الصحة تستبعد انتشار "زيكا" في المملكة لخلوها من البعوضة الناقلة

الرابط المختصر

استبعد رئيس قسم رقابة الامراض في مديرية صحة الزرقاء الدكتور خالد البحتي احتمال انتشار فيروس "زيكا" في الاردن، نظرا لخلو المملكة من البعوضة الناقلة، والتي اوضح انها تعيش ضمن المناطق المدارية الاستوائية.

وقال البحتي ان الفيروس الذي اجتاح الأميركيتين ورُصد في 24 بلدا حتى الآن "من غير المتوقع انتشاره في الاردن بسبب ان الناقل الرئيس له، وهو بعوضة إيدس إجيبتاي (الزاعجة المصرية)، تتكاثر في المناطق المدارية ولا تتواجد في المملكة".

واذ اكد ان "الاردن ليس من الدول المهددة بفيروس زيكا الى حد كبير"، لكنه لم يُسقط احتمال تسجيل حالات بالمرض يكون مصدرها وافدون.

وبيّن البحتي أن فيروس "زيكا" لا ينتقل من شخص الى اخر، حيث ان الوسيط الرئيس هو البعوض، ولكن من الممكن حصول ذلك "عن طريق نقل الدم من شخص مصاب الى اخر".

واشار الى ان هذا المرض يصنف ضمن الامراض "المنبعثة"، والتي كانت ناشطة ثم كمنت لفترة قبل ان تعاود الظهور.

وشرح قائلا ان "الامراض تقسم الى نوعين: مستجدة لا يكون لدى العلماء معلومات عنها اصلا، ومنبعثة تواحدت منذ القدم ومرت بمرحلة كمون لعقود طويلة قبل ان تعاود نشاطها.. ولكن تغيرات المناخ قد تعيد بعضها الى الانبعاث من جديد".

ولفت البحتي الى ان وزارة الصحة ليست لديها قدرات تمكنها من ان تشخص بدقة حالات الاصابة بهذا الفيروس الذي ينتمي لعائلة الفيروسات النزفية، واكتشف اول مرة في افريقيا منتصف القرن الماضي.

وقال ان الوزارة وان كانت تملك الجهاز القادر على كشف الفيروس، الا ان ما ينقص هو المواد المستخدمة فيه، والتي يجري العمل حاليا من اجل توفيرها.

واوضح البحتي ان "حضانة الفيروس تتراوح من يومين الى اثني عشر يوما، والاعراض الظاهرة على المصاب تكون حمى خفيفة وطفح جلدي والتهاب بملتحمة العين، وهي اعراض تتشارك فيها معظم الامراض وقد يصاحبها الصداع والم المفاصل".

واشار الى ان الخطر الحقيقي يتمثل في "اصابة الاجنة بالفيروس وما ينتج عن ذلك من عاهات دائمة تظهر عند الولادة كالشلل الرباعي جراء تضرر الجهاز العصبي، وايضا صغر حجم الرأس والدماغ، والذي يؤدي لاحقا الى خلل وظيفي لدى الطفل".

واكد في المقابل ان "الاصابة لدى الكبار تمر بسلام ويمكن الشفاء منها".

وقال البحتي انه "ليس هناك علاج خاص لمرض زيكا وانما يتم اعطاء الادوية للمصاب حسب الشكوى والعرض، كمسكنات الصداع او الام العضلات وخافضات الحرارة، اما من يعاني من التهاب الملتحمة او الجلد فيُعطى ادوية مضادة للتحسس".

واضاف ان الوقاية تتمثل في "السيطرة على الناقل، وهذه السيطرة تاتي عن طريق مراقبة البلد (للتحرك) اذا دخلت البعوضة وبدات بالتكاثر، خاصة في المناطق التي تحتوي على مياه اسنة وراكدة، حيث تتم مكافحتها بأدوية الرش".

وشدد على ان المواطنين في هذه الحالة سيكونون مدعوين الى احكام غلق نوافذهم واتخاذ الاحتياطات التي تكفل منع دخول البعوضة الى البيوت والمكاتب والمستشفيات والمعامل والمصانع والمدارس وغيرها.

وحث البحتي من يريد السفر الى مناطق مدارية قد يتواجد فيها المرض على اصطحاب ملابس مناسبة تغطي اجسامهم جيدا، واستخدام ناموسيات وكريم يُبعد البعوضة الناقلة عنهم اثناء النوم.