اسمه على كل لسان… أصبح مباشرة بعد فاجعة البحر الميت النجم الأول بالنسبة للأردنيين بلا منازع.
الغطاس برتبة رقيب زاهر العجالين، تحول إلى رمز شعبي أردني ودخل كل البيوت والقلوب بعدما أصبح عنواناً عملياً لنجاح الفرد مقابل إخفاق الحكومة والمؤسسات.
أصبغ الشعب الأردني وعلى مدار خمسة أيام وطوال الوقت وفي كل المنابر عدة ألقاب على ضابط الصف الغطاس، والشاب أسمر الملامح. فقد وصفه نشطاء كبار على الشبكة بـ”طوق النجاة البشري” وقرر آلاف المعلقين منحه نكاية بالسلطة والحكومة لقب “معالي” ومنحه رتبة “الوزير” في الوقت الذي تعاظمت فيه الدعوات لإقالة وزيري التربية والتعليم والسياحة، وانتقد فيه الوزراء على نطاق واسع.
معالي ” الطوق البشري “… غطاس أردني برتبة وزير والشارع يغني له “حنا كبار البلد”
وُصف أيضا بأنه العنوان الحقيقي لمفهوم “كبار البلد” في إشارة تلمز من قناة شريط فيديو شهير فيه أغنية تخص رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، وهي عبارة عن أهزوجة شعبية معروفة باسم “حنا كبار البلد”.
يتجول العجالين بين الفضائيات التي تتسابق لاستضافته. وتنشر وتبث بكثافة تلك اللقطات التي تظهره وهو يغوص في أعماق وحل البحر الميت لإنقاذ بعض الأطفال الغرقى.
نجح الغطاس الشاب فيزيائيا وعمليا ولوحده وهو خارج الوظيفة والواجب وبمبادرة شخصية منه في إنقاذ خمسة أطفال كتبت لهم الحياة على يديه، وتم توثيق هذا الأمر بالصوت والصورة.
لاحقا ساعد الغطاس نفسه في انتشال بعض الجثث التي قذف بها السيل المطري الى قعر البحر الميت في الحادثة التي تحولت إلى فاجعة وطنية ونتج عنها تأزم سياسي كبير في أحضان حكومة الرئيس الدكتور عمر الرزاز.
كان الغطاس في إجازة وتواجد بالصدفة في سيارته الخاصة وهو متجه إلى عائلته بالقرب من الطريق القريب إلى منطقة انجراف السير.
صرح الرجل على شاشة التلفزيون بأنه يحتفظ ببدلته الخاصة بالغطس في سيارته المدنية بالعادة وقف على جانب الطريق وارتدى بزته وركض باتجاه الوحل والصخر والطين على مشارف البحر الميت.
أول طفل وجده العجالين قبل الغرق بلحظات خاطبه قائلاً: “ساعدني عمو”.
سأل الغطاس الطفل عن اسمه فأخبره بأنه “عمر”.
كُتبت حياة جديدة لـ”عمر” الذي سارع بدوره إلى لفت نظر الغطاس وهو على أكتافه إلى أن زملاء له على فوهة البحر الميت لم ينجرفوا بعد إلى عمق التيار.
غطس خمس مرات متتالية وخلال دقائق أنقذ خمسة أطفال حتى قبل اذاعة الخبر الأول حول الكارثة
فعلها الغطاس خمس مرات متتالية وخلال دقائق وأنقذ خمسة أطفال دفعة واحدة حتى قبل إذاعة الخبر الأول حول الكارثة وقبل حضور زملائه في الدفاع المدني.
احتفى الأردنيون بكثافة وحماس بغطاسهم الوزير حسب لقبهم الأخير، وعندما تواصل معه مكتب “القدس العربي” قال إنه لا يعرف سبب الضجة الإعلامية على أساس أنه ببساطة قام بفعل إنساني طبيعي وضمن المهارات التي يجيدها أصلا.
يصر العجالين على التواضع وهو يشرح ما حصل معه.
لكنه سياسيا وإعلاميا وعلى نحو أو آخر أصبح عنوانا للعسكري النشمي الأردني، أو لرجل الأمن الذي يقوم بالواجب ولا ينتظر التعليمات حتى وهو في إجازة خاصة.
انتشرت صور وأشرطة وتصريحات العجالين بكثافة، وأصبح النجم الأبرز، في الوقت الذي سقطت فيه منظومة البنية التحتية.
وبدا لافتا أن الأردني الباحث عن ما تبقى من قيم ايجابية يعلي من شأن الاندفاع الفردي للغطاس، في الوقت الذي أحاطت فيه الشكوك بمستوى استجابة الأجهزة المعنية للأزمة في الميدان.
طالب عشرات الأردنيين بتكليف العجالين بتشكيل حكومة جديدة باعتباره من القامات الوطنية الكبيرة قياسا بمنطق التبرير الذي استخدمه خمسة من الوزراء على الاقل يقع الحادث في نطاق مسؤولياتهم واختصاصهم.