لا تزال آثار الصدمة تجثم على صدور الأردنيين بعد الهجوم المروع على مسجدين في نيوزيلندا الجمعة الماضي، والذي راح ضحيته العشرات ما بين قتيل وجريح، من بينهم أربعة شهداء أردنيين وخمسة مصابين، وصفت إصاباتهم بالخطيرة.
باسل الساطي، شقيق أحد المصابين، يروي لـ"عمان نت"، تفاصيل إصابة شقيقه وطفلته التي لا يزال وضعها الصحي حرجا.
"أصيب وسيم بأربع رصاصات خلال الاعتداء، وأجريت له عدة عمليات ليتجاوز بعدها مرحلة الخطر، فيما أصيبت طفلته بثلاث رصاصات في مختلف مناطق جسدها".
الوضع الحرج للطفلة ذات الأعوام الخمسة، ترك والدها رهين حالة من القلق، بعد ان توقف قلبها للحظات إثر إجراء العملية الجراحية الأولى لاستخراج الرصاصات التي استقرت في جسدها، وهو ما دفع الأطباء لتأجيل عمليتها الثانية.
ولم يدع الحادث لوسيم سوى طلب الدعاء لابنته عبر مقطع مصور انتشر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، علها تجتاز مرحلة الخطر، وتتماثل للشفاء.
وتعمل عائلة وسيم على ترتيب زيارة الى نيوزيلندا من خلال تواصلها مع وزارة الخارجية، لإجراءات التسهيلات اللازمة بحيث يكونوا بجانب ابنهم لتقديم المساندة .
عمل وسيم حلاقا في العاصمة عمان، إلا أنه قرر قبل خمس سنوات البحث عن حياة أفضل، ليغادر الى نيوزلندا، ويعمل في نفس المهنة التي برع بها.
ويرقد الستيني الدكتور محمد عطا عليان أحد مؤسسي مسجد النور الذي كان مسرحا لتلك الجريمة، على سرير الشفاء، إلا أن ابنه عطا استشهد متأثرا بجراحه جراء الاعتداء.
وانهى الشهيد عطا المرحلة الثانوية وهو في عمر 15 عاما وحصل على شهادة البكالوريوس في هندسة البرمجيات، وهو لاعب في فريق كرة القدم النيوزلندي "حارس مرمى "، ومتزوج ولديه طفلة، بحسب ما أكده احد أقربائه جهاد العظم.
ويقول العظم إن الشيخ عطا بدأ يتعافى وحالته الصحية مستقرة، موضحا انه حتى اللحظة لا يعلم عن وفاة ابنه حفاظا على وضعه الصحي.
وتعرض الشيخ عطا الحاصل على شهادة الدكتوراة من احدى الجامعات الامريكية، للإصابة بثلاث رصاصات في الكتف والظهر والرأس جراء تلك الحادثة.
وهاجر عليان الاب الى نيوزلندا منذ 25 عاما، ويدير شركة خاصة بالاستثمارات في نيوزلندا تدعى "إيي أند إيي للاستشارات التعليمية" تأسّست عام 2007 قام من خلالها على تلبية لحاجات الطلاب العرب بحثاً عن التعليم ذات النوعية العالية في مرحلة ما بعد الثانوية بالتعاون مع جامعات نيوزيلندية.
وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أعلنت عن إيفاد مندوب عن السفارة الأردنية في أستراليا، إلى نيوزيلندا لمتابعة أوضاع المصابين الأردنيين جراء الحادثة.
ويشير الناطق الرسمي بإسم الوزارة السفير سفيان القضاة إلى توجيهات للوزارة بتسهيل كافة الإجراءات اللازمة الخاصة بذوي المصابين، وضمان التأكد من تقديم العلاج اللازم لهم.
هذا وأعلنت السلطات النيوزيلندية، عن بدء تسليم جثامين ضحايا الهجوم لذويهم، اعتبارا من اليوم، إضافة إلى مراجعتها للقوانين الخاصة بحيازة السلاح في البلاد.