72 % من الوزراء في الأردن غير موجودين على منصات التواصل الاجتماعي

72 % من الوزراء في الأردن غير موجودين على منصات التواصل الاجتماعي

أظهر رصد أجراه مرصد مصداقية الاعلام الأردني "أكيد" لمدى حضور الحكومة في الاعلام الاجتماعي، أن 13.8% فقط من أعضاء مجلس الوزراء الحالي يمتلكون حسابات رسمية على "تويتر"، 24% من المجلس يمتلكون حسابات شخصية على "فيسبوك"، و3.4% منهم يمتلكون حسابين رسميين على "تويتر" و"فيسبوك".

ويغيب 72.4% من الوزراء عن منصات التواصل الاجتماعي "فيسبوك و"تويتر" في بلد بلغ عدد مستخدمي فيسبوك فيه أكثر من 5 ملايين مستخدم أي ما يعادل 50 % من عدد السكان، حتى نهاية النصف الاول من العام الحالي بحسب أرقام نشرها الموقع العالمي "إنترنت وورلد ستاتس" المتخصّص في احصاءات الانترنت.

 كما بلغ عدد مستخدمي "تويتر" في الأردن حوالي 350 ألف مستخدم، وفق دراسة عالمية لمركز "بيو ريسيرج سنتر"، حتى منتصف العام الماضي.

ويمتلك أربعة وزراء من أصل 29 بمن فيهم رئيس الوزراء، حسابات رسمية على "تويتر"، وهم وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزيرة السياحة لينا عناب ووزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مجد شويكة ووزير التربية والتعليم عمر الرزاز.

ويمتلك اثنان من وزراء "تويتر" الأربعة حسابا شخصيا على "فيسبوك" وهما الصفدي وعناب، فيما يغيب عن هذه المنصة رسميا وشخصيا الوزير الرزاز الناشط على "تويتر"، على أن الوزير شويكة تتواجد بحساب رسمي على "فيسبوك"، وبالتالي فهي الوزير الوحيد الذي يمتلك حسابين رسميين على أهم منصتين للتواصل الاجتماعي في العالم.

واضافة للوزراء الثلاثة السابقين المتواجدين على فيسبوك، فان هناك 4 وزراء اخرين يمتلكون حسابات شخصية على  ذات المنصة، وهم وزير الأوقاف والشؤون المقدسة ووزير الصحة محمود الشياب اللذين يكتفيان من خلالهما بنشر نشاطاتهما الخاصة بعملهما في الوزارتين ومنشورات موظفي الوزارتين، التي تشير اليهما ضمنيا "Tagged"، ووزير التعليم العالي عادل الطويسي ووزير الدولة للشؤون القانونية بشر الخصاونة اللذين يمتلكان صفحتين شخصيتين شبه مفعلتين.

ووفقا لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات الأردنية، بلغ عدد مستخدمي الانترنت في الأردن 8.7 مليون، الأمر الذي يظهر مدى اهتمام المواطن الأردني بمتابعة المستجدات والتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت هذه المنصات من أهم أدوات نشر المعلومات والتفاعل مع الأفراد والجهات.

 وزراء التواصل الاجتماعي

تؤمن وزيرة الاتصالات والتكنولوجيا مجد شويكة أن "مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت اليوم منبراً ومكاناً للجميع للتواصل والحوار والمناقشة والتشبيك، حيث ساهمت التطورات التكنولوجية الحديثة بعمل قفزة وثورة غير متوقعة في عالم الاتصال، وعملت قارة جديدة ربطت أجزاء العالم بفضائه الواسع عبر الفضاء السيبراني والعالم الافتراضي".

وتضيف شويكة في حديث مع "أكيد"، "تعمل المواقع الاجتماعية على خلق جو من التواصل في مجتمع افتراضي تقني يجمع مجموعة من الأشخاص من مناطق ودول مختلفة على موقع واحد، تختلف وجهاتهم ومستوياتهم وألوانهم، بينما تتفق لغتهم التقنية".

وحول تجربتها الشخصية في استخدام "تويتر" و"فيسبوك"، تقول شويكة "استخدم تويتر قبل استلامي حقيبة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث كنت انشر واكتب كل ما اراه مفيد واشارك مع المتابعين آخر الأخبار والأحداث، وعندما اصبحت وزيرة، ولأنني مدركة تماماً أن التواصل مع المواطن ومعرفة احتياجاته ومتطلباته، تقربنا من تحقيق أهدافنا، حرصت على استمرار تفاعلي على منصات التواصل الاجتماعي وأشعر بسعادة عندما يكون التفاعل إيجابي وواقعي وعندما يكون هناك طرح لبعض المقترحات حيث أخذ جميع التعليقات ذات القيمة المضافة بمنتهى الجدية".

وسبق لـشويكة أن عقدت عدة لقاءات مع مجموعة من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، لتبادل الحوار بناء، بحسب ما قالت، كما تؤيد "استخدام باقي الزملاء الوزراء لهذه المنصات، لا سيما تويتر".

 

في حديث لـ "أكيد" مع وزير الشباب جمال الخريشة، أكد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في ظل ما تشهده من إقبال كبير من المواطن الأردني، إلا أنه يفضل التواصل مع الشباب عبر الصفحة الرسمية للوزارة.

وأضاف "الغالبية العظمى من الشباب الأردني متواجدين على صفحات فيسبوك، لذلك عززنا من الصفحة الرسمية لوزارة الشباب على فيسبوك تحت إدارة مدير الإعلام، وجعلنا عددا من الشباب المسؤولين قائمين عليها، وتتميز بسرعة تفاعلها بالرد والاستجابة سواء عن طريق الرسائل الخاصة او ما يكتب من تعليقات على الحائط، كما أن هناك عددا من الشباب القائمين على الاستراتيجية الوطنية، أصبحوا جزءا منها".

ويجد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل الطويسي في حديث مع "أكيد"، أن منصات التواصل الاجتماعي "هامة جدا له كوزير، وذلك من حيث التواصل المستمر عما يكتب عن القطاع الذي يديره".

وأضاف "كثيرا ما استفيد من التعليقات الواردة من المشاركين حول أراءهم في مواضيع وقرارات تُتخذ، أو في قضايا يطرحونها هم، كما تردني ملاحظات خاصة غير منشورة".

 فرصة للتفاعل

"ومجرد امتلاك حساب على منصات التواصل الاجتماعي ليس كافيا"، كما يقول إبراهيم مبيضين الصحفي المختص في تغطية أخبار قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويضيف "أن أهم ما في الأمر هو التفاعل بين الوزير والمستفيدين من القطاع الذي يخدمه، وهنا يجب على كل وزارة تشكيل فريق (سوشيال ميديا)، مختص قادر على التواصل مع المواطنين والتفاعل معهم، وهذا ينطبق على القطاع العام والخاص".

وبالعودة الى أهمية وجود متخذي القرارات على مواقع التواصل الاجتماعي، يؤكد مبيضين ذلك بوجود أكثر من 5 ملايين أردني على فيسبوك بحسب التقديرات العالمية، بالإضافة إلى أكثر من 350 الف مستخدم لـ تويتر.

وأشار مبيضين إلى عدة نقاط مهمة غفلت عنها مجالس الوزراء، حيث أنهم لا يزالون غير مدركين لأهمية هذه المواقع في عرض أفكارهم وتوجهاتهم في القطاع الذي يخدمه، كما أنه من خلال هذه المنصات يستطيع إيصال المعلومات وتوضيح القرارات الحكومية، فالمسؤول لا يستطيع أن يعقد يوميا مؤتمرا صحافيا.

كما تمنح هذه الوسائل، بحسب مبيضين، فرصة للتفاعل بشكل حي مع الجمهور، ويقع على عاتق الوزير التواجد بشكل ايجابي دائما، حيث أنه "يخاطب جماهير لا يعرفها، ويتعامل مع حسابات جزء منها وهمي. وهنا نستطيع أن نبرر غياب عدد من المسؤولين من هذه المواقع، خوفا منها".

وأقرب مثال على إيجابية الوزير، "ما قام به وزير التربية والتعليم عمر الرزاز حينما نشر تغريدات موجهة لطلاب التوجيهي الراسبين، وحثهم على عدم الاستسلام، عكست وعيا كبيرا عنده، وجعلته قريبا من الناس وهذا ما يحتاج اليه كل وزير، حيث أصبح بإمكانه اليوم أن يكون قريبا من الجميع".

وفيما يتعلق بأهمية وضرورة تواجد بعض الوزارات على مواقع التواصل الاجتماعي عن غيرها، يبين مبيضين أن الوزارات الخدماتية والتي تعد على تماس مباشر مع المواطن لا بد لها أن تتواجد بشكل أقوى، بحيث تتيح لها قناة جديدة مجانية لاستيعاب شكاوى المواطنين وأهمها وزارة العمل، التعليم العالي والبحث العلمي، وزارة الشباب ووزارة الطاقة والثروة المعدنية ووزارة الإعلام.

حسابات الوزراء والمسؤولين السابقين، بحسب مبيضين، "تعتبر مرجعا مهما لما يشاركونه من خبراتهم السابقة في العمل ولا بد من الاستفادة منها، كما أن الوزراء غائبين عن قضية مهمة وهي وجود جلسة محددة الزمان، للتفاعل مع المواطنين عبر هذه الشبكات، والرد على استفساراتهم بشكل مباشر، والعديد منهم لا يعلم بوجود خاصية البث المباشر على تويتر والتي تدعى (بيرسكوب) وهي مشابهة لتلك الموجودة في فيسبوك".

المنشور في فيسبوك

بدوره يرى المختص في الإعلام الاجتماعي خالد الأحمد في حديثه مع "أكيد"، أن كل منصة من منصات التواصل الاجتماعي لها لغتها الخاصة وسياسة استخدام معينة وجمهور مختلف، وفيسبوك لا يعتبر منصة عامة، حيث يشكل حلقة اجتماعية يضم فيها المستخدم عائلته وأصدقائه وبعض من معارفه، بينما يعد تويتر منصة عامة ومنبر عالمي، يتواجد عليه المشاهير والسياسيين وقادة الفكر وغيرهم.

ويبرر الأحمد تفضيل الوزراء "تويتر" بأنه قادر على أيصال الرسالة بشكل أوسع وأسرع، رغم أن التعامل معه أصعب من فيسبوك، حيث يصل المنشور في فيسبوك الى 2% فقط من المتابعين، بينما لو رغب الشخص بترويج خطاباته عبر فيسبوك، يتاح له ذلك بدفع مبالغ مالية، تختلف قيمتها باختلاف العدد الذي يرغب بتحصيله من القراءات والمشاهدة.

وبذلك من الخطأ الاعتماد على فيسبوك للوصول الى الناس، بحسب الأحمد، لما فيه من خوارزميات شديدة التعقيد، وفي المقابل "هاشتاغ" صحيح يصل إلى عدد غير محدود ونسبة عالية من خارج نطاق المتابعين.

ويشير الأحمد إلى ضرورة تواجد أصحاب القرارات السياسية على منصات التواصل الاجتماعي، فالجمهور اليوم أصبح منتجا للمعلومة ولا يكتفي بتلقيها، ولذلك يجب على السياسيين والوزراء أن يتوصلوا مع الناس من دون عوائق او وسيط، وبناء سمعة رقمية تجسد انسانيته وتخفف حدة الخطاب بينه وبين الجمهور.

وفيما يخص التوثيق والحماية من الاختراق، بين الأحمد أن كليهما آمنين في حال تم اتباع وسائل الأمن الصحيحة، لكن علامة التوثيق متاحة للجميع فقط في تويتر، بينما هي غير متاحة في فيسبوك، سوى لأشخاص معينين تربطهم علاقة شراكة بالشركة.

الاستراتيجية الاعلامية

أكدت الاستراتيجية الاعلامية الحكومية للأعوام 2001-2015، على أهمية وسائل التواصل المجتمعي في الوصول الى المواطنين، وحرصها على تنمية قدرات العاملين في الجهاز الحكومي في مجال استخدام هذه المنصات للتواصل مع المواطنين في مختلف المجالات.

وقال الاستراتيجية في نصها: "قدرة الإعلام المجتمعي على الوصول إلى جمهور كبير تحديداً الشباب بهدف تغيير مواقفهم وآرائهم، جعل منه تحدياً حقيقياً يواجه الحكومات وصانعي القرارات. وإن الاستجابة إلى هذا التحدي الذي يتنامى عبر الشبكة العنكبوتية يجعل الحكومات معنية بإعادة تقييم أساليبها في مخاطبة الرأي العام، بما يدعوها إلى الانتقال وبسرعة، من الاعتماد فقط على وسائل الإعلام التقليدية، إلى توسيع دائرة النشاط الإعلامي الرسمي بمخاطبة المواطنين عبر الانترنت والإعلام المجتمعي وبشكل يومي، وستتضمن خطط العمل التنفيذيّة دورات تدريبيّة مكثّفة ومستدامة للعاملين في دوائر الإعلام وفي الوزارات والدوائر المختلفة".

 كما نصت على: "يُسهم إعلام الإنترنت بشكلٍ قوي في توزيع المعلومات على المجتمع والتأثير فيه. فإذا كان الإنترنت صناعة منظمة تكتسح العالم، فإنَّ إعلام الإنترنت يقوم بصناعة الثورات، والرأي العام، والفوضى أحياناً، وأصبح بإمكان مجموعة من الأفراد أن يسيطروا على اتجاهات الرأي العام خلال أيام".

 ونصت على: "إنَّ الإستراتيجية الإعلامية الناجحة يجب أنْ تكرّس جهداً وعملاً كافياً لدخول الإعلام الوطني وإعلام الدولة إلى عالم الانترنت والإعلام المجتمعي من باب المنافسة القائمة على الحرية والمهنية والموضوعية وتقديم المعلومات المطلوبة والصحيحة من قبل مؤسسات الدولة والأحزاب والمجتمع المدني".

وخلصت دراسة تحت عنوان "وسائل التواصل الاجتماعي والسياسة العامة" لمؤلفها جايسون لايفي صدرت بتاريخ 2013، الى أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر للحكومات وصانعي السياسة العامة  تعزيز التمثيل الديمقراطي، تطوير مؤشرات تحذيرية مبكرة للمشاكل في الخدمات العامة الأساسية والبنى التحتية كالصحة وتطبيق القانون والنقل، توفير رؤى جديدة للمشكلات الاجتماعية الصعبة، إيجاد رابط ومعرفة بين عينات البحث من جهة والحكومة من جهة أخرى، مشاركة المعلومات والتعاون على كافة المستويات الحكومية وتحسين أداء الخدمة العامة، وتحديداً على المستوى المحلي.

90٪ من قادة الديمقراطيات في العالم تغرد

تظهر أحدث التقارير التي أعدها مجلس السياسة الرقمية للعام 2015 أن القادة السياسيين توسعوا بشكل كبير في متابعتهم على "تويتر" وحصلوا على أعداد متزايدة سنويا من المتابعين، فيما شهد ذلك تباطؤا في البلدان غير المستقرة.

وأضاف التقرير أن هناك 84 دولة "تغرد" من أصل 94 بلدا في العالم مصنفة على أنها ديمقراطية تماما، ما يشير إلى أن ما يقرب من 90٪ من قادة الديمقراطيات في العالم يغردون.

ويؤكد عمر حجازي، الشريك الإداري لشركة "ديجيتال دايا"، أن "رؤساء الدول الذين يثقون في قيادتهم ويضمنون شرعيتهم السياسية هم أكثر راحة مع وسائل الإعلام الاجتماعية، بغض النظر عن شكل الحكومة سواء كانوا يعملون في الديمقراطيات أو الملكية أو الأنظمة الاستبدادية".

وتناولت دراسة نشرتها بيرسون مارستيلر للعلاقات العامة عام 2012 وأشار إليها الدكتور ياس البياتي في كتابه "الإعلام الجديد ... الحرية والفوضى والثورات" والذي اطلع عليه مرصد "أكيد"، استخدام رؤساء الحكومات في العالم لمواقع التواصل الاجتماعي تويتر، وشملت 264 حسابا في 125 دولة، منها 21 من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعنوان "تغريد دبلوماسي"، حول تفاعل رؤساء الحكومات مع متابعيهم وطبيعة تغريداتهم.

وبهذا الخصوص، قال سونيل جون، الرئيس التنفيذي لشركة "أصداء بيرسون مارستيلر": "من الواضح أن قادة دول المنطقة قد أدركوا أهمية وسائل الاعلام الاجتماعي كأداة فاعلة للتفاعل والتواصل مع شعوبهم. حيث كشف استطلاع اجرته الشركة لرأي الشباب العربي 2012 أن حوالي ثلاثة ارباع شباب الشرق الاوسط ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن حكوماتهم قد أصبحت أكثر موثوقية وشفافية منذ أحداث الربيع العربي".

أضف تعليقك