عيد الحب بين إرضاء العاطفة والتجارة
لعل ما يذكر الشارع الأردني بعيد الحب هي تلك المظاهر التي تتزامن مع الاحتفال بهذا اليوم، كتزيين المحال التجارية والديكورات المختلفة المليئة باللون الأحمر، وبيع الزهور الجورية الأمر الذي يرى فيه الكثيرون استغلالا تجاريا في مثل هذه المناسبة العاطفة.
وتقول عبلة صالح أن ما يميز هذا اليوم هو امتلاء الشوارع باللون الأحمر، ما يعكس البهجة والسرور في داخلها، إلا أنها تعتبر تلك المناسبة ليست من ضمن أولوياتها الأساسية .
اما احمد خليل يرى أنها مقتصرة فقط على فئات عمرية محددة كالمراهقين، مستبعدا من لديه عائلة بالاحتفال بهذه المناسبة نظرا للمسؤوليات الاقتصادية المترتبة على كاهله والتي تعد ذات اهمية عن غيرها.
بينما يصف خالد حسين الاحتفال بهذا اليوم بالجميل، لكسر اجواء الروتين اليومي، كما أنها تذكره بضرورة مشاركة من نحب بهدية رمزية.
وفي هذه المناسبة تحرص المحال التجارية بعرض كافة المستلزمات المناسبة، لغايات جذب الزبائن، باعتبارها مصدرا لإنعاش الأسواق في ظل الركود الذي تعيشه بسبب ضعف القدرة الشرائية.
بائع الورود في احد المحال التجارية سفيان يقول لـ عمان نت، ان التجار أصبحوا يستغلون هذا النوع من المناسبات، كمصدر للرزق وذلك من خلال لجوء البعض إلى عمل تخفيضات وخصومات.
تتفاوت أسعار بيع الورود الحمراء في هذه المناسبة ما بين 3 الى 7 دنانير في الأسواق المحلية، بحسب تقديرات بورصة الأردن للزهور
و يتوقع رئیسها الغلایینی، بیع ما بین 350 الى 400 ألف وردة في هذه المناسبة، خاصة وأن أسعارها مقبولة، وأقل تكلفة من الهدايا الأخرى.
ويعتقد الغلايني لجوء بعض اصحاب المحال التجارية الى تخفيض الأسعار، على أمل الاستفادة من المردود المالي، وتعويض خسائرهم.
بلغت نسبة استيراد الورود نحو 300 ألف زھرة بقيمة 300 ألف دينار، بينما العام الماضي تم استیراد 450 ألف زھرة، بحسب تقديرات البورصة.
من جانبه يرى الخبير الاقتصادي والاجتماعي حسام عايش أن هذه المناسبة فرضت إيقاعها على حياة المواطنين من كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتصبح أمرا اعتياديا كغيرها من المناسبات.
ويوضح عايش أن المواطنين أصبحوا يخصصون مبلغا للإنفاق على مستلزمات هذه المناسبة، كنوع من كسر الروتين اليومي، وفرصة للتعبير البعض عن مشاعرهم.
أما من الجانب التسويقي فيرى عايش بأنها تستغل من قبل التجار لإنعاش الأسواق والخروج من حالة الركود، ما يعود عليهم بالفائدة المالية.
وبحسب تقديرات غير رسمية، ينفق الاردنيين على مشتريات هدايا عيد الحب بمختلف أنواعها نحو نصف مليون دينار أردني.
ولعيد الحب روايات كثيرة لعل أبرزها ما تم التعبير عنه باسم "شهداء الحب"، ممثلا في القديس "فالنتين" الذي كان يدعو إلى الحب والسلام ومات في سبيل ذلك.