تطور المؤسسات المسيحية في عهد الملك

دُعيت في عام 2002 للمشاركة في مؤتمر نظمته جامعة معان، حول فكر الملك الحسين بن طلال رحمه الله. وقدّمت ورقة بعنوان « تطور المؤسسات المسيحية في عهد الملك الحسين بن طلال». ولم يكن سهلا آنذاك حصر كل التطوّر لتلك المؤسسات التي كانت وما زالت في خدمة كل المجتمع الأردني .

واليوم وبعد عشر سنوات وبمناسبة عيد ميلاد الملك عبدالله الثاني ، أجد الكثير لأقوله ، حول تطوّر المؤسسات الكنسية العاملة ، في عهد جلالته، أطال الله في عمره .

فقد ابتدأ الملك حكمه السعيد بإعلان يوم عيد الميلاد المجيد عطلة رسمية لكل المواطنين، ومنذ ذلك العام، صار الاحتفال بهذا العيد… وطنياً , ومع بداية عام ألفين، ابتدأت رحلات الحج المسيحية والوطنية السنوية، إلى موقع المعمودية – المغطس. وتكاثفت الجهود الرسمية والكنسية من أجل دعم السياحة الدينية في ذلك العام الفريد، عام اليوبيل 2000.

وكانت زيارة البابا يوحنا بولس الثاني في ذلك العام حدثاً هاماً تاريخياً، والتف الأردنيون جميعاً للترحيب بضيف جلالة الملك الذي وصف الزائر الكبير برحّالة السلام.

وفي عام 2002 وتحديداً في الحادي عشر من آذار، رعى جلالة الملك المؤتمر العربي المسيحي الأول، الذي جاء بعنوان: « معاً للدفاع عن الأمة « وحضره رسميون ومسيحيون عرب من الأردن وفلسطين، من بطاركة ورؤساء كنائس وشخصيات نشطة، وبيّنوا أن تهمة الارهاب الملصقة بالإسلام والمسلمين هي تجنٍ، وأنّهم يقفون صفاً واحداً للدفاع عن أمتهم الواحدة. وأطلقت رسالة عمّان عام 2004 التي تبيّن أن الاسلام الحقيقي هو دين سلام لا عنف , ورحبت الكنائس بهذه الوثيقة التاريخية، وروّجت لها في كل المحافل.

وفي عام 2004 كذلك رعت الملكة رانيا العبدالله افتتاح مركز سيدة السلام الذي أنشأته البطريركية اللاتينية، ليكون ليس مركزاً لتعليم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة فحسب، بل ايضا مركزاً هاماً للتلاحم الحضاري بين المسلمين والمسيحيين وتعاونهم على خدمة الفقير والقريب والمحتاج. وكانت الملكة كذلك قد افتتحت عام 1999 بيت العناية الانسانية في الفحيص لخدمة الاشخاص المسنين، وقد بناه الاب المرحوم يوسف نعمات الذي منحه جلالة الملك وسام الاستحقاق تقديرا لجهوده الروحية والانسانية . وفي هذه الفترة تعززت العلاقات الدبلوماسية مع الفاتيكان، وبنيت في هذه الفترة العديد من الكنائس الجديدة ومقرّات المطرانيات للكنائس كافة، في جو من حرية العبادة التي يتيحها الدستور وترعاها القيادة ويجمّل صورتها الشعب المتآخي.

ونظم عمل مجلس رؤساء الكنائس في الأردن، ليكون ممثلاً قانونياً للكنائس أمام الحكومة ودوائرها الرسميّة, وفي عام 2009، عاد الأردنيون من جديد إلى مطار الملكة علياء يرحبون بضيف جلالة الملك البابا بندكتس السادس عشر الذي بارك في زيارته الجامعة الأمريكية التي قدمتها البطريركية اللاتينية هدية للشعب الأردني والطلاب العرب.

كما زار مركز سيدة السلام ووضع حجر الأساس لكنيسة المعمودية. الحدث الذي تحدث عنه العالم كعلامة فارقة، فقد شارك بالاحتفال على الضفة الشرقية للنهر جلالة الملك وجلالة الملكة، راسمين مع قداسة البابا صورة ناصعةً وحضارية، وكتبت وسائل الإعلام المتعددة: « زعيم عربي يشارك بوضع حجر الأساس لكنيسة «. وقال البطريرك فؤاد الطوال وقتها : «هنيئاً لنا، فهذا يحدث في الأردن، وفي الأردن فقط».

وأنشأ الأردن مبادرة كلمة سواء التي أسست المنتدى الكاثوليكي الإسلامي الدائم، وكذلك دعا إلى أسبوع الوئام بين الأديان الذي أقرّته الأمم المتحدة في الأسبوع الأول من شهر شباط في كل عام، وكذلك تم تأسيس المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الذي افتتح العام الماضي، ومن أهدافه الرئيسة تعزيز الحضور العربي المسيحي ، وتمتين الشراكة التاريخية والمواطنة الصالحة بين أتباع الديانتين المسيحية والاسلامية.

وبعد، فالاردن بلد أرضه مقدسة بأقدام الأنبياء والقديسين، ودستوره يحفظ حرية العبادة، وقيادته النبيلة ترعى سبل تعزيز المواطنة الصالحة والكاملة ، وشعبه الوفي متعلم وواعٍ بأن يحافظ على الوحدة الوطنية وتعاون النسيج الاجتماعي.

مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام

[email protected]

دُعيت في عام 2002 للمشاركة في مؤتمر نظمته جامعة معان، حول فكر الملك الحسين بن طلال رحمه الله. وقدّمت ورقة بعنوان « تطور المؤسسات المسيحية في عهد الملك الحسين بن طلال». ولم يكن سهلا آنذاك حصر كل التطوّر لتلك المؤسسات التي كانت وما زالت في خدمة كل المجتمع الأردني .

واليوم وبعد عشر سنوات وبمناسبة عيد ميلاد الملك عبدالله الثاني ، أجد الكثير لأقوله ، حول تطوّر المؤسسات الكنسية العاملة ، في عهد جلالته، أطال الله في عمره .

فقد ابتدأ الملك حكمه السعيد بإعلان يوم عيد الميلاد المجيد عطلة رسمية لكل المواطنين، ومنذ ذلك العام، صار الاحتفال بهذا العيد… وطنياً , ومع بداية عام ألفين، ابتدأت رحلات الحج المسيحية والوطنية السنوية، إلى موقع المعمودية – المغطس. وتكاثفت الجهود الرسمية والكنسية من أجل دعم السياحة الدينية في ذلك العام الفريد، عام اليوبيل 2000.

وكانت زيارة البابا يوحنا بولس الثاني في ذلك العام حدثاً هاماً تاريخياً، والتف الأردنيون جميعاً للترحيب بضيف جلالة الملك الذي وصف الزائر الكبير برحّالة السلام.

وفي عام 2002 وتحديداً في الحادي عشر من آذار، رعى جلالة الملك المؤتمر العربي المسيحي الأول، الذي جاء بعنوان: « معاً للدفاع عن الأمة « وحضره رسميون ومسيحيون عرب من الأردن وفلسطين، من بطاركة ورؤساء كنائس وشخصيات نشطة، وبيّنوا أن تهمة الارهاب الملصقة بالإسلام والمسلمين هي تجنٍ، وأنّهم يقفون صفاً واحداً للدفاع عن أمتهم الواحدة. وأطلقت رسالة عمّان عام 2004 التي تبيّن أن الاسلام الحقيقي هو دين سلام لا عنف , ورحبت الكنائس بهذه الوثيقة التاريخية، وروّجت لها في كل المحافل.

وفي عام 2004 كذلك رعت الملكة رانيا العبدالله افتتاح مركز سيدة السلام الذي أنشأته البطريركية اللاتينية، ليكون ليس مركزاً لتعليم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة فحسب، بل ايضا مركزاً هاماً للتلاحم الحضاري بين المسلمين والمسيحيين وتعاونهم على خدمة الفقير والقريب والمحتاج. وكانت الملكة كذلك قد افتتحت عام 1999 بيت العناية الانسانية في الفحيص لخدمة الاشخاص المسنين، وقد بناه الاب المرحوم يوسف نعمات الذي منحه جلالة الملك وسام الاستحقاق تقديرا لجهوده الروحية والانسانية . وفي هذه الفترة تعززت العلاقات الدبلوماسية مع الفاتيكان، وبنيت في هذه الفترة العديد من الكنائس الجديدة ومقرّات المطرانيات للكنائس كافة، في جو من حرية العبادة التي يتيحها الدستور وترعاها القيادة ويجمّل صورتها الشعب المتآخي.

ونظم عمل مجلس رؤساء الكنائس في الأردن، ليكون ممثلاً قانونياً للكنائس أمام الحكومة ودوائرها الرسميّة, وفي عام 2009، عاد الأردنيون من جديد إلى مطار الملكة علياء يرحبون بضيف جلالة الملك البابا بندكتس السادس عشر الذي بارك في زيارته الجامعة الأمريكية التي قدمتها البطريركية اللاتينية هدية للشعب الأردني والطلاب العرب.

كما زار مركز سيدة السلام ووضع حجر الأساس لكنيسة المعمودية. الحدث الذي تحدث عنه العالم كعلامة فارقة، فقد شارك بالاحتفال على الضفة الشرقية للنهر جلالة الملك وجلالة الملكة، راسمين مع قداسة البابا صورة ناصعةً وحضارية، وكتبت وسائل الإعلام المتعددة: « زعيم عربي يشارك بوضع حجر الأساس لكنيسة «. وقال البطريرك فؤاد الطوال وقتها : «هنيئاً لنا، فهذا يحدث في الأردن، وفي الأردن فقط».

وأنشأ الأردن مبادرة كلمة سواء التي أسست المنتدى الكاثوليكي الإسلامي الدائم، وكذلك دعا إلى أسبوع الوئام بين الأديان الذي أقرّته الأمم المتحدة في الأسبوع الأول من شهر شباط في كل عام، وكذلك تم تأسيس المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الذي افتتح العام الماضي، ومن أهدافه الرئيسة تعزيز الحضور العربي المسيحي ، وتمتين الشراكة التاريخية والمواطنة الصالحة بين أتباع الديانتين المسيحية والاسلامية.

وبعد، فالاردن بلد أرضه مقدسة بأقدام الأنبياء والقديسين، ودستوره يحفظ حرية العبادة، وقيادته النبيلة ترعى سبل تعزيز المواطنة الصالحة والكاملة ، وشعبه الوفي متعلم وواعٍ بأن يحافظ على الوحدة الوطنية وتعاون النسيج الاجتماعي.http://alrai2.dot.jo/article/565831.html

مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام

[email protected]

 

أضف تعليقك