ذكرى "حنظلة" في منتدى الفكر الديمقراطي

ذكرى "حنظلة" في منتدى الفكر الديمقراطي
الرابط المختصر

تزامنا مع الذكرى السنوية لاغتيال الشهيد ورسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، نظمَ منتدى الفكر الديمقراطي مساء أول من أمس أمسية تضمنت كلمات للشاعر عزالدين مناصرة وأمين سر المنتدى عبدالله حمودة، فضلا عن فقرات اشترك في تقديمها الزجال حسن ناجي والفنانان عبدالحليم أبو حلتم وكمال خليل وفرقة بلدنا.

الفنان محمد القباني الذي قدم الأمسية، قال "سنة وراء سنة ولا زلنا هنا ولا زلت معنا وستبقى، فأنت الدائم الحاضر فينا"، مضيفا "لو أننا وعينا كل ما خطت الريشة المناضلة لما كان حالنا هو الحال".

أما الشاعر عز الدين مناصرة الذي ربطته علاقة صداقة مع الراحل ناجي العلي، فاستعرض في كلمته الأسباب التي كانت وراء اغتيال ناجي العلي، مستشهدا بمقالة للفنان غازي انعيم نشرت في جريدة الوحدة الأردنية، إضافة إلى مقالات لسليم بركات نشرت في مجلة فلسطين الثورة، بعضها كتب قبل اغتيال العلي، وأخرى بعد اغتياله.

وقال المناصرة إن العلي "شخصية فنية فريدة في موهبتها الفنية وصلت إلى العالمية"، مضيفا أنَّ العلي "مثقف فلسطيني شديد الحساسية تجاه الشعب الفلسطيني، وخصوصا الفقراء منهم". وعزى مناصرة ذلك إلى نشأة العلي في مخيَّم عين الحلوة قرب صيدا في لبنان.

ووصَفَ مناصرة العلي بكونه "نحيل الجسد، أشيب الشعر، سريع الانفعال، متوهج القلب والعقل". وروى ذكريات شخصية له مع العلي في بيروت، وكيف اعتقلته إسرائيل عندما اشتد حصار بيروت مع مئات الفلسطينيين وأطلق سراحه من بعد ذلك. وذكر مناصرة قول الشاعر رشاد أبو شاور "أطلقوه لأنهم وجدوا أنَّ وزنه خمسون كيلو غراما، لا يُسمن، ولا يغني من جوع".

وفي نهاية حديثه طالب المناصرة بتعميم وتوزيع الخمسين ألف رسمة كاريكاتيرية التي أنجزها العلي في حياته الفنية، معتبرا إياها "موروثا مهما للشعب الفلسطيني". وطالب أيضا بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق في تفاصيل اغتيال العلي من جديد، وتقديم تقرير مفصل وتعميمه على الرأي العام.

أما الكاتب والشاعر حسن ناجي، فوصَفَ شعوره عندما يرى رسومات العلي "معبأة بالتراب" على حدِّ قوله، مستدركا أنها "غير مُغبرَّة". ويقول "بلادي لأنك فوق الكل بتضلي، بلادي لأنك فوق السما بتعلي....رسمتك تراب حتى عليه أركع وصلي".

وأضاف حسن ناجي "لو ناجي عاد وشاف بلاده بعد الغيبة، رح بتهون عليه سنين الغربة".

من جهته، قال أمين سر المنتدى عبدالله حمودة في كلمة موجزة إنَّ الكثيرينَ يتساءلونَ حولَ تكرار الفعالية في كل عام، مشيرا إلى عدم وجود مثيل لناجي العلي حتى الآن على "مستوى العالم".

وأضاف حمودة أنَّ العلي اغتيل لأنه "لم يفرط بالحقوق الفلسطينية، ولأنه قال إنَّ فلسطين من المحيط إلى الخليج". وأكدَ على أنَّ ناجي العلي ما يزالُ حيا بفكره وفنه.

واستمرَّت الأمسية مع فقرات فنية استهلها الفنان عبدالحليم أبو حلتم الذي قدَّمَ مع عودة أغنيتين: الأولى مأخوذة من ديوان "موت على الإسفلت" للشاعر عبدالرحمن الأبنودي بعنوان "أمايا". ومن كلمات الأغنية "أمايا وانت بترمي بالرحايا، وحدك وبتعددي على كل حاجة حلوة مفقودة، ما تنسينيش يمه في عدودة.... كان صاحبي يمه واسمه ناجي ... ناجي العلي".

ومن تراث الشيخ إمام قدَّمَ أبوحلتم الأغنية المعروفة "البحر بيضحك ليه"، ليتبعه غسان ابو حلتم (ابن عبدالحليم ابوحلتم) بمقطوعة موسيقية قدَّمها بمشاركة عازف الجيتار بيدر مناصرة وهي من تأليفهما. وحلق الاثنان بالحضور مع صوت الكلارينيت الحزين وتقاسيمه وعزف الجيتار.

ومع كمال خليل وفرقة بلدنا التي ضمت عازف قانون وإيقاع إضافة الى خليل كانت الفقرة التالية. وقال خليل "أنْ نُحيي ذكرى ناجي العلي، يعني أنْ نظلَّ على خطاه في رفضه للتصالح والتفريط".

ومع أغنية "الحراس" للشاعر عزالدين مناصرة، استهلَّ خليل فقرته ليُقدِّمَ بعدها أغنية من شعر إبراهيم نصرالله بعنوان "قصة حب على بوابات القدس". وتقولُ الأغنية "على أبواب القدس ولدتني أمي يوم، على باب الساهرة سهرتك يوم أنا موال، غنيتك سهل واسع وسبع تلال..".

ومع الأغنية المعروفة "يا راية شعبي المرفوعة" تابع خليل وفرقة بلدنا في أجواء حماسية، ليغني بعدها "عمي يا بوالفانوس"، ويشتركُ الجمهور في غنائها معه. وبعد إلحاح من الجمهور قدَّمَ خليل أغنية "دولة" و"تلوي يا شعر الحية" و"علمونا".

وفي نهاية الأمسية قدَّمَ الفنان سمير الرمحي بورتريه للراحل ناجي العلي إلى أمين سر المنتدى عبدالله حمودة ليقوم بدوره بتسليمه الى عائلة الشهيد.

يذكر أنَّ منتدى الفكر الديمقراطي يحتضِنُ معرَضا دائما لكاريكاتير الفنان ناجي العلي.