طارق خوري يرد على منتقدي الندوة "لن اخافكم"
رد النائب طارق خوري على منتقدي ندوة كان قد نظمها السبت الماضي تحت عنوان (عزوف الأردنيين من أصول فلسطينية عن المشاركة في الانتخابات،لماذا)، واصفا الندوة في بيان صحفي أنها " ندوة حضارية راقية جدّاً استمرت خمس ساعات، حضرها رموز وطنية وقادة فكر ورجال عمل عام وناشطون وأطياف واسعة من التيارات المختلفة".
وقال خوري إن "الندوة سادها الشفافية خلال الحوار المسؤول ولم يحدث ما يؤثّر على الجلسة باستثناء عارض بسيط تمّت معالجته بسرعة. لقد استمعنا الى مداخلات المتحدّثين والمحاضرين بمسؤولية عالية وأنا أستغرب حجم الهجمة غير المتناسبة على الندوة وفحواها وعلى عنوانها الذي وجده البعض مثيرا. وهنا أقول الى من نعتني ونعت المشاركين والحاضرين بالاقليمييّن "انّ الاناء ينضح بما فيه" وانّ المشكّكين يعادون الأمّة وقضيتها المركزية فلسطين".
مبينا أن هذه فلسفة ندوتنا "نريد لمن يشعر بالتهميش حلاً كي يزول هذا الشعور وكي يُقبل على العملية السياسية والمشاركة بفعالية في الحياة العامة والانتخابات بأشكالها كافّة".
متسائلا "ما المشكلة في ذلك؟ ما المشكلة في الوقوف على الأسباب ومعرفتها وتوفير السبل لضمان مشاركة اكبر؟ هل ينطوي ذلك على ممارسة إقليمية؟ الى متى نحن نحتاج إلى مستشرقين لدراسة حالتنا الاجتماعية والفكرية والسياسية؟ هل نريدهم ليخطّطوا لبثّ روح الكراهية وكل انواع السموم والشر والبغضاء ومحاولة هيمنة العقول المتحجّرة لمنع الحوار الهادف؟".
مضيفا "نحن أمة واحدة شاء من شاء وأبى من أبى، وقد تعرّضت هذه الأمة بكل مكوناتها بغفلة من الزمن للتقسيم القصري بحكم الاحتلالين الانجليزي والفرنسي وذلك بفعل اتفاقية سايكس بيكو".
"على الجميع البناء على ذلك وأن يدرك استناداً للتاريخ بأن هناك مشروعين في المنطقة " مشروع اسرائيل الكبرى" الذي يتمدد بفعل القوة الذاتية والدعم الخارجي من المركز الإمبريالي ومشروع سوريا الكبرى الذي يئنّ تحت ضربات الداخل بقسوة ".
وقال خوري في البيان "هنا يحضر السؤال الكبير، هل نكون مع مشروع (اسرائيل الكبرى ) بفعل جهلنا وتخلفنا وتبعيّتنا والتجزئة التي تصيب بلادنا؟ أو مشروع سوريا الكبرى لأنّ أي من المشروعين سيقوم على أنقاض المشروع الآخر وأن الخطر الصهيوني الداهم ومشروعه التوسعي يستحق عقد ندوات ومحاضرات سياسية وورشات عمل تحذر من حالة الشرذمة والإقليمية وتؤكد أن لا خلاص بلا وحدة المجتمع والشعب والوطن. أؤكّد لن تكون الهويّات الفرعية إلا نقطة ضعف لمصلحة العدو الصهيوني وانّ مشروع سوريا الكبرى الذي ليس لنا مشروعاً سياسياً سواه، هو الحامل القوي الذي يضمن وحدة الأمة ويُحصن الوطن الكبير ويحقق النصر لأمّتنا ".
مشددا "لا ارى بذلك دعوة إقليمية بغيضة أمقتها ولا اتوافق معها بحكم التربية الفكرية والفطرية التي تربيت عليها في كنف مدرسة والدي سامي خوري، هو الذي دفع ثمن الانتماء للحزب الذي حمل فكرة محاربة اتفاقية سايكس بيكو والدفاع عن وحدة بلاد الشام" .
يقول "نعم وبكل جرأة انا أتحدى المزايدين بالقلم والورقة، أتحدّاهم بالقلب والعقل والوجدان أن يجدوا من يحبّ الأردن كما أحبّها انا. وما يميّزني بذلك شأني شأن آخرين أخيار أحرار أنني منسجم مع ذاتي، ولا أخشى أن أتحدّث في العلن وأن أثير قضايا جدليّة نتحدّث عنها في الكثير من الغرف المقفلة مع زملاء لي من النواب الحالييّن والسابقين. لماذا لا نجرؤ على الغوص بهذه القضية الحيوية المناهضة للاقليمية والحديث عنها في العلن وفوق الطاولة بقصد معالجتها؟ الوضع الطبيعي أن لا يتصدى لها سوى الوطنيين الأحرار الانقياء المُقدمين لا المُدبرين.".
واتهم خوري البعض برفع سياط الفقليمية ، قائلا "أزعم أن من رفع سياط الاقليمية بوجهي وبلغة اتهامية معتمداً على السمع او تصرّف نتيجة لموقف مسبق من شخصي هم الاقليميّون بامتياز. وأضيف انّ ما قمت به هو معالجة شفافّة لقضية مهمة وحيوية وانّ من وجّه اليّ نقداً بناءً هو بكل تأكيد وحدوي ومنطقي وعقلاني وهو يحبّ الأردن".
مضيفا "من قال انّ هاجس الحصة والمحاصصة الاقليمية والجهوية والطائفية والمذهبية والمناطقية ليس حاضراً وبقوة وان الواجب يحتم علينا من خلال الحوار الهادف وليس من خلال الجعجة معالجة آثارها السلبية العميقة المدمرة؟".
انّ أصحاب الأجندة والطموح الشخصي الذين يعتبرون الأردن (جمعة مشمشية) وليس وطنا ولا جزءا من وطن وأمة اكبر، انّما يسعون للنهب والكسب وهناك فرق شاسع بينهم وبين أبناء شعبنا الفطريين البسطاء العاديين الذين تجد عندهم كل الطيبة والكرم والشهامة والرجولة والنخوة في كل القرى والأرياف والبادية والمخيمات وليس لديهم ولا تحضر عندهم هذه اللغة الاقليمية.
وحسب خوري "أنا والحمدلله أحظى بقبول فائق في هذه الأوساط وأذهب إلى هناك معززا مكرما والرمثا والصريح وذات راس وكفرسوم ومنشية بني حسن تشهد على عمق العلاقة التي تربطنا. هم يعرفون سلوكي العملي الوحدوي لسبب بسيط جداً هو أنني لا انافسهم ولا هم ينافسونني وليست لهم اجندة خاصة بهم ولا يتّخذون أي مواقف على حساب الوطن بل هم يتوقون لليوم الذي يتخلصون والى الأبد من الكيان الصهيوني ولليوم الذي تتوحد فيه بلاد الشام ليتكامل الأمن الغذائي والنفسي والمعنوي وتنعم بلادنا بالحرية ".
مضيفا "سافترض جدلاً أن كل من أتى من غرب النهر مرغماً أو طائعاً قد غادر الأردن ولم يبق سوى الأردنيين من أبوين عثمانيين ومنهم والدتي وزوجتي وزوجة شقيقي الوحيد وازواج شقيقاتي فهل تعتقدون أن دوائر الغرب الاستعماري وأجهزته الأمنية واعوانها ستترك الأردنيين وشأنهم أم أنها ستخلق لهم حالة خصام حتى مع الذات؟ هذا يستدعي أيّها القادة والنخب أن نكون أكبر من المكاسب الشخصية على حساب الوطن ولدي ملفات فقط تحتاج إلى لملمتها ليعرف كلٌ منا ماذا قدم وماذا أخذ وعلى رأس هؤلاء من وصف دولة الأخ المقدر أبو عصام بالذيب ونعتني بالواوي في تعبير إقليمي قذر إذ أنه خاطب أبو عصام الشرق اردني مؤنباً لحضوره الندوة ولم يخاطب دولة أبو نشأت الغرب أردني ولم يلقبه بالذيب " .
خاتما "أكثر من ذلك ماذا اقول عن حالة الشرذمة التي نعيشها خدمة للكيان الصهيوني ومشروعه الكبير من الفرات إلى النيل وهل نبقى في الغرف المغلقة نتحدث مع انفسنا بهذه البغضاء والكراهية والبحث عن حصص في جسم الوطن المثخن بالجراح من فساد وافساد ومحسوبية وسرقات وضح النهار وفقر وجوع، ام نخرج إلى العلن اعتماداً على العقول النيرة باحساس ووجدان وطني خالص صادق شجاع ونقول بأعلى صوتنا كفى وألف كفى ولنطرح كل شيء من دون تحريم أو تجريم لتحقيق أشكال الوحدة الوطنية التي تلبي طموحنا جميعاً في معركة التحرير والوحدة.".
"لن اخافكم ولن تؤثر بي كل الآلة الاعلامية التي استنجدتم بها في محاولاتكم القديمة الجديدة الحاضرة لالصاق صفة الاقليمية بي والحقيقة هي العكس تماماً لأن البعض ممن هاجمني وهجاني عند الحديث عن فلسطين ينزعجون وكأنهم يتذكرون عمق خياناتهم المبنية على اقليميتهم ".