ترامب وامريكا اولا؟؟!!
امريكا اولا, هذا الشعار الذي رفعه الرئيس الامريكي في خطابه الذي القاه يوم تسلمه سلطاته واداء القسم كرئيس للولايات المتحده الامريكية.
والسؤال هل اتى الرئيس الامريكي بجديد بشعاره امريكا اولا?? بالتاكيد لا فقد سبقه رؤساء سابقون من الناحيه النظرية.
اما من الناحية العمليه فقد كان هذا الشعار هو دوما المحرك للسياسة الامريكية. التي سخرت كافة مواردها وقدراتها السياسية والاقتصادية والعسكرية للهيمنه على العالم والتربع على سدة قيادته من اجل امريكا وشعبها, دون النظر الى مصالح وشعوب باقي دول العالم وخاصة الشعب العربي على امتداد الاقطار التي رسمها وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا بالاتفاق المعروف باتفاقية سايكس بيكو.
والان اذا ما اراد الرئيس الامريكي ترامب ان ينهج سياسة جديده ويجسد خلالها مصلحة الولايات المتحدة الامريكية من خلال انفاذ وتطبيق شعاره امريكا اولا, فهذا بتقديري يحمل معنيين.
اولا: الانعزال والتقوقع داخل حدود الولايات المتحدة الامريكية.
الثاني: انتهاج سياسة متشدده تجاه بعض الدول التي يعتبرها خارقة نفوذ السياسة الامريكية, لاعادتها الى النفوذ الامريكي, وتحت المظلة الامريكية.
الخيار الاول: الانعزال والتقوقع:
بتقديري ان هذا الخيار غير وارد لانه في حال تطبيقه فانه يعلن عن نهاية عصر الامبراطورية الامريكية, ونهجه نحو التخلي عن دورها القيادي في العالم, وبالتالي ترك النفوذ العالمي لمنافسته التي اتسعت قوتها اخيرا, اي خلال عهد الرئيس السابق اوباما. لصالح روسيا.
وفي هذا الخيار سيؤدي الى زعزعة الاستقرار الداخلي الامريكي, والى تراجع بقدراتها العسكرية والاقتصادية والسياسية, بل وربما يؤدي الى زيادة حراك بعض الولايات التي تطالب اما بمزيد من الاستقلالية او الانفصال واعلان دول مستقله, وبالتالي السير على طريق غوربا تشوف قائد البروستوريكا التي اسفرت عن تفكك الاتحاد السوفياتي. وتقسيمه الى دول عديده.
الخيار الثاني: انتهاج سياسة متشددة تجاه بعض الدول:
بتقديري ان الهدف من وراء التركيز على شعار امريكا اولا هو العمل وفق سياسة متشددة سمتها الترحيب والتلويح بالعصا, من اجل تحقيق وخدمة المصالح الامريكية وفق الرؤية الترامبيه, وبكافة الوسائل حتى العسكرية منها.
لان الخيار الاول غير مسموح به »حتى لو اراده الرئيس الامريكي« من جانب المؤسسات العسكرية والامنية والاقتصادية وغالبية القوى السياسية.
وما تصريحات الرئيس الامريكي اثناء الحمله الانتخابية وبعدها الا دليل على ذلك, ومن الشواهد عليها تصريحه عدة مرات بما يلي:
- بناء جدار عازل بين الولايات المتحدة الامريكية والمكسيك.
- حلف الناتو عفى عليه الزمن, بسبب تحمل العبء الاكبر على الجانب الامريكي بالطبع.
- على دول الخليج ان تدفع ثمن حمايتها.
- الدعوه الى السيطرة الكاملة على ثروات العراق وغيرها.
- فرض احترام »اسرائيل« من جانب دول العالم.
- ان الامم المتحدة بعد 20/1/2017 تختلف عن ما قبل ذلك.
- اجتثاث الارهاب الاسلامي المتطرف.
فهل هذه العناوين وغيرها من لا يتسع له المقال يعني غير العمل على تطويع دول العالم والسيطرة على مواردها خدمة للمصالح الامريكية وهنا اعني ليس مصلحة الشعب الامريكي وانما مصالح كبار الاثرياء والمؤسسات المالية والعسكرية والصناعية والتجارية الخ..
كما تعني العناوين السابقة ان جميع الدول وخاصة الدول العربية والاسلامية بشكل خاص ان تعلن وتضع تحت تصرف المظلة الامريكية الممسك بها الرئيس ترامب كافة مواردها من ثرواتها ومواقع استراتيجية والعمل على تنفيذ سياساتها المختلفة وفق الرؤية الترامبيه, والا فان الويل سيلحق بها.
ان هذه المنهجيه التي لم يسبق لرئيس امريكي ان يخاطب العالم بها حتى اوثق حلفائه »الدول الاوروبية واعضاء حلف الناتو« لابد وان تؤدي الى ردات فعل, قد لا تلمس بفترة قصيره ولكن لابد من الوصول اليها في حال الاصرار والاستمرار بالتعامل مع هذه الدول وكانهم موظفي شركة ترامب .
كما ان الدول العربية التي يشعر قادتها بالريبه تجاه السياسة الامريكية يقفون امام نقطة تحول في تاريخ علاقاتهم الاستراتيجية او المرحلية بتحالفهم مع الادارات الامريكية خلال العقود الماضية, فاما الانصياع للتهديد الامريكي وتنفيذ مطالبه التي بالتاكيد لن تتوقف, واما التفكير العميق في كيفية التعامل مع ادارة ترامب او مواجهتها خاصة ان المصالح الامريكية حاجتها للمنطقة العربية تفوق بدرجات حاجتنا للولايات المتحدة الامريكية »وهذا ساتناوله في مقال خاص«.
فالمطلوب اذن من القاده العرب ان يوقنوا انه بالرغم من شعورهم بالضعف الا انهم يملكون اوراق قوة حان وقت توظيفها للمصالح العربية القطرية والقومية على حد سواء.