القس منذر اسحق يوضح معنى اللاهوت المسيحي من منظور فلسطيني

في الصورة : القسيس د. منذر أسحق

 

عمان نت - قال الدكتور القس منذر اسحق أن اللاهوت الفلسطيني هو عبارة عن قراءة للكتاب المقدس بعيون عربية ومن خلال التجربة الحياتية الفلسطينية. وأوضح إسحاق في ندوة خاصة في قاعة تابعة لكنيسة الراعي الصالح اللوثرية في عمان الخميس ان رسالة الكنيسة الفلسطينية يجب ان لا تكتفي بتوفير المعونة الإنسانية، بل عليها توفير الإجابة للدور الكنيسة والإيمان المسيحي من الظلم الذي يواجه الشعب الفلسطيني.

وكان القس عماد حداد راعي الكنيسة اللوثرية قد افتتح اللقاء بتأكيد أهمية أن ما نقول أو ما لا نقول يجب ان يعبر عن ايماننا ولاهوتنا.

وقد أدار الجلسة المطران اللاتيني جمال خضر دعيبس الذي بدأ النقاش بسؤال المحاضر أن يفسر كيف يتم وضع اللاهوت المسيحي ضمن السياق الفلسطيني وكيف يجب أن نتعامل مع صعوبات العهد القديم وكيف يجب أن نتفاعل مع باقي كنائس العالم في هذا المجال؟

قبل إيضاح خمس بنود لتفسير اللاهوت المسيحي قال القس اسحق انه سعيد بوجوده في الأردن معتبرا أن الأردن ملكًا وشعبًا مقدر من الشعب الفلسطيني لدوره في الحفاظ على الثوابت والاستقرار وأن الأردن يدفع ثمن باهضً ويتعرض لهجوم شرس لمواقفه القومية وحيا المحاضر المقاومين الفلسطينيين بقوله المجد للشهداء جنين وطالب بضرورة توفير الحماية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.

وفي مجال المحاور اللاهوتية قال اسحاق إن هناك تساؤل مشروع من قبل الناس عن الموقف المسيحي من النكبة في عام 1948 مرددًا ما يسمعه من الناس “اين الله من النكبة” ورد المحاضر أن الله إله حق وعدل ويرفض الشر مؤكدا أن الكنيسة حاولت أن توفر ما كان ممكن آنذاك من معونة لمعالجة الحاجة الإنسانية المحلة آنذاك.

ثم تطرق الدكتور اسحق راعي الكنيسة اللوثرية في بيت لحم وبيت ساحور إلى قراءة مستفيضة من الموقف الفلسطيني حيال الصهيونية المسيحية مؤكدا انه تم الرد على أسئلة متعلقة بأرض الميعاد وشعب الله المختار وغيرها من الأمور بتوضيح أن كتاب ومفكرين فلسطينيين قد ردوا بقوة على هذه الأمور من خلال كتب وندوات مثل المسيح على الحاجز الذي بادرت به كلية بيت لحم للكتاب المقدس وثيقة كايروس التي شارك في صياغتها ثلة من المفكرين اللاهوتيين الفلسطينيين من كافة الكنائس والطوائف المسيحية.

وفي حديثه عن لاهوت التحرر والعدل والسلام والمقاومة أوضح عميد كلية بيت لحم للكتاب المقدس ان خلاص المسيح لم يكن فقط من أجل خطاياه الفرد، بل أن المسيح جاء ليحرر الناس من الظلم وأن المسيح كان يسعى للعدل ومتضامن مع المظلوم و ثائرا ضد الشر.

واستشهد المحاضر بالعديد من الكتاب ومنهم القس نعيم عتيق في مبدأ لاهوت التحرر ووثيقة كايروس المسكونية التي تدعو إلى مقاومة لاعنفية ومبدعة موفرًا أمثلة من النشاط المسيحي في دعم المقاطعة والصمود والعصيان المدني والسياحة البديلة واحياء التراث والمشاركة في صياغة الرواية الفلسطينية.

” أما في المجال الدولي فقد لعبت الكنيسة دورا هاما في العمل على سحب الاستثمارات لإسرائيل وصياغة مواقف مؤيدة للشعب الفلسطيني معتبرة أن ما يجري في فلسطين هو فصل عنصري مشابه الابرتهايد في جنوب افريقيا”.

ووجه المحاضر القادم من فلسطين نقاشه الى ضرورة التمسك بلاهوت الرجاء لأننا نؤمن بالقبر الفارغ والذي يذكرنا أن الكلمة الأخيرة للمسيح على أرضنا كانت للحياة وليس للموت داعيا الى ضرورة تكثيف الجهد الداخلي بين الكنائس والشعب وتقوية التحالفات المحلية والإقليمية والدولية لنصرة الشعب المظلوم تحت الاحتلال.

وجرى نقاش مميز بعد المحاضرة عالجت أمور حساسة مثل موقف الفلسطيني من وجود البعض حتى في فلسطين من مؤيدي الصهيونية المسيحية وقد قلل المحاضر من ذلك وقد علق المطران جمال دعيبس أن “الفكر المتصهين للأسف موجود في كل الطوائف وليس في كنيسة أو طائفة محددة”. كما رد المحاضر على أسئلة حول الموقف من العهد القديم ومن الوجود اليهودي والهيكل القديم وغيرها من الأسئلة أجاب عليها المحاضر بصراحة وببراعة موفرا الحجج القوية واهمية تطوير الفكر المسيحي المعاصر من منطلق محاربة الظلم والاحتلال لأن المسيح نفسه تضامن مع الفقراء والمظلومين ورسم لنا رسالة واضحة في أهمية كرامة الإنسان ورفض الاستبداد.

 

داود كتاب

تصوير علي جادالله

أضف تعليقك