تواصل كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي، عملية بحث معقدة عن الأسرى الفلسطينيين الذين تمكنوا من الفرار من أكثر السجون الإسرائيلية تحصينا.
وكشف الاحتلال فجر الاثنين، عن تمكن ستة أسرى فلسطينيين ومعظمهم من أصحاب الأحكام العالية، من الفرار من سجن "جلبوع" الذي يوصف إسرائيليا بأنه "شديد الحراسة".
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، أن أعمال البحث عن الأسرى الستة مستمرة، موضحة أن القوات الإسرائيلية قامت بنصب أكثر من 260 حاجزا في مناطق مختلفة بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
وذكرت أن تقديرات جهاز شرطة الاحتلال وإدارة مصلحة السجون، "تختلف في تحديد الساعة التي ورد فيها إنذار عن فرار الأسرى الستة من سجن جلبوع".
موعد الإنذار
وأوضح نائب قائد محطة شرطة "بيت شآن"، أنه أبلغ في الثانية والربع من فجر أمس الاثنين، السجن بملاحظة "أطياف مشبوهة قرب المعتقل"، في حين، زعم مصدر كبير في مصلحة السجون، أنه تلقى البلاغ من الشرطة عند الثالثة فجرا.
ونبهت "كان"، إلى أن "أعمال البحث عن الأسرى مستمرة، وبعد حوالي 15 ساعة من هروبهم، نصبت القوات أكثر من 260 حاجزا في أنحاء البلاد"، موضحا أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت أجرى جلسة مشاورات أمنية على خلفية فرار الأسرى الستة، حضرها: وزير الأمن الداخلي، ورئيس هيئة الأركان، ورئيس الشاباك، وقائد الشرطة، ومفوضة سلطة السجون، ومسؤولون آخرون.
ورجح رئيس قسم العمليات في الشرطة البريغادير شمعون نحماني، استعانة الأسرى بسيارات بعد عملية الفرار من السجن عبر نفق قاموا بحفره.
وكشفت "كان"، أن "الشرطة الإسرائيلية، تحقق في شبهات حول ضلوع سجانين في هروب السجناء الأمنيين الستة من سجن "جلبوع"، منوهة إلى أن "وحدة التحقيق مع السجانين في الشرطة، تشارك أيضا في التحقيقات الجارية".
من جانبها، أكدت القناة "13" العبرية، أن "قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي والشرطة وقوات حرس الحدود، انتشرت في كل أنحاء البلاد، ونفذت عمليات تقصي وتفتيش وتشارك في عملية مطاردة للأسرى الهاربين، مع حفاظهم على جهوزية أمنية عالية لأي عملية من الممكن أن ينفذها هؤلاء الأسرى".
وبحسب ما نقله موقع "i24" الإسرائيلي، "تشير التحقيقات الأولية، إلى أن السجانة التي قامت بالحراسة في برج الحراسة بالسجن، غفت خلال ورديتها".
تفاصيل مثيرة
من جانبه، كشف موقع "واللا" العبري، عن تفاصيل مثيرة حول عملية الهروب، وأوضح أن حفر النفق امتد على فترة عام تقريبا، ويبلغ طوله ما بين 20 و25 مترا، وعلم به عدد محدود من الأسرى.
وذكر أن الأسرى بعد نجاحهم في الخروج من السجن عبر النفق، "ساروا مسافة ثلاثة أميال حتى صعدوا إلى سيارة تنتظرهم، وقامت بتهريبهم من مكان الحادث"، منوها إلى أن الأسير زكريا الزبيدي (قائد كتائب شهداء الأقصى في جنين سابقا)، طلب من ضابط مخابرات السجن الانتقال ليلة واحدة إلى الزنزانة رقم "5" في الجناح "2" التي فروا منها".
وأفاد الموقع، بأن "أكثر من ألف ضابط من جهاز الشرطة ينخرطون الآن في مطاردة الأسرى الستة، بمساعدة قوات حرس الحدود وقوات الأمن ووحدات أخرى"، منبها إلى أن القوات الإسرائيلية تستعد لاحتمالية تنفيذ الأسرى الهاربين "هجوما، أو عملية اختطاف للمساومة وإطلاق سراح سجناء آخرين، وجميع وحدات الشرطة الخاصة في حالة تأهب".
ومن بين التقديرات، ذكر الموقع أنه يعتقد أن اثنين من الأسرى وصلا إلى الأردن، والباقين ما زالوا في البلاد، من بينهم اثنان قاما بالاختباء في منطقة "مجدل شمس".
وزير الأمن العام الإسرائيلي عمير بارليف، أكد أن "هذا حدث صعب وخطير، ويجب ألا يحدث في إسرائيل"، موضحا أن "كل الجهود تتركز على ضرورة القبض على الأسرى".
ونشر نادي الأسير الفلسطيني معلومات عن الأسرى، وأوضح أن الأسير محمود عبد الله عارضة (46 عاما) من "عرابة/ جنين"، معتقل منذ عام 1996، ومحكوم مدى الحياة، والأسير محمد قاسم عارضة (39 عاما) من "عرابة" معتقل منذ 2002، ومحكوم مدى الحياة، والأسير يعقوب محمود قادري (49 عاما) من "بير الباشا" معتقل منذ 2003، ومحكوم مدى الحياة أيضا.
وذكر أن الأسير أيهم نايف كممجي (35 عاما) من "كفر دان" معتقل منذ 2006 ومحكوم مدى الحياة، والأسير زكريا زبيدي (46 عاما) من مخيم جنين معتقل منذ عام 2019 ولا يزال موقوفا، والأسير مناضل يعقوب انفيعات (26 عاما) من يعبد معتقل منذ عام 2019.