستنتهي بحلول العام المقبل.
وقالت انه كخطوة مرحلية "تم منح 105 تصاريح مؤقتة لباصات تعمل على خطوط داخلية اخرى لحل مشكلة عدم وجود باصات خاصة للنقل على هذا الخط، كما يتواجد مندوب الهيئة في المجمع يوميا بهدف منح تصاريح اضافية لتعزيز الخط عند الحاجة".
واضافت ان الهيئة "طرجت عطاء لتشغيل الخط، وفي بداية 2016 ستتولى احدى الشركات العمل عليه بثلاثين حافلة، وسوف يتم تحديث طريقة دفع الاجرة التي تعتمد على البطاقات الذكية بدلا من الدفع النقدي، وستكون هناك ترددات ثابتة لمواعيد انطلاق الحافلات".
وفي ما يتعلق بمشكلة مواصلات طلبة الجامعة الهاشمية، فقد اكدت عبدالهادي انها انتهت بصورة شبه كاملة بعدما تولت شركة جديدة خدمة نقل الطلبة من خلال 54 حافلة تعمل ضمن الزرقاء ومحافظات اخرى باستثناء عمان، وبحيث جرى تخصيص حافلتين منها لذوي الاحتياجات الخاصة.
وقالت ان مشكلة التزاحم وقلة اعداد الباصات ورداءة نوعيتها "انتهت تماما"، لافتة الى ان مراقبا من هيئة النقل اصبح يرافق الطلبة الى الجامعة الهاشمية، ويراقب انتظام العمل في المجمع وايضا في الجامعة خاصة في وقت الذروة.
واثنت عبدالهادي على الخدمات التي تقدمها الشركة للطلبة من خلال الموقف وقاعة الانتظار التي خصصتها لهم بمحاذاة المجمع القديم، مشيرة الى انه "تم تزويد القاعة بمقاعد وخدمة انترنت وماكنة قهوة بسعر معتدل، كما ان لها بابا من جهة المجمع واخر ينفذ الى موقع الحافلات التي تقل الطلبة ضمن نظام الدور".
وتابعت ان "القاعة حفظت لطلبة وطالبات الجامعة خصوصيتهم بعيدا عن أزمة المجمع التي كانوا يعانون منها"، منوهة الى ان الهيئة "على تواصل دائم مع الجامعة لرصد الزيادات في اعداد الطلبة ووضع خطط لمواجهتها في الوقت المناسب".
وعلى صعيد اخر، فقد اشارت عبدالهادي الى ان الهيئة عملت على ايجاد حل لمشكلة سائقي سيارات السفريات التي كانت تعمل على خطي الشام وبيروت، وتوقف عملهم نظرا للازمة الحالية في سوريا.
واوضحت انه "جرى اعتبارا من حزيران الماضي تحويل هذه السيارات، والتي يزيد عددها على 500، للعمل اما كسيارات تاكسي او اجرة على الخطوط الداخلية، او على خط السعودية، والهدف تقديم حل جذري لسائقيها وابعاد شبح البطالة عنهم".
وبخصوص قيام بعض سائقي سيارات التاكسي ممن يقطنون في الزرقاء ويعملون في عمان، بالتوقف في المجمع الجديد في ساعات الذروة الصباحية لتحميل الركاب المتجهين الى العاصمة بعد استيفاء اجرة تصل الى دينار عن كل راكب، فقد اكدت عبدالهادي ان هذا الامر يعد مخالفة للقانون.
وقالت ان "سائقي هذه السيارات يجتمعون مشكلين موقفا خاصا بهم مسببين ازدحاما وأزمة واغلاقا لمدخل المجمع، وهم بذلك غيروا صفة النقل واضروا بعمل مركبات الاجرة"، لافتة الى ان الهيئة ستقوم قريبا بتنفيذ حملة بالتعاون مع قسم سير الزرقاء من اجل وقف ممارسات هؤلاء السائقين.
وعن قرارات تغيير الوان وسائط النقل العمومية، بينت عبدالهادي انه "تم اضافة الوان اخرى غير اللون الاساسي لها جميعا، وذلك لغايات تنظيم القطاع واظهاره بصورة لائقة، وهي ترمز الى افق الاردن من خلال رسم تعبيري للمناطق الاثرية والحضرية والبادية، حيث نرى فيها صورة الجمل والاثار وجسر عبدون.."
واشارت الى انه "تم تخصيص اللون الازرق لسيارات التاكسي في الزرقاء والاخضر في عمان والاحمر في البلقاء والزيتي في المفرق، وهكذا..، اما وسائط النقل الاخرى فسيكون اللون الاساسي فيها الابيض ويضاف اليه الاصفر بالنسبة لمحافظة الزرقاء، وسوف تطبق هذه التعليمات بالكامل مطلع العام الجديد".