احتفال مصالحة تاريخية في كنيسة الراعي الصالح اللوثرية

عمان نت - دعا القس سامر عازر  ، مساء اليوم السبت ، عدد كبير من الحضور لصلاة المصالحة في الكنيسة اللوثرية في منطقة خلدا برئاسة سيادة المطران سني إبراهيم عازر . وتعتبر هذه الدعوة بمثابة اغلاق ملف خلاف دام لسنوات عديدة ما بين القس سامر عازر  ، وقيادة الكنيسة اللوثرية والذي خدم  عازر الكنيسة اللوثرية 25 عاماً ، ورفض انتقاله من العاصمة عمان إلى رام الله . وفي كلمة له شكر القس سامر ، جميع الحضور من مسيحيين ومسلمين ،وأشار  ليس صدفةً أن إختار الله هذا اليوم المقدس لنجتمع فيه تحت قبة الكنيسة اللوثرية في قلب العاصمة الأردنية عمان في ليلة رأس السنة الميلادية الميلادية 2023، بل هو رسالة إلهية هامة بأنُّه مع وداعِنا لعامٍ يمضي علينا أن نتوحد على قلب رجل واحد، علينا أن نكون صفًا واحداً كأردنيين مسيحيين ومسلمين، علينا أن نتوحد بفكرنا وقلبنا وجهودنا لأنه عندها يأمرُ الرّب بالبركات.

ففي قلب العاصمةِ الأردنية عمان، فيلادلفيا، عاصمةُ الحب الأخوي، عاصمة الهاشميين وببركة سيد البلاد جلالة الملك المفدى عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه، وبجهود سمو الأمير غازي بن محمد حفظه الله ورعاه نجتمع اليوم وَبِسَهَرِ جنود الوطن البواسل من شتى المواقع الأمنية على راحتنا وأمننا لنقول كلمة واحدة: هذا هو الأردن العظيم .. نعم هذا هو الأردن العظيم الذي يلتّف دائماً حول القيادة الهاشمية المباركة التي لا نرتضي عنها بديلا لأنها توحدّنا من شتى المنابت الأصول وتضحي لأجلنا ولا تنأى بنفسها عن بذل أقصى الجهود في لم الشّمل والدفع نحو المصالحة المشّرفة التي تُرسى قواعدَ المحبة والوئام والأخوة في وطننا الأردني الهاشمي الكبير من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربة، لا وبل تتمسك بوصايتها الهاشمية المباركة على أقدس مقدساتنا الإسلامية منها والمسيحية في قدسنا الشّريف لتحافظ على عروبتها وأصالتها ومكانتها الدينية محلياً وعربياً وعالميا، وتحافظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها، وتقف دوماً إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق والتوأم في إقامة دولته المستقلة على الرابع من حزيران لعام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وتحافظ على الوجود التاريخي المقدَّس للعرب المسيحيين في المشرق العربي الكبير الذي لا يستقيم ولا يقوى ولا يزدهر إلا بجناحيه الإسلامي والمسيحي، لينشر للعالم قيم السماء وعدالتها وشريعة المحبة التي لا تفرق بين مسلم ومسيحي وبين إنسان وآخر، بل تعلّي قيم الإنسانية والمبادئ السامية، التي لا بد من أدياننا السماوية أن تذكّر العالم بها لتعيده للبوصلة الصحيحة، فبلادنا المقدسة تحوي أقدس المقدسات التي هي قبلة أربع مليارات نسمة، وتحظى هذه المقدسات بشرف الوصاية الهاشمية عليها بِنَسَبِهِم الهاشمي الشريف الذي يعود إلى النبي العربي الكريم.

وما الإهتمام الخاص والفريد والمميز لموقعٍ يعتبر من أقدس مقدسات العالم المسيحي، الموقع التاريخي والأصيل لعماد السيد المسيح " المغطس" إلا دلالة واضحة على حكمة هذه القيادة المباركة التي أنعم الله بها علينا لترسِّخَ أعمقَ معاني الأخُّوة الإسلامية- المسيحية كما عاشها أباؤنا وأجدادنا فَرَضِعنا معاً واختلط دمنا وَعَرقنا معاً.

ودلالة أخرى هي حالة الوئام الديني الذي يجسّده الأردن بقيادته وشعبه في وطنٍ هو الأجمل والأروع بكرمِهِ وأصالته ونخوته وشهامته.. فهذه كانت سمات الأردنيين وهي الآن وستبقى إلى أبد الآبدين، تجمعهم قيادة حكيمة نفاخر به الدنيا ونصلِّي لأجلها طَوعاً لا كُرها وإيمانا يقينياً لما نلمسه بأيدنا ونراه بأعيننا ونسمعه بآذاننا ونقول للعالم بقول السيد المسيح " تَعَالوا وانظروا"، فَمَا تعيين هيئة المغطس الملكية برئاسة سمو الأمير غازي بن محمد حفظه الله إلا دليل على صدق ما نقول ونشهد به، حيث الجهود مستمرَّة ومعمّقة لتطوير هذا الموقع الديني المسيحي ليكونَ قبلةَ جميع المسيحيين في العالم وعنواناً لترسيخ الوئام الديني الإسلامي المسيحي الذي يجمعنا في وطن الأشراف، وطنِ العزِ والكرامةِ والإباء.

وكما ذكرت في البداية عن ليلة رأس السنة 2023 بأنها " أعياد في عيد"، فعيد رأس السنة يشكل عنواناً خاصاً هذه السنة، فهو:

أولاً: عنوان أمل ورجاء لعام جديد إيماناً منَّا بأن محبة الله لا تسقط أبداً بل تتجدد في قلوبنا وحياتنا بما يسهم في بناء غدٍ أفضل لنا ولأولادنا..

ثانيا: عنوان لكرمٍ ونبلٍ هاشمي فريد يسعى جاهدا لزرع المحبة والوفاق بين جميع أبناء الشعب الأردني (مسلمين ومسيحيين) وإعادة المحبة والسلام في القلوب..

ثالثا: عنوان وئام ديني ووحدة وطنية تشمل جميع أبناء الوطن من شتى المنابت والأصول، مسلمين ومسيحيين في وطن بناهُ الهاشميون وبسواعد أبنائه ليدخل مئوية جديدة من الإنجاز والتطوير والتحديث والعصرنة.

رابعاً: عنوان فرحتنا بالإعلان اليوم عن موعد عقد قران صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني حفظه الله على الآنسة رجوة خالد السيف في الأول من حزيران المقبل 2023.

 

أضف تعليقك