مركز القدس يُطلق دراسة حول آثار جائحة كورونا على عمل النساء وسلامتهن

تصوير وتغطية علي جادالله
الرابط المختصر

عمان نت 19 شباط - ابتدأ مؤتمر (نساء الأردن في ظلال "الجائحة المركبة": كيف أثرت كورونا على عمل الأردنيات وسلامتهن؟) الذي ينظمه مركز القدس للدراسات السياسية بالتعاون مع سفارة مملكة النرويج في عمّان أعماله اليوم في عمّان. وقال عريب الرنتاوي مدير مركز القدس في مستهل أعمال المؤتمر  إن دراسة مركز القدس سعت إلى قياس أثر الجائحة على العاملات وصاحبات العمل في الأردن، فقد كنا أمام أزمة جائحة مركبة حيث عانى الأردنيون والأردنيات كثيراً دون تمييز من الجائحة وإن كان وضع النساء بشكل خاص أكثر هشاشة إزاء التداعيات الصحية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية.

وأضاف الرنتاوي بأننا آثرنا بشكل خاص أن نحيط بآثار الجائحة على صاحبات العمل والعاملات في القطاع الخاص، واستثنينا القطاع الحكومي من الدراسة رغم اشتماله على نسبة كبيرة من العاملات وخاصة في قطاعي التعليم والصحة، وذلك لأن الظروف التي خضعت لها العاملات في القطاع الحكومة كانت تقريباً متماثلة، وهناك تداعيات لم تطال العاملات في القطاع العام كالبطالة وخفض الرواتب الأساسية.

لقد استندت دراسة مركز القدس إلى استخدام عينة واسعة من حوالي 1240 عاملة وسيدة أعمال، توزعن على محافظات المملكة الاثنتي عشرة، وكذلك إلى منهجية علمية صارمة. ودعا الرنتاوي المشاركين إلى إغناء الدراسة بمقترحاتهم وأفكارهم وتوصياتهم قبل نشر هذه الدراسة. وأشار الرنتاوي إلى أن مركز القدس عقد أولى ورش العمل في المحافظات في مادبا لمناقشة نتائج هذه الدراسة، وسيتم عقد ورشتين أخريين في الأيام القادمة؛ واحدة في إربد والأخرى في إقليم الجنوب. وذكر الرنتاوي  أن الجائحة كانت وبالاً على نساء العامل حيث ارتفع العنف المنزلي ضد النساء بنسبة 35% فيما ارتفع في الأردن في الفترة الأولى من الإغلاقات والقيود على الحركة والنشاط بنسية 33%.

ومن جهته، ثمّن السيد إيسبين أفينت ليندباك، سفير مملكة النرويج في عمّان قيام مركز القدس بإجراء دراسات تهم البلدين. وقال إن الجائحة خلقت مزيداً من التحديات، وأشاد بجهود الأردن في مواجهة تداعيات الجائحة بالرغم من الصعوبات الاقتصادية التي يعيشها، وكذلك الظروف الإقليمية المحيطة به، والتي كان من نتائجها معاناته من استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين. وشرح السفير بأن من تداعيات أزمة الفيروس في بلاده اضطرار عاملات إلى تغيير مساراتهن المهنية بنسبة واحد إلى خمسة مقارنة بالرجال، وهناك نساء فقدن أعمالهن، وأخريات تأثرت أجورهن سلبياً، وهذا يخلق فرصاً غير متكافئة. وأضاف بأن أكثر القطاعات التي تأثرت كان هو قطاع العاملات في الصحة وخاصة النساء، فيما عانت النساء العاملات في قطاعات السياحة والفنادق والمحلات التجارية أيضاً. وحتى العاملات في منازلهن زادت أعباؤهن مقارنة بالرجال. وأكد على أهمية أن تدمج الخطط الحكومية منظور النوع الاجتماعي فيها.  

ومندوباً عن راعي المؤتمر وزير العمل نايف استيتية، قال د. عون النهار، مدير مديرية التشغيل في وزارة العمل، إن العالم ما زال يعاني من تداعيات الجائحة، وإن في مقدمة المتضررين هم العمال وأصحاب العمل وبخاصة النساء. وأشار إلى أن الدراسات أظهرت أن عمل النساء يتمركز في فرص عمل ذات أجور متدنية أو غير رسمية أو في مشاريع عائلية.

وأشار إلى أنه بحسب أرقام الإحصاءات العامة، فإن الذكور كانوا أكثر فقداً للوظائف بنسبة 83%، مقابل 16.9% لدى النساء، وكذلك الأمر فيما يخص فئة 18-29 من الشباب.

وذكّر النهار بأن كورونا أدت إلى بطالة في صفوف النساء وخاصة العاملات في المشاريع التي تقودها النساء، حبق أُغلقت جميع الحضانات وأنشطة العمل في بيع الملابس والتجميل، إضافة إلى مشكلات تحول التعليم عن بعد.

وأوصح النهار أن الحكومة اتخذت جملة من القرارات الاقتصادية للتخفيف من الآثار المباشرة وغير ىالمباشرة للجائحة من خلال أوامر الدفاع وبخاصة رقم (6). ولفت إلى برنامج استدامة من خلال الضمان الاجتماعي الذي استفاد منه القطاع الخاص. واختتم بالإشارة إلى وجود 60 ألف فرصة عمل خلال هذا العام والعام القادم.

هذا ويشتمل المؤتمر على جلستي عمل، الجلسة الأولى خُصّصت لعرض نتائج الدراسة التحليلية الاستطلاعية التي نفّذها مركز القدس حول أثر جائحة كورونا على نساء الأردن في بيئة الأعمال. وستتحدث فيها مُعدة الدراسة د. رنا الأكحل، الباحثة الاقتصادية والخبيرة في قضايا النوع الاجتماعي. كما تشتمل هذه الجلسة على مداخلة يقدمها شامان المجالي الناطق الإعلامي باسم الضمان الاجتماعي، ويجيب فيها عن سؤال: "كيف تعامل الضمان الاجتماعي مع النساء العاملات وصاحبات الأعمال خلال فترة الجائحة؟". هذا ويرأس أعمال الجلسة النائبة دينا البشير، عضو اللجنة القانونية ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب.

وتبحث الجلسة الثانية، وهي بعنوان "بيئة الأعمال في ظلال الجائحة"، في خبرة ودور عدد من المؤسسات في ما يخص أثر الجائحة على النساء العاملات وصاحبات العمل، ويتحدث فيها كل من النائب حسين الحراسيس، رئيس لجنة العمل والتنمية الاجتماعية والسكان؛ وديما عربيات، منسقة برامج التمكين الاقتصادي في اللجنة الوطنية لشؤون المرأة؛ والدكتورة ريم البغدادي، رئيسة ملتقى سيدات الأعمال والمهن الأردني؛ ورنا أبو لوحة ممثلة المرأة في الاتحاد العام لنقابات العمال في الأردن. ويرأس أعمال هذه الجلسة النائب سليمان أبو يحيى، عضو لجنة العمل واللجنة الإدارية في مجلس النواب.  

أضف تعليقك