جوردان تايمز في عيدها الـ 35

جوردان تايمز في عيدها الـ 35
الرابط المختصر

الاجتهاد والمهنية العالية كانا وراء نجاح صحيفة متواضعة انطلقت قبل 35 عاما في أن تترك بصمتها على المشهد الإعلامي الأردني بعد توقف صحيفتي جيروزالم ستار و بالستاين نيوز عن الصدور في منتصف الستينيات.
يقول معاذ شقير الذي كان أحد محرري جوردان تايمز عند صدورها في مثل هذا اليوم من عام 1975 إن المؤسسة الصحفية الأردنية «كانت تسعى للعودة للسوق بخدمة الصحافة الناطقة بالإنجليزية».
وقال مدير عام المؤسسة الصحفية الأردنية  نادر الحوراني، والذي كان ركنا في إدارة المؤسسة حينها، «كان المشهد خاليا من الصحافة الناطقة بالإنجليزية وكان لا بد من صدور صحيفة تمثل صوت الأردن في العالم».
وكان ذلك يعني بالضرورة أن تدار سياسة الصحيفة التحريرية بطريقة ونهج مختلفين عن الصحافة العربية، وتبتعد عن «الأخبار البروتوكولية»، حسب شقير، الذي أضاف أن الفريق المؤسس أصر على أن يكون للصحيفة فريق من المندوبين الخاصين بها، لا أن تعتمد ترجمة ما يكتب بالعربية في شقيقتها الكبرى، الرأي.
 
بدأ العمل على العدد الأول بمندوب صحفي غير متفرغ وبضعة مترجمين وآلتي طباعة.
يتذكر يوسف الجمال، وهو مخرج فني في الصحيفة ما بين 1975-2007، إن الأمور كانت في البداية تلقائية ومتعبة واحتاج إصدار العدد المكون من ست صفحات جهدا كبيرا وساعات عمل طويلة.
وحسب رامي خوري الذي تولى رئاسة التحرير في الثمانينيات إن جوردان تايمز تميزت منذ البداية بالخروج عن مألوف الإعلام العربي في تلك الحقبة، و قدمت صحافة «متكاملة» قائمة على الخبر المتوازن ومتعدد المصادر.
وقال الدكتور فهد الفانك رئيس مجلس إدارة المؤسسة الصحفية الأردنية والذي كان أحد أوائل كتاب الأعمدة في جوردان تايمز إن الصحيفة وسعت من قاعدة ونوعية قراء الصحف في الأردن، معتبرا أن لها قراء من فئة مختلفة داخل الأردن وخارجه.
 فعلى سبيل المثال، يقول الفانك انه تلقى ردود فعل على مقالاته المتخصصة في الاقتصاد من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمات دولية أخرى ظلت تعتمد على جوردان تايمز لمعرفة أخبار الأردن وما يحدث فيه من تطورات على كافة الصعد.
ويتذكر الفانك أنه ذات مرة صحح معلومات خاطئة كان صندوق النقد الدولي قد نشرها عن الأردن في مقال له في الصحيفة، وسارع الصندوق على إثر ذلك إلى نشر اعتذار.
ويقول خوري إن جوردان تايمز ركزت في السنوات الأولى على تقارير اجتماعية وثقافية، فيما كانت الأخبار السياسية قليلة ومتباعدة في زمن سادت فيه الأحكام العرفية وغابت عنه الحياة البرلمانية والحزبية.
لكن كانت جوردان تايمز رائدة في طرق «المحرمات الاجتماعية»، حسب رئيس تحريرها في نهاية الثمانينيات والتسعينيات جورج حواتمة، الذي أكد أن الصحيفة كانت من أوائل من طرح قضايا مثل جرائم الشرف والمخدرات ولاحقا مرض الأيدز، إضافة إلى قضايا حقوق الإنسان والحقوق المدنية والحريات الشخصية.
 
واتفق خوري مع ذلك، معقبا أن الهدف لم يكن «إثارة المشاكل» بقدر ما كان تلبية لمعايير الصحافة الجادة الموضوعية.
ومع عودة الحياة البرلمانية عام 1989، أصبحت الأخبار والتغطيات السياسية تأخذ مساحة أوسع، حاملة معها تحديات جديدة لتحقيق «التوازن الحساس» في التغطية.
يقول حواتمة: «كان المطلوب منا التعامل مع مسؤولين أوتوقراطيين وقوانين وتشريعات دائمة التغيير واعتبارات الأمن القومي وممارسات مجتمع ذكوري وتقاليد عشائرية ومحرمات اجتماعية».
وأكد حواتمة أن جوردان تايمز تعرضت إلى تحديات جعلتها دوما «سلالة معرضة للانقراض».
ومن أبرز هذه التحديات التمويل. يقول الحوراني إن الصحيفة ظلت معتمدة على المؤسسة الصحفية الأردنية بشكل كبير ولم تستقل ماليا إلا في عام 2001.
وحسب المدير العام، فإنه لم يكن من الممكن بمقدور أية جهة أخرى أن تتحمل كلفة إصدار مثل هذه الصحيفة. 
وكان إعداد الكادر الصحفي مهمة شاقة أخرى، حسب شقير، لأن المطلوب ليس فقط المهارة الصحفية بل إتقان اللغة الإنجليزية إتقانا تاما، وكان من يتمتع بهذه المهارات يستطيع الحصول على وظائف برواتب مرتفعة جدا في القطاع الخاص قياسا بما تقدمه جوردان تايمز.
لكنه عقب: «لكننا كنا نوفر لهم تجربة فريدة لا تأتي إلا مرة في الحياة».
واستطاعت الصحيفة في عقدي الثمانينيات والتسعينيات من إعداد كادر متميز من الشباب الذين ساهموا لاحقا في مسيرة مؤسسات محلية ودولية أخرى بما اكتسبوه من خبرة ومهارة أثناء عملهم في الصحيفة.
وتعد جوردان تايمز صحيفة الجاليات الأجنبية في المملكة ورجال الأعمال وكبار مسؤولي الدولة والمحللين، وهي أيضا نافذة العالم على الأردن من خلال موقعها على الشبكة الذي يتلقى 120 ألف زيارة يوميا، حسب إحصائيات غوغل. 
يقول رئيس تحرير جوردان تايمز سمير برهوم إن جوردان تايمز سوف تستمر في تحويل ما تواجهه من تحديات إلى مزايا تتفرد بها وفرص تستفيد منها للتقدم.
وقال: «لقد استفدنا من التحديات التي واجهت حرية الصحافة ونحن نحارب من أجل هذه الحرية، واستفدنا من نقص الكادر من حيث أن فريقنا يبذل جهدا مضاعفا ليعوض النقص ونرى في بروز الإعلام الجديد فرصة لنا لعرض وجهة النظر الأردنية والعربية حيال القضايا المختلفة إلى قرائنا في كافة أنحاء العالم».

أضف تعليقك