لن تمر

لن تمر

ازدادت التحركات الدبلوماسية هذه الأيام في المنطقة وهي تحمل عناوين مختلفة ومغلفة بشعارات إنسانية ، لدرجة ان نتنياهو وكشنير وغرينبلات وفريدمان أصبحوا قلقين على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة في وقت تنسحب فيه الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان لأنها تدرك أنها ستحظى بذات الهزيمة التي لحقت بها في الجمعية العامة وفي اليونسكو ، وهي تعلم كذلك انها تعيش في عزلة سياسية لدرجة انها لا تجد صوتا واحدا يقف معها في مجلس الأمن .

 

لذلك تنشط الولايات المتحدة بإجراء اتصالات فردية  مباشرة مع بعض الدول المعنية في المنطقة لا تخلو من  الضغوط تمهيدا لتطبيق صفقة القرن خاصة بعد ان أصرت القيادة الفلسطينية على رفض هذه الصفقة وعلى رفض الرئيس ابو مازن استقبال اي مسؤول أميركي بعد ان تكشفت و بشكل علني وسافرالنوايا الاميركية وتخليها عن واجبها كوسيط لتمعن في سياستها وتحركاتها  كطرف منحاز تماما مع الكيان الصهيوني الغاصب وبذلك تكون قد فقدت أهليتها لتبني الحلول المناسبة التي تعبر عن طموحات الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه الكاملة غير قابلة للنقصان وهي الحقوق التي أقرتها الشرعية الدولية ولن يتخلى عنها شعبنا الفلسطيني مهما كانت الظروف ، وهو مستعد لتقديم المزيد من الشهداء عَلى  طريق تحقيق أهدافه الوطنية كاملة غير منقوصة .

 

وثمة إجراءات لابد منها لإفشال المؤامرة وللتأكيد انها لن تمر  ومنها : إنهاء الانقسام فورا خاصة بعد ان أدرك الاخوة في حماس ان ما يوعدون فيه كنتيجة  لمفاوضات قادمة موعودين فيها ستكون كما كانت المفاوضات التي خاضتها السلطة بلا فائدة ، وبعد ان أدركوا ان المقاومة الشعبية تحقق نتائج ملموسة كما يحصل الآن من مسيرات غزة والضفة وخاصة ما يقوم به المرابطون والمرابطات  في ساحات المسجد الأقصى .

 

ومنها : ترميم العلاقة مع الدول العربية والاسلامية  واستعادة هذا العمق الاستراتيجي المهم ، لان الوحش الصهيوني لن يكتفي بالتهام فلسطين لوحدها بل هي مقدمة للانقضاض على غيرها لتحقيق مطامعه الاستعمارية تطبيقا لشعاره الدائم ( ارضك يا اسرائيل من الفرات إلى النيل ) .

 

ومنها :تطوير وتنظيم المقاومة الشعبية لتصبح شاملة ومنظمة وتستخدم كافة أشكال النضال والمقاومة بما وهب الله شعبنا من قدرة على الابتكار وتطوير الوسائل بما يزيد من كلفة الاحتلال ويجعل جنوده في حالة استنفار دائم وقلق وتوتر امام تحركات شبابنا وإصرارهم على استمرار المقاومة التي نختارها نحن والتي ستُعطل قدراته العسكرية وتفوق سلاحه الجوي وإمكانية تسليح جنوده  بأحدث وسائل التسليح العصري والمتطور في وقت يحظر على شعبنا اقتناء رصاصة .

 

ومنها : وقف المهاترات  والاتهامات وتشويه الحقائق وتنظيم الوقفات التي تكيل الشتائم وتوزع الخيانات تنفيذا لأجندات خاصة واهداف فئوية خالية من اي مضمون وطني مرحبين بالمعارضة البناءة التي من شأنها تحسين الأداء وتطوير العمل والسعي لتحقيق الوحدة الوطنية التي لا بد من تحقيقها اذا أردنا أن نحترم أنفسنا ليحترمنا الغير  ويكون معنا في السراء والضراء .

 

ان شعبنا اليوم يمر في أخطر  مرحلة من مراحل مشروعنا الوطني الفلسطيني بعد ان اقدم ترامب على البدء بتنفيذ ماكان اسلافه يلوحون به فقرر نقل السفارة ونقلها وقرر شطب حق العودة وبدأ عمليا بالتآمر على وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وإنهاء دورها الذي هو دليل على أن قضية اللاجئين ستظل على عهدة دول العالم لحين عودتهم إلى أراضيهم وبيوتهم التي اخرجوا منها بقوة السلاح وبتنفيذ المجازر ، كذلك قرر شطب قضية القدس واعترف بها عاصمة موحدة للكيان الاسرائيلي متجاهلا حقنا بها عاصمة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها روحية لجميع المسلمين والمسيحيين في العالم .

 

ان ترامب وأعوانه ضربوا بعرض الحائط كافة الحقوق والقرارات والقوانين الدولية وتجاوزوا كل الخطوط والأصول ،وان السكوت على ذلك هو خيانة عظمى ، وان كل من لا يترك اي خلاف جانبي وتناقض ثانوي ومن لا يعتبر ان عدونا الاول وتناقضنا الرئيس هو مع الكيان الصهيوني هو  خائن بامتياز وان التاريخ سيلعنه الى الأبد لأنه لم يلتقط هذه اللحظة التاريخية في ان يكون له شرف إسقاط هذه المؤامرة او الارتقاء شهيدا منضما لقافلة الشهداء الذين سبقونا وعبدوا لنا طريق المقاومة والحريّة والاستقلال .

.
• عضو المجلس الوطني الفلسطيني
 

أضف تعليقك