المشاركون في «أسبوع الوئام» يثمنون جهود الملك والأردن في بناء التفاهم بين أبناء البشرية
ثمن المشاركون في احتفال الأسبوع العالمي للوئام بين اتباع الأديان الذي نظمه مركز التعايش الديني مساء امس الأول جهود جلالة الملك عبدالله الثاني في نشر ثقافة الوئام، والانجازات التي حققتها الأردن في مجالات بناء السلام والتفاهم والتعاون بين أبناء البشرية كلها. وحضر الاحتفال الذي حمل عنوان بعنوان «الوئام الاردن نموذجا» رئيس المجلس القضائي هشام التل، ووزير الاوقاف والمقدسات والشؤون الاسلامية الدكتور عبدالسلام العبادي، ووزير السياحة والاثار ووزير البيئة نايف الفايز، ووزير التنمية السياسية ووزير الشؤون البرلمانية بسام حدادين، وعدد من النواب، وحشد من كبار المسؤولين، وعلماء دين مسلمين ورجال دين مسيحيين. وثمن رئيس مجلس الكنائس في الاردن غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة وسائر اعمال فلسطين والاردن مبادرة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان قائلا: ان هذا الاسبوع يشكل تقليداً سنوياً للاحتفال بالانجازات في مجالات بناء السلام والتفاهم والوئام والتعاون في السنوات المقبلة. وأعرب عن بالغ التقدير لجلالة الملك عبدالله الثاني على هذه المبادرة وجهوده المستمرة من أجل الوحدة بين أبناء الإنسانية بقوله: نقدر عاليا كيف تنبيه جلالته في خطابه في الجمعية العامة في الأمم المتحدة في أيلول 2010 إلى أن البشرية في كل مكان مرتبطة فيما بينها ليس بالمصالح المشتركة فقط، بل أيضا بالوصية المشتركة حب الله وحب القريب وحب الخير وحب القريب. واكد البطريرك ثيوفيلوس أن الدور الهاشمي الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني في بناء ثقافة الوئام والاحترام بين أتباع الديانات هو دور رائد لا مثيل له فالأردن المنفتح على كل الثقافات والحضارات يحمل إرثاً عزز مناخات الوئام واحترام الإنسان وكرامته وحريته، معربا عن تقديره للرعاية الهاشمية للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس والاراضي المقدسة. وفي بداية الاحتفال رحب عضو هيئة المركز الدكتور حمدي لحضور، مشيرا الى ان غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث رئيس مجلس الكنائس في الأردن وبطريرك المدينة المقدسة، خليفة كرسي القديس يعقوب يرعى أم الكنائس التي عانقت مسجد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب. وقال: اننا حينما نذكر خليفة رسول الله (ص) فإننا نقف بين يدي وريث الدوحة الهاشمية وحفيد شجرة النبوة عميد آل البيت الأطهار جلالة الملك عبدالله الثاني. وأكد أن مركز التعايش الديني يحمل رسالة نشر المحبة بين أتباع الديانات من أجل مزيد من الأمن والسلام العالمي ونبذ العنف والتطرف والإرهاب والحروب، داعيا الى اقامة حوار بين القيادات الدينية والسياسية لمزيد من التعاون والتفاهم لاستقرار المجتمع الانساني العالمي. وقال الدكتور مراد : لقد شهد العالم في عام 2010 نداء لم يسبق في تاريخ الأمم المتحدة اذ اعلن الملك عبدالله الثاني نداء لاقامة اسبوع عالمي للوئام بين الأديان والذي تبنته مباشرة هيئة الأمم المتحدة واصبح يحتفل به سنويا في الاسبوع الاول من شهر شباط. واضاف: ولا غرابة في ذلك فلقد أعلن جلالته إعلانين سابقين كان الأول عام 2004 ممثلاً في «رسالة عمان» المجيدة التي شهد العالم من خلالها بسماحة الاسلام وحبه للإنسان ومنهجه في التعايش بين أتباع الديانات وسعيه للأمن والسلام العالمي ومكافحته لكل أنواع العنف والقهر والتعذيب والإرهاب. ثم كان ذلك النداء العالمية «كلمة سواء» الذي أطلقه سمو الأمير غازي بن محمد عام 2007 وبتوجيهات من صاحب الجلالة والتي لقيت صداها المستوى العالمي وبخاصة المسيحي. وقال مدير المركز الأب نبيل حداد إن «تنظيم الحفل يأتي تأكيداً من المركز على روح التآخي في وطننا الأردن الأنموذج في التعايش والوئام»، مشيرا إلى أن إطلاق جلالة الملك لمبادرة الوئام بين الأديان جاءت في وقت يحتاج فيه العالم بأسره الى نشر ثقافة التسامح والسلام والوسطية والاعتدال. واضاف ان الأردن يعد انموذجا حيا للتسامح والتعايش الديني بين مسلميه ومسيحييه منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ولم يسجل خلالها الا المودة والاحترام بينهم. وأكد أن الدولة الاردنية كانت مثالا في العلاقة بين مكونات الشعب الأردني ومؤسساته التي وضعتها في مقدمة الدول بفضل حكمة القيادة الهاشمية وتسامحها وحرصها على ترسيخ روح التآخي والتعايش والوئام بين كل اطياف المجتمع. وبين الاب حداد اننا نعيش في هذه الأيام فرحا وطنيا في بناء وطننا ومنجزاتنا في الإنماء والاصلاح الشامل وترسيخ مبادئ المشاركة والديمقراطية، لافتا الى ان هذه الاسبوع جاء في وقت احوج ما يكون له العالم وهو يعيش صراعات هنا وهناك سببها صراع المصالح السياسية والصراع الديني، ولعل الصراع الديني يعد اكثر تعقيدا وسببية في النزاع والصدام والصراع العالمي، سائلا الله تعالى ان يحمي الاردن وقيادته الهاشمية المباركة وشعبه الطيب الكريم المؤمن وارضه الطاهرة عنوانا لكل خير في هذا العالم. واشار الاب حداد إلى أن القيادة الهاشمية التي أطلقت هذه المبادرة تميزت بسجل التسامح الهاشمي حتى أضحى نشر ثقافة الوئام بين الاديان مهمة حملتها القيادة الهاشمية من المملكة الى العالم، وفق رؤية واعية لدورها الوطني والقومي والحضاري والديني وبين ان هذه المبادرة العالمية خرجت من ارضنا الطيبة وحملت من المدرسة الهاشمية إرثا ورسالة، ومن عمان عاصمة أردن القداسة والوئام، التي تتعانق فيها مآذن مساجدها مع جرسيّات كنائسها، لتختلطَ في مزيج وئامي صادق. وقال نحن الاردنيين نرفض التطرف وكل فكّر متطرف، وعمان هي الفاتحة فضاءات الحوار وآفاقه على الإنسانية جمعاء لتتكرس معها أهداف الحوار ومزاياه في مسار يتسم بالمودة نشر العدالة واحترام كرامة الإنسان. وقال ان مركز التعايش سيركز في فعالياته للاحتفال بأسبوع الوئام العالمي لهذا العام 2013 على الشباب الذين هم عدة الوطن، وذلك بتنفيذ عدد من النشاطات والفعاليات، والمحاضرات، لتعزيز جهود مواجهة العنف وسوء الفهم واستخدام الحوار الايجابي ونشر ثقافة الاحترام المتبادل وقبول القريب خاصة في ظل ما يجري في كثير من المجتمعات من عنف وغياب التسامح الديني، مشيرا الى ان المركز سيقيم العديد من الفعاليات في دول عربية وأجنبية تركز على التسامح الديني والوئام بيتن اتباع الاديان. وعرض في الحفل فيلما من انتاج المركز بالتعاون مع التلفزيون الاردني بعنون «الوئام الاردن انموذجا « استعرض صورا من الوئام والتسامح الذي يقوم بها الاردن محليا وعالميا.