أقدم جامعي الطوابع في الزرقاء يخشى اندثار الهواية

أقدم جامعي الطوابع في الزرقاء يخشى اندثار الهواية
الرابط المختصر

بعد حقبة ذهبية عاشتها على امتداد القرن الماضي، اصبحت هواية جمع الطوابع في الزرقاء والاردن عموما تمر حاليا في اسوأ ايامها، وذلك نتيجة انصراف الشباب عنها الى هوايات اخرى تتيحها التكنولوجيا الرقمية، والتي ادت ايضا الى تراجع مكانة الطابع التقليدي.
 
وفي ظل هذا الواقع، لا يخفي موسى الدباس، احد اقدم جامعي الطوابع في الزرقاء، خشيته من "اندثار" هذه الهواية في نهاية المطاف.
 
وتعود بدايات تبلور جمع طوابع البريد كهواية جماعية في الزرقاء الى خمسينيات القرن الماضي، بحسب ما يوضحه الدباس، والذي تعلق بالهواية منذ كان موظفاً في البلدية، ثم شارك في تاسيس نادي هواة الطوابع الاردني اوائل السبعينيات.
 
وقال جامع الطوابع المخضرم، ان ما يعزز اتجاه هوايته نحو الاندثار هو عزوف جيل اليوم وانشغاله عنها بتقنيات التواصل الحديثة مثل "الواتس اب والفيسبوك"، لافتا ايضا الى "الوضع المادي الصعب الذي يعيشه هذا الجيل ويحول بينه وبين الطوابع نظراً لارتفاع أسعارها".
 
وراى ان مسؤولية انقاذ الهواية من ذلك المصير يتقاسمها نادي هواة الطوابع وشركة البريد الاردني، معتبرا ان النادي يستطيع اداء "دور مهم وكبير عبر القيام بانشطة تعريفية بأهمية الطوابع"، في حين يمكن للبريد المساهمة من خلال "خفض سعرها لتصبح ضمن المتاح".
 
وكان الدباس أول من اقام معرضا للطوابع في الزرقاء، وكان ذلك عام ١٩٦٥، ثم تلاه معارض اخرى نظمها في عمان وعدة محافظات، واشتملت الى جانب الطوابع على صور لرؤساء وملوك وتحف أثرية.
 
وحول حكايته مع هواية الطوابع، فقد اوضح انها "بدأت بتداول طوابع بريدية مختلفة بين الأصدقاء والجيران، ولم يكن يوجد حينها نادٍ رسمي للهواة، وكانت اللقاءات تجري في البيوت وتتضمن عمليات بيع وشراء وتبادل للطوابع".
 
واضاف الدباس ان "عدد الهواة في تلك الفترة كان نحو ١٢، بعضهم في العاشرة من العمر ومنهم من كانوا فوق الاربعين، والفئة الاخيرة كانت الغالبة نظراً للتفرغ بعد هذه السن بالإضافة إلى ان الهاوي يكون قد بلغ معها درجة كافية من النضج والثقافة".
 
وتابع ان مصادر حصولهم على الطوابع حينها تنوعت بين البريد باعتباره جهة اصدار، والمسافرين الذين يجلبون كميات منها معهم، ثم تطور الحال واصبح هناك تجار تخصصوا في توفيرها للهواة من مختلف البلدان.
 
واشار الدباس الى ان "عملية الحفاظ على الطابع لم تكن بالشيء السهل في تلك الايام نطراً لعدم تطور صناعة الكتالوجات الخاصة بها"، مبينا انه "كلما كان الطابع محافظاً على شكله وخاليا من الأخطاء الإملائية كلما علا وازداد سعره".
 
وقال ان "هواية جمع الطوابع مكلفة جداً.. ولكن عند البدء بممارستها والخوض فيها عبر السعي لإكمال المجموعات البريدية والحصول على المجموعات الأردنية كاملة، ينسى الهاوي العبء المادي.. بل على العكس، قد تكون أحياناً السبب في كسب المال من خلال بيع طوابع نادرة وبحالة جيدة".
 
ونوه في هذا السياق الى ان "هناك طوابع تصل أسعارها إلى آلاف وربما ملايين الدنانير".
 
وشدد الدباس على ان جمع الطوابع "وعلى الرغم من أنها هواية لقضاء الوقت والتسلية لكن لها أهمية كبيرة من النواحي التاريخية، فهي تعرّف بتاريخ الدول والملوك والرؤساء على أرضها، وتبرز المناسبات التي من أجلها صدرت وما تشتهر به كل دولة".

أضف تعليقك