عشيرة الجعافرة تستضيف ندوة نقاشية حول الجلوة العشائرية وآثارها

الرابط المختصر

عمان 

نظمت عشيرة الجعافرة/ عرب السواحرة مساء أمس في مقرها الدائم بمدينة صويلح، ندوة نقاشية حوارية توعوية بعنوان "وثيقة ضبط الجلوة العشائرية وآثارها"، برعاية الدكتور حمدان السرحان متصرف لواء الجامعة.

في بداية الندوة، رحب المحامي داوود جعفر بالحضور الغفير الذي أم المقر، منوهاً بأهمية الندوة النقاشية التي تناولت وثيقة ضبط الجلوة العشائرية وآثارها، وقال إن موضوع الجلوة العشائرية بما يشتمل عليه من مآس وسلبيات، دفع جميع المسؤولين في الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم، لإعادة النظر في هذا الموضوع وحصره في حوادث القتل فقط، وفي الجاني ودرجة القرابة من الدرجة الأولى، وتنظيم طريقة الجلوة واناطة تنفيذها بإشراف الحاكم الإداري في المنطقة المعنية، حفاظاً على أرواح الناس وممتلكاتهم عند وقوع حادث قتل "لا سمح الله"، كما تم اقتصار الجلوة على الذكور حفاظاً على السلم الأهلي والمجتمعي، كون الجلوة العشائرية كانت تجر كثيراً من الويلات على أهل الجاني، لمجرد رابطة الدم.

وبين جعفر أن الندوة النقاشية، تهدف لرفع الوعي بين الناس لتقبل وتفهم التعديلات التي تم إقرارها في أحكام الجلوة العشائرية لأسباب عديدة، أبرزها مخالفة شرع الله عز وجل وأحكامه، ومخالفتها لأبرز المبادىء القانونية الراسخة والمتفق عليها بين الفقهاء القانونين في قانون العقوبات، والمبدأ السلم هو حصر العقوبة في شخص المجرم، سواءً الفاعل أو الشريك أو المحرض أو المتدخل وفق القانون ولا تمتد العقوبة لأكثر من ذلك.

بدوره قال الدكتور حمدان السرحان، أن من واجبات وزارة الداخلية عبر استراتيجياتها نبذ العنف المجتمعي والتنسيق والحوار مع الشركاء، عبر اتخاذ التدابير والاجراءات الخاصة بحفظ الأمن والنظام العام وسلامة الأفراد ومنع الجريمة والعمل على الحيلولة دون وقوعها.

وأضاف السرحان: "بناء على الخطة الموضوعة في وزارة الداخلية ومن مبدأ التشاركية مع المواطنين والانتفاح عليهم في جميع مجالات العمل، يأتي لقاءنا اليوم، ونحن نعلم أن العشائر هي احدى ركائز الدولة ومن أهم مكوناتها، وكان ابناؤها على الدوام مثالاً للخلق العربي الرفيع، وقدوة في تقديم المبادرات الخلاقة في كافة مناحي الحياة، حيث ان جميع ابناء المجتمع الاردني وعلى اختلاف اصولهم ومكوناتهم، هم أبناء عشائر نعتز ونفتخر بهم".

وأكد السرحان أن العشائر الأردنية ترفض أي ظواهر دخيلة على أعرافها وعاداتها بما فيذلك التشدد باجلاء ذوي الجاني ومحاسبة الأبرياء أو حرق البيوت واغلاق الطرق والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وتشريد الأسر.

واعتبر السرحان أن اعتماد وثيقة ضبط الجلوة العشائرية "سيؤدي إلى إنهاء الظواهر غير الحضارية"، كما أنها تنهي "البدع الدخيلة على مجتمعنا بهذا الخصوص، وخاصة فيما يتعلق بالجلوة في ظل التقدم الحضاري والعلمي والعمراني".

وأشار إلى "قيام البعض بحرق البيوت والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والأخذ بالثأر وفرض شروط في صكوك الصلح والعطوة تخالف الدستور والقوانين والعادات العشائرية".

وقال إنه من غير المعقول "أن تجلي مئات العائلات من بيوتها ومن مناطق سكناها إلى مناطق أخرى ويستمر هذا الجلاء لأشهر أو سنوات".

وبين السرحان أن وزير الداخلية مازن الفراية، إلى المحافظين والحكام الإداريين بالعمل مباشرة وبالتعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة على تنفيذ بنود الوثيقة "بكل حزم وجدية بعيداً عن المجاملات، وصولاً إلى تحقيق الأمن والسلم المجتمعي بمفهومه المطلق ودون السماح بالتجاوز على حياة المواطنين وحريتهم بالإقامة والسكن والعيش الكريم".

ودار حوار بين متصرف لواء الجامعة الدكور حمدان السرحان ووجهاء عشيرة الجعافرة/ عرب السواحرة وبعضاً من ضيوف الندوة النقاشية، حول آليات تنفيذ الجلوة وتطبيقها بما لا يخل بالأمن والسلم المجتمعي، ومن بين المتحدثين كان الشيخ محمد عواد النعيمات، وفاروق العبادي، والشيخ أبو مشعل الصلاحات، والمحامي محمد شتوي، والنائب السابق القاضي المتقاعد صالح مفلح اللوزي، والشيخ أحمد كريم العمرو، والنائب المهندس ناجح العدوان.

ويعود أصل عشيرة الجعافرة من عرب السواحرة الى عشائر العَمْرو المنحدرة من بني عقبة من قبيلة جذام في شبه الجزيرة العربية، وكانت عشائر العَمْرو تسكن منطقة الكرك وكان لعشائر العَمْرو في القرنين السابع عشر والثامن عشر السيطرة الكاملة على منطقة واسعة من شرق الاردن.

ويقوم ديوان عشائر الجعافرة/ عرب السواحرة، بكل دوري بتنظيم ندوات وحوارات نقاشية تهم القضايا المجتمعية وما يشغل الناس، بإشراف مباشر من رئيس الديوان المحامي داوود جعفر ونائبه محمد الحلو.