ضرورة وضع استراتيجية فلسطينية اردنية لدعم صمود المقدسيين
أصابت الحكومة الأردنية عندما قررت فتح مكتب للجوازات الأردنية في مدينة القدس تمشياً مع الرغبات الملكية بالتسهيل على المقدسيين ودعم صمودهم. الخطوة الأردنية التي أعلن عنها فواز الشهوان مدير عام دائرة الأحوال المدنية خلال برنامج "عين على القدس" عبر التلفزيون الأردني قلصت من مصاريف ومتاعب المقدسيين الذين كان عليهم الحضور الشخصي لعمان لإنجاز معاملاتهم علما ان للأردن وزارة هي وزارة الأوقاف تعمل بدون توقف منذ الاحتلال وكانت من خلال المحاكم الشرعية التابعة لقاضي القضاة الأردني بإصدار عدد من الوثائق. فكرة توفير إمكانية تجديد الجوازات المؤقتة في القدس تأتي ضمن تحرك مهم وجاد في دعم صمود المقدسيين الأسطوري. الا انه من الضرورة ان يتم متابعة هذه الخطوة الإيجابية بعدد من الخطوات المهمة والتي ستوفر للمقدسيين شروط اساسية للصمود والبقاء منها على سبيل المثال لا الحصر تخفيض رسوم الجوازات التي تصل الى 200 دينار وتسهيل التنقل عبر جسر الملك حسين ودعم الاقتصاد المحلي من خلال تشجيع السياحة للقدس. فرغم قوة العقيدة والتمسك بالهوية المقدسية في ظل الصعاب الا ان السنوات الأخيرة وخاصة منذ قراري فك الارتباط واتفاق اوسلو قد تركت اثراً كبير على المقدسيين. فقرار فك الارتباط أفقد كافة سكان الضفة الغربية أي علاقة إدارية مع الأردن مما يعني انهم لم يعودوا مواطنين أردنيين الامر الذي كان مطلبا فلسطينيا آنذاك. الا ان اتفاق أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في كافة أماكن التواجد الفلسطيني ما عدا القدس وفر للجميع ما عدا المقدسيين المرجعية القانونية والإدارية. فسكان رام الله ونابلس وغزة ورفح وجنين يحق لهم الحصول على جواز سفر فلسطيني ولكن سكان القدس يمنع عنهم ذلك بأمر من إسرائيل والتي أغلقت 22 مؤسسة مقدسية منذ 2001 أهمها بيت الشرق والغرفة التجارية والمجلس الأعلى للسياحة وغيرهم. كما تمنع إسرائيل حتى مهرجانات الأطفال عن المقدسيين ان كان لها أي ارتباط مع السلطة الفلسطينية. التغيير الذي حصل للمقدسيين منذ أوسلو ترك 330 ألف مقدسي بمثابة ايتام سياسيون دون مرجعية او رعاية. وقد أثر ذلك الامر على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمقدسيين مما اضطر البعض للانتقال للضفة او خارج القدس وهو ما كانت ولا تزال إسرائيل ترغب به من خلال هدفها الاستراتيجي تهويد القدس وتفريغها من سكانها. المقدسيين لا يزالوا مرابطون في مدينتهم وقد كان لموقفهم البطولي في الصيف الماضي أكبر اثبات على ذلك الموقف الرائع ولكن رغم نجاح المقدسيين في حماية حقهم للوصول للأقصى دون أي تقييدات الا ان الوقفة المقدسية لم ينتج عنها أي تغيير يذكر في موضوع المرجعيات والتي تعددت دون أي فائدة. المطلوب الان قبل أي امر اخر هو تضافر أردني فلسطيني على اعلى المستويات للخروج بخطة استراتيجية قابلة للتطبيق تشمل خطط اقتصادية وسياحية وثقافية واجتماعية واسكانية تضمن بقاء وصمود أهلنا في القدس. ان التحرك من اجل القدس ولدعم صمود المقدسيين هو الطريق الأفضل للرد على محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الرخيصة مقايضة القدس بحفنة من المال الأمريكي. لقد ان الأوان للعمل الجدي خارج نطاق المزايدات والشعارات لدعم المقدسيين والاستماع لرائيهم واعطائهم دوراً مهما في تقرير مصيرهم بالتعاون والتنسيق الجدي مع كل من القيادة الفلسطينية والاردنية.