حالة صعبة لطفل أردني ولد بلا فخذ
يحلم الطفل عبد الرحمن (10 سنوات) الذي ولد بلا فخذ، ان يتمكن من لعب كرة القدم في خط الهجوم أو حراسة المرمى، حيث مكانه الدائم في فريق الحارة شفقة على وضعه.
ولد الطفل بلا فخذ اثر "خطأ جيني" كما يقول الاطباء، ومن يومها وعائلته تعاني، إذ يشكو من عدم قدرته على التعامل مع متطلبات الحياة، والظروف الصعبة التي تعانيها عائلته، وعدم قدرتها على تأمين واستدامة متطلبات علاجه، الى جانب ما يعانيه من حالة نفسية بحسب تعبير والديه، مع أن امكانية علاجه متوفرة في الاردن،" إذ يمكن تركيب طرف صناعي له، أو إجراء عملية تطويل للساق"، بحسب أطباء.
يقول ابو ضياء، والد الطفل، الذي يعمل في أحد محال المرطبات، إن حالة ابنه تؤرقه نفسيا وماديا واجتماعيا، حيث لا حيلة له ولا قوة، فراتبه الشهري لا يتعدى 300
دينار، يخصص منه 170 دينارا أجرة بيت في حي الزواهرة بالزرقاء.
ووفق والد الطفل، فان صندوق المعونة الوطنية لم يقصر معهم، حيث يتلقى منه 50
دينارا، بالإضافة لصرف بدل تركيب طرف بمقدار 200 دينار"، لكن كلفة الطرف تتعدى ضعف هذا المبلغ، بحسب تعبيره.
ويتابع، ان لعبد الرحمن 4 اخوة بين فتيان وفتيات لهم متطلباتهم المعيشية والدراسية، لكن ما يخفف عنه أنهم يدرسون في مدارس حكومية، فيما يدرس عبد الرحمن في مدرسة خاصة نظرا لحالته، بقسط سنوي 550 دينارا، عدا عن النشاطات اللامنهجية ومتطلبات الدراسة والقرطاسية والزي، واستحقاقات مادية أخرى.
ويوضح ان حالة ابنه الصحية نادرة وفقا للأطباء، وكان يتعالج في احد الصروح الطبية الا ان العلاج هناك انتهى بمجرد حصوله على معونة وطنية التي لا تكفي لسد احتياجاته الطبية.
يقول الطفل عبد الرحمن "أكثر ما يزعجني نظرات الناس، وبعض الطلبة يصفونني بالأعرج "، لكنه لا يخفي عشقه لكرة القدم، "إذ احاول جاهدا إثبات قدرتي على اللعب مع أقراني كما يلعبون، حيث اختارني أصحابي حارسا للمرمى حتى لا اركض كثيرا، ومن يومها عشقت هذه اللعبة واحلم ان اصبح هدافا متميزا". ويضيف، "احلم أن يكون لي قدم عادية، لربما يتطور العلم واظفر بفرصة العيش بسوية كبقية أصحابي، واسجل اهدافا في مرمى الفريق الآخر، ولا أبقى فقط حارس مرمى.. انا افتقر لما لدى اقراني، هم يحصلون على العاب الكترونية وانا غير قادر على اقتنائها، ويتواصلون بهواتف ذكية وانا محروم منها".
تقول والدته الثلاثينية، إن ابني يعاني نفسيا ومزاجه صعب للغاية، وهو دائم السؤال: لماذا لا استطيع العيش كبقية أصحابي، مشيرة الى انه يحاول تعويض عدم قدرته على المشي، فيمشي على يديه، وهو بارع بذلك، ويريد ان يثبت لأبناء الحارة انه ليس "اعرج"، كما يقولون عنه، بل لديه قدرات خارقة اذ يقوم بحركات بهلوانية. وكما تقول والدته "نحاول وبالتعاون مع أفراد الاسرة التخفيف عنه فنريه صورا لأطفال بلا اطراف، ونجده قد استعاد جزءا من ثقته بنفسه". وتسعى والدته الى تلبيه احتياجاته بأطراف صناعية بشكل دائم، الى حين إقرار الاطباء إجراء عملية مناسبة لحالته.
ووفق استشاري جراحة العظام والمفاصل الدكتور طاهر عضيبات، فان الطب لم يعجز عن حالة مرضية كهذه، وبالإمكان ايجاد العديد من الحلول الطبية، فإذا كانت عظمة الفخذ موجودة، فان مثل هذه الحالة تحتم إجراء عملية لتطويل الساق، وهي تقنية متوفرة في الأردن، او يمكن اجراء عملية بتر للقدم وتركيب طرف صناعي عليها مع مفصل"، مشيرا الى ان هناك خيارا ثالثا "يكمن في تركيب الطرف الصناعي على قطعة معدنية يتم وضعها على عظمة الفخذ المتبقي بعد بتر القدم، اي ان الطفل يستطيع ارتداء وخلع الطرف بسهولة ومتى يشاء".
ويلفت الى ان "أي عملية جراحية للطفل بغية ايجاد الحل النهائي لحالته لا تجري قبل بلوغه 16 عاما"، ويحتاج الطفل وفقا للدكتور عضيبات، لفحوصات سريرية وشعاعية لتحديد المشكلة ومن ثم العلاج.
وأشار الى ان حالة الطفل نادرة الحدوث، وهي ناجمة عن خطأ جيني، مبديا استعداده لمساعدة الطفل ومعاينة حالته وتشخيصها مجانا. وأوضح ان كلفة علاج الطفل تتوقف على نوعية الجراحة التي يحتاجها، وقد تكون على مراحل.
ويقول اخصائي الاطراف الصناعية وتقويم العظام عدنان بو غانم، ان الطفل كان يعاني بسبب ان الطرف الصناعي الذي كان يرتديه "فُصّل له بدون مفصل عند منطقة الركبة ويركب على القدم القصيرة، حيث ينتج عن ذلك عدم قدرته على المشي بشكل سوي، اضافة الى انزعاجه من التواء قدمه ضمن الطرف".
يشير الى ان الطفل يحتاج الى طرف صناعي مع مفصل بشكل دائم وطيلة حياته، حتى بعد اجراء أي عملية له، كما يحتاج الى تغيير الطرف بين فترى واخرى بالتزامن مع التغير، الذي يطرأ على بنية الطفل ونموه الجسدي