المقاومة الفلسطينية تنتقل إلى السجون الإسرائيلية

المقاومة الفلسطينية تنتقل إلى السجون الإسرائيلية
الرابط المختصر

لقد فقد الفلسطينيون آمالهم بحل دولي عبر المفاوضات مع مرور نصف قرن من الاحتلال العسكري الإسرائيلي. ولكن هذا اليأس لم يقلل من رغبتهم بالحرية والاستقلال. وبدلا من ذلك نرى تزايدا أكبر وأكبر لاستخدام وسائل لاعنفية بالمقاومة وإبقاء النار مشتعلة لتذكر الإسرائليين والعالم بأهمية إيجاد حل سلمي لإنهاء الاحتلال.

 

هذا الأسبوع انتقلت المقاومة اللاعنفية إلى السجون الإسرائيلية حيث يتم اعتقال 6,500 فلسطيني، منهم 300 طفل و500 سجين إداري دون محاكمة، و13 نائبا منتخبا للمجلس التشريعي. ألف وخمسمئة سجين بدأوا إضرابا مفتوحا عن الطعام.

 

الانطلاقة كانت بالتزامن  مع يوم الأسير الفلسطيني الموافق لـ17 نيسان وبقيادة مروان البرغوثي أكثر قائد معروف من حركة فتح التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني. مطالب الأسرى أساسية كحقوق الزيارة للجميع وإنهاء الاعتقال دون محاكمة. منظمة العفو الدولية أيدت هذه المطالب، وطالبت إسرائيل بإنهاء "السياسة غير القانونية والقاسية" ضد الأسرى الفلسطينينين.

 

هذا الكفاح غير العنيف لم يتم التعامل معه بسهولة من قبل الإسرائيليين الذين يفهمون أن الفلسطينيين لو قاموا بوقف كافة أعمال العنف والتزموا بالكفاح اللاعنفي فإنهم سينتصرون في النهاية.

 

حكومة بنيامين نتنياهو قمعت قائد السجناء المضربين البرغوثي الذي نجح بنشر مقال في صحيفة أمريكية مهمة وتم زجه بالحبس الانفرادي، فيما أصر المسؤولون الإسرائيليون على عدم التنازل لمطالب السجناء.

 

في الماضي دعم البرغوثي المقاومة العنيفة ضد إسرائيل وتمت إدانته بتهمة القتل في محكمة إسرائيلية. ولكن البرغوثي متمثل بقدوته نلسون مانديلا يكرر دائما دعمه للمقاومة اللاعنفية دون أن يتنازل عن خيار القوة والذي يعتبره من حق الشعوب تحت الاحتلال.

 

الإضراب عن الطعام حاز على تأييد واسع من الشعب الفلسطيني حيث قام رئيس الوزراء رامي الحمد الله بزيارة خيمة تضامن في مدينة جنين شمال الضفة الغربية. المحامون الذين منعوا من زيارة موكليهم الأسرى قرروا مقاطعة المحاكم العسكرية الإسرائيلي، وعشرات المظاهرات في فلسطين وأنحاء العالم تستمر يومياً دعماً للأسرى المضربين عن الطعام.

 

الدعم الدولي للفلسطينيين في تزايد رداً على دعوات المقاطعة والتي انطلقت من نداء أكاديميي فلسطين عام 2005. إسرائيل تضخ ملايين الدولارت لمواجة حركة ال بي دي اس        BDS  وتحاول فرض إرادتها السياسية على العديد من المؤسسات التشريعية في أنحاء العالم للحصول على قوانين لمنع حركة المقاطعة لإسرائيل. بعض المشرعيين في العالم رفضوا هذه الضغوط وأصروا على حق مواطنيهم بالتعبير.

 

على الأرض يقوم الفلسطينيون بشكل دائم بأعمال احتجاجية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وضد الجدار المقام خلافا للقانون الدولي في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد استمرت الاحتجاجات رغم فقدان الإعلام العالمي للاهتمام بها.

 

ومن الواضح أن الإسرائليين لم يبدوا أي تقبل لهذه الاحتجاجات. فمثلا ما حدث لمحمد عميرة استاذ العلوم البالغ 46 سنة من العمر والمعروف بمعارضته الشديدة لأي شكل من أشكال العنف ضد الإسرائيليين بما في ذلك إلقاء الحجارة.  فقد تم إطلاق النار على رأسه برصاص مطاطي يوم 14 نيسان. وأصيب وهو يتحدث عبر مكبر الصوت في محاولة لإقناع الفلسطينيين بعدم إلقاء الحجارة تجاه الجنود الإسرائيليين المدججين بالأسلحة.

 

في عام 2009 قام عميرة بتنظيم معرض في قريته نعلين حول المحرقة اليهودية بهدف رفع وعي الفلسطينيين بالهولوكست النازي. وحسب موقع +972 صرح جندي إسرائيلي بكلام غير صحيح يفيد بإلقاء عميرة للحجارة رغم معارضته للعنف. وتم تصوير عميرة وهو مكبل بالسرير في مستشفى شيبا الطبي قرب تل ابيب حيث تتم معالجة إصابته.

 

خلال الانتفاضة الأولي قام رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك اسحاق شامير، بإبعاد قائد لاعنفي أمريكي فلسطيني هو مبارك عوض وذلك في حزيران عام 1988. عوض كان قد أسس عام 1985 المركز الفلسطيني لدراسات اللاعنف. اليوم بعد مرور 30 عام لا تزال أفكار ومبادئ غاندي فلسطين ترسخ جذورها رغم الرد القاسي الإسرائيلي.

 

إن مبادئ اللاعنف لا تعد المشاركين بها أن الطرف الآخر سيمتنع عن استخدام العنف في محاولة لقمع الاحتجاجات, إلا أن استمرار المقاومة بدون عنف ستصل في النهاية إلى نتائج مرضية.

 

معظم الفلسطينيين اليوم بما في ذلك حركة حماس الإسلامية مقتنعون بأن أي حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيحتاج إلى تفاهمات. هذه التفاهمات يجب أن تضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية بجانب إسرائيل. إن نشطاء المقاومة اللاعنفية مثل الأسرى المضربين عن الطعام مقتنعون بأن الإسرائيليين والفلسطينيين سيحققون أمانيهم بالوصول إلى حل سلمي، عاجلا أو آجلا.

للواشنطن بوسط

الرابط الأصلي بالانجليزي: هنـــــــــا