تربية طيور الزينة في الاردن من هواية الى مصدر رزق
تحولت تربية طيور الزينة بالنسبة للآلاف في الاردن من مجرد هواية الى مصدر رزق، في بلد تتجاوز فيه قيمة التجارة في هذا القطاع ومستلزماته 70 مليون دولار سنويا.
ويتوافد صباح كل جمعة عشرات الاف الهواة والتجار الى اسواق شعبية للطيور في كل من عمان والزرقاء (شمال شرق عمان) واربد (شمال المملكة)، ناهيك عن وجود حوالى 184 محلا لتجارة طيور الزينة في المملكة.
ويقول راضي الطروانة، الامين العام لوزارة الزراعة الاردنية، لوكالة فرانس برس ان "قيمة تجارة طيور الزينة والحمام ومستلزماتها من اقفاص وعلاجات واكسسورات تقدر بحوالى 50 مليون دينار سنويا (70,4 مليون دولار)".
واشار الى ان "عدد مرتادي كل سوق شعبي ايام الجمعة يقدر ما بين 5 الى 10 الاف شخص، بينما يقدر عدد الهواة في هذا القطاع بأكثر من 75 الف شخص".
ويمتد سوق الطيور في عمان بضع مئات من الامتار في شارع فرعي وسط المدينة تعلق في جانبيه مئات الاقفاص الصغيرة بينما تعرض اقفاص كبيرة على الارض، ويستطيع الزائر ان يستمع الى تغريد الطيور المختلفة باشكالها وانواعها واحجامها المتنوعة.
ويقول بدر الدين صالح (13 عاما) ، طالب مدرسة، لوكالة فرانس برس "اتي الى السوق كل جمعة في الصباح الباكر لأبيع واشتري الطيور".
ويضيف "هذه هواية بدأت معي في الخامسة من عمري، كنت اتي الى السوق مع والدي الذي ساعدني على تنمية هوايتي حتى اصبحت تجارة احصل منها على مصروفي، في يوم واحد احصل على مصروف للاسبوع كاملا واحيانا ادخر منه".
ويقف صالح امام قفص فيه ببغاء "كاسكو" رمادي اللون ذو ذيل احمر، يتميز بالقدرة على الكلام يستورد من افريقيا ويباع في السوق بسعر يرواح بين 350 دينارا (494 دولارا) الى 500 دينار (700 دولار)، وذلك "بحسب قدرته على الكلام واللعب فهو قابل للتعلم بشكل كبير".
اما احمد رائد (13 عاما)، وهو طالب في الصف الثامن، فيقول "صباح كل جمعة اتي الى هنا قبل السابعة صباحا حتى اتخذ لي موقعا اعرض فيه طيوري للبيع".
ويعرض رائد زوجا من طيور "الكوكاتيل" او "الكروان" تشبه الببغاء لكنها غير قادرة على الكلام واقل حجما وتتميز بالوان جذابة منها الاصفر والأبيض والرمادي والبرتقالي، و"يباع الزوج ب 70 دينارا (حوالى 100 دولار)".
ويقول رائد "احيانا اعرض طيور كناري او طيور الحمام بأنواعه وقد اجني في كل يوم جمعة قرابة 100 دينار (141 دولارا) حسب وضع السوق".
ويضيف "قبل سنوات كان لدي بعض طيور الكناري وتكاثرت ففكرت ببيع بعضها كمصدر دخل اضافي ولاعطي اهلي بعض المال، ونجحت فكرتي فاستمريت بها".
وفي منتصف السوق، يعقد هشام داوود (48 عاما) مزادا لبيع الطيور يجذب عشرات الهواة مناديا بصوت جهوري معلنا بدء المزاد بدينار واحد (1,4 دولار)، معظم الأحيان، معددا لميزات طير يرفعه في قفص امام الجميع.
ويقول "منذ اكثر من 15 عاما اتي للسوق كل جمعة واجمع الناس حولي وابدأ المزاد الذي قد يصل احيانا الى مئات الدنانير".
ويتذكر داوود "في يوم من الأيام اشتريت عصفور كناري مفتول الريش لونه ابيض ب 35 دينارا (49 دولار) ووضعته في قفص جديد وفي المزاد وصل سعره الى 96 دينارا (135 دولارا)".
اما زكريا محمد (55 عاما)، فيعرض الى جانب طيوره التي تضم كناري وطيور حب (البادجي) وطيور جنة (زيبرا فينش)، مستلزمات الطيور من اقفاص وعلاجات وزينة.
ويقول محمد "نأتي للسوق انا وابني كل جمعة ومعنا بعض الطيور واقفاص ونبيع ونشتري".
ويضيف "اسعار الطيور مختلفة فمثلا الكناري هناك بلدي (انتاج محلي) وهناك مستورد تختلف بصفاتها بالشكل والصوت، وهناك من يهتم بالشكل وهناك من يهتم بالصوت والتغريد المتواصل المتنوع اكثر".
ويوضح "في السوق تجد كنارات مزركشة ومفتولة الريش كما تجد الغيفوس والكوبرا التي قد يصل سعر الزوج منها الى 600 دينار".
الا انه يشير الى ان "اكثر الطيور المتداولة في السوق هي الكناري الأصفر والحبشي (اسباني) والملطش (متعدد الالوان) تباع ب 25 دينارا (35 دولارا) للطير، وهي في متناول الجميع".
ويضيف "هذه هواية بدأت معي وانا بعمر 15 عاما ونمت معي لتصبح تجارة منذ اكثر من 24 عاما والآن لدي محل خاص بي واجني ارباحا جيدة".
واشار الى ان توقف الاستيراد لفترات طويلة اثر انتشار انفلونزا الطيور في العالم ساهم برفع اسعار الطيور محليا.
ووفقا لوزارة الزراعة فقد تم فتح باب استيراد طيور الزينة العام الماضي بعد تعليقه منذ حزيران/يونيو 2006.
واضافت الوزارة ان "اعداد الطيور التي تم استيرادها حتى تاريخه تقدر ب90 الف طير" بينما "يقدر الانتاج المحلي السنوي من طيور الكناري والجنة والعاشق والمعشوق (البادجي) بحوالى 8 ملايين دينار (11,2 مليون دولار) اضافة الى حمام الزينة والكوكاتيل".