مواقف ثابتة

مواقف ثابتة
الرابط المختصر

 

هناك ثلاثة أمور نصر عليها في راديو البلد. إننا إذاعة مجتمعية يملكها المجتمع بأسره وله الحق في توجيهنا وتقديم النصيحة لنا.

 

الأمر الثاني هو أن تلك النصائح والتوجيهات يتم ترجمتها من خلال مجلس أمناء يمثل المجتمع الأردني وتتحول لأنظمة نلتزم بها.

 

أما الأمر الثالث فهو أننا لا نقبل بأية جهة أو طرف خارجي التدخل في سياساتنا التحريرية والإعلامية والبرامجية خارج الأنظمة المتفق عليها مع مجلس أمنائنا والتي يتم ترجمتها من خلال تعميمات دورية لكي يتعرف عليها الزملاء وخاصة الجدد منهم.

 

المشكلة تحدث أحيانا عندما يتم التعاون مع متطوعين جدد أو أشخاص لسبب أو آخر غير متطلعين على أنظمتنا وعلى تعميمات الإدارة.

 

المقدمة هذه تأتي بسبب المشكلة التي واجهتنا في ساعة متأخرة جداً من يوم الاثنين حيث تم بث مقطوعة موسيقية إعتبرها البعض أنها تسيء للديانة الإسلامية رغم أن التعليقات عليها من اليوتيوب لا تشمل أي شخص يعتبرها إساءة. وبغض النظر عن هذا الموضوع، فالمهم بالدرجة الأولى هو أننا وجدنا أنفسنا في موقف حرج حيث إننا ملتزمون بسياستنا التحريرية والتي تشمل أن لا نبث أية مقطوعة ذات صبغة دينية وينطبق ذلك على عدم بث الترانيم المسيحية في الأعياد أو بث الآذان في شهر رمضان أو أي وقت آخر.

 

من ناحية أخرى لم نرغب أن نثير إهتمام جمهورنا الملتزم من خلال الرد على التهجم علينا حول مقطوعة بثت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل والتي تم سحبها من قائمة البث وثم مراجعة الزميل المتطوع ومديره لتأكيد موقفنا الممتنع عن بث أية مقطوعة ذات صبغة دينية.

 

ولكن الأمور لم تنتهِ هنا كما كنا نأمل.  فمن الواضح أن هناك فئة ما أرادت تجيّش الموضوع وخلقت عناوين تدعي باطلاً أننا نسيء لديانة سماوية كما وزاد الطين بلة أن أحد الزملاء الموجود خارج البلاد في إجازة بدون راتب وغير مطلع على التفاصيل تبرع بدافع حبه وانتماءه للمؤسسة وبدون التنسيق معنا بأن الإذاعة ستستمر ببث تلك المقطوعة للفنان عمر فاروق وهو ما يخالف ما كنا قد قلناه للصحفيين الذين اتصلوا بنا مما أجبرنا  على نشر بيان مقتضب اعتذرنا فيه عما حدث.

 

إعتذارنا لم يكن حول مضمون المقطوعة والتي نتركها للجمهور أن يقرر مصيرها ولكن لأننا من خلال زميل متطوع خالفنا قرار كنا قد اعلمناه لجمهورنا.

 

نحن في راديو البلد نرفض وبشدة أية محاولات تدخّل أو إرهاب فكري في ما ننشر أو نبث,  ولكننا مصرون أيضاً أن نحترم التزاماتنا وقرارات مجلس أمنائنا.

 

لا يعني ذلك أن تلك القرارت منزلة وأنه من غير الممكن تغييرها.  فنحن مؤسسة لنا رأي وبنفس الوقت نتفاعل بأمانة مع جمهورنا ولا نخشى من التغيير.  وحتى في مجال المقطوعة المذكورة فقد قرر مجلس التحرير تكليف زميل بإجراء تقرير معمق يشمل كافة الآراء لعل وعسى أن نستفيد من هذه الزوبعة للقيام بنقاش عقلاني لا بد منه حول الممنوعات والمسموحات في حياتنا.

 

تشكل الموسيقى عاملاً أساسياً في أي مجتمع وبالنسبة لنا فإن ما يميّز إذاعتنا هو العمل الجاد على البحث عن الجديد والمتجدد والنوعية الخاصة في الموسيقى لعرضها لجمهورنا الكريم والذي لم يبخل بالتفاعل مع سياستنا الموسيقية من نقد ومدح ونصيحة والتي نأمل ان تستمر.

 

يخطيء من يعتقد أن الإعتذار الذي نشرناه يعبر عن تخوف أو تراجع.  فنحن اعتبرنا الإعتذار -عن مخالفة لأنظمتنا- أمراً طبيعياً لكي نؤكد من خلاله أن لدينا الشجاعة بقول الحق دون أن يشكل ذلك أي تراجع عن سياستنا المعروفة بدعم الإعلام البديل والجيد  والنشر دون أي تردد للأخبار والتحقيقات الصادقة والمتوازنة وبسقف عالٍ فضلاً عن الدعم اللامحدود لمشروع تكوين عبر موقع عمان نت المعبر عن الآراء التنويرية لمفكرين نعتز بهم وبإبداعاتهم.

 

*الكاتب مدير عام شبكة الاعلام المجتمعي التي تدير راديو البلد وموقع عمان نت

 

أضف تعليقك