سيدة تكسر احتكار الرجال لمهنة (المواسرجي؟)

 

نساء التغيير - تفتخر الستينية الهام انها واحدة من 13 سيدة كن قد تدربن على اعمال « المواسرجية « في ملتقى سيدات الاعمال والمهن / فرع جبل التاج بعد ان اطمأنت الى تربية عائلتها من خلال انضمام اولادها الاربعة وبناتها الثلاث الى المؤسسة الزوجية لتضحي وزوجها وحدهما في البيت الذي يسوده الصمت والفراغ .

وتقول ان تدريبها على اعمال « الموسرجية « شكل مفاجأة لزوجها الذي لم يدر بقيامها بذلك الا بعد ان قامت باصلاح عدة اعطال في المنزل « كاصلاح مصرف المطبخ وتبديل الحنفيات وتحويل الحمام من عربي الى افرنجي واصلاح العوامة وغيرها مشيرة الى انها تعلمت ايضا على اعمال « الكهرباء « لتصبح « كهربجية وموسرجية « في ان معا ولكن ضمن نطاق بيتها فقط ..

وتستدرك انها تلقت التدريب على التجويد والكمبيوتر واستخدام الانترنت في الملتقى وقامت بابتياع « جهاز الحاسوب « في خطوة تريد بها ان تفاجىء زوجها موضحة انها كانت دائما تفاجئه بتدربها على اشياء جديدة الامر الذي كان يشكل دوما مبعثا لفرحه مشجعا اياها على المزيد من اجلها ومن اجل ان تشعر بكيانها واهميتها.

وتوضح ان زوجها الذي يعمل « كهربجيا» لم يكن يدر ايضا بانها تلقت تدريبا في ذات مهنته غير انه لاحظ ذلك حين قامت باصلاح « ضوء النيون « الذي كان « يزن فوق رأسها في اعلى المغسلة « وهي كانت بدورها « تزن « على زوجها من اجل اصلاحه ولكنه دائما كان يؤجل ذلك متابعة وهي تضحك « باب النجار مخلع « لافتة الى انها قامت باصلاح الغسالة ايضا .

ولم يشكل تدريبها في مجال « الموسرجية « اي دهشة او صدمة للمجتمع المحيط الامر الذي اثار ارتياحها من تقبله « لتدريب في مجال ظل حتى وقت ليس ببعيد حكرا على الرجال « مشجعة كل النساء على استمرار تلقيهن التدريب في كافة الميادين والمجالات تحديا « لثقافة العيب « .

وتقول مديرة ملتقى سيدات الاعمال والمهن / فرع جبل التاج منيرة شعبان ان « الموسرجية « الهام كانت من المتدربات المبدعات اللواتي اثبتن جدارة وقدرة على الاستجابة لاتوصفان الامر الذي جعلها مفخرة للسيدات الاخريات ممن قصدن الملتقى .

وتقول ان الملتقى الذي يسعى الى تدريب المراة في مجالات الخياطة والتجميل والتطريز والكمبيوتر واللغة الانجليزية والتكنولوجيا واعمال « الكهرباء « ومحو الامية وغيرها يسعى ايضا الى تمكينها من خلال محاضرات ودورات وورش عمل توعوية وتثقيفية في مجالات عدة مبينة ان تدريب السيدات على عمل « الموسرجيات « كان بواقع 120 ساعة تدريبية .

وتشير ان « الموسرجيات « حصلن في نهاية الدورة التدريبية على « حقائب تحتوي كل واحدة منها على « عدة للموسرجية « اي مستلزمات وادوات الموسرجية .

وبينت شعبان ان الملتقى يعد من انشط منظمات المجتمع المدني التابع لملتقى سيدات الاعمال والمهن لجهة نوعية النشاطات والبرامج التي ينفذها لقاء اجور رمزية كالرحلات والافطارات الرمضانية وغيرها والتي لا تقارن البتة بمدى استفادة وفرح السيدات اللواتي يتمكن من التسلح بمعارف ومهن مختلفة .

وبحسب استاذ علم الاجتماع الدكتور عبد الخالق الختاتنة فان العمل لم يعد متطلبا اقتصاديا فحسب انما هو متطلب اجتماعي ايضا ولكل افراد المجتمع بعض النظر عن المقاييس الفئوية مشيرا الى ان تطور الامم والمجتمعات يقاس الان بمستويات التقدم الاقتصادي الذي يقوده الرجل والمرأة على حد سواء مع اعطاء الاعتبار للكفاءة والقدرة على الانتاج دون الوقوف عند « جندرية العمل « .

ويقول ان عمل المرأة « كموسرحية « لم يعد يثير الدهشة او الاستغراب حتى لوكان ضمن نطاق البيت بل ان ما يلفت النظر فيه هو قدرة المراة على تفعيل طاقاتها الكامنة اذا ما اعطيت الفرصة واذا ما سمحت لنفسها باجتياز حواجز اجتماعية كانت تعتبر بعض المهن حكرا على الرجل لاسباب مختلفة .

ويرى الدكتور الختاتنة ان المستوى المعيشي التي تواجهه الكثير من الاسر الان بحاجة الى رجال ونساء اقتحاميين يسبرون غور كل المجالات دون تردد بهدف العيش بكرامة ودون الاختباء في « عباءة البطالة « التي لم تعد تتسع لاحد مؤكدا ضرورة زوال مفاهيم عفا عليها الزمن تقسم العمل الى ذكوري وانثوي . “ وكالة الانباء"

 

أضف تعليقك