الغاء الاونروا .. نكبة جديدة

الغاء الاونروا .. نكبة جديدة

لم يتوقع احد ان يصل العداء عند ترامب في محاربة الفلسطينيين الى هذا الحد ، وأغرب ما في الامر ان قراراته الفردية التي يتخذها بعداء مكشوف وسافر للقضية الفلسطينية لا تجد ردود الفعل المناسبة لهذه القرارات الخطيرة والتي لو نفذت لكانت اكبر جريمة ترتكب بحقوق الشعوب في العصر الحديث .

ليس من اختصاص ترامب البحث بقضايا اتخذت فيها الامم المتحدة بمجلس الامن و الجمعية العامة وعدد من المؤسسات الدولية وبأغلبية مطلقة ولعدة مرات ومنها الحفاظ على القدس كمدينة تحت الاحتلال ولا يجوز اجراء اي تغيير عليها لا جغرافيا ولا سكانيا ، ومنها عودة اللاجئين الى ديارهم التي اخرجوا منها  ، ومنها انسحاب الكيان الاسرائيلي من الاراضي العربية التي احتلت عام 67 ، ومنها استمرار قيام وكالة غوث وتشغيل اللا جئين الفلسطينيين بتقديم خدماتها لهؤلاء اللاجئين في الدول المضيفة لحين عودتهم الى بلادهم وهذا كان باجماع الدول وتعهدت دول العالم بتغطية نفقاته اقرارا بمسؤولية المجتمع الدولي عنهم طالما كانوا لاجئين وبنتظرون تنفيذ القرارات العديدة بعودتهم .

ليس من اختصاص ترامب بتحديد من هو اللاجئ وهذا عرفه المجتمع الدولي وهو كل من أخرج من بيته عام 48 واولاده واحفاده الى حين عودتهم الى بيوته واراضيهم .

ان الرد الطبيعي والسريع على اكثر القرارات تسرعا وعداء وهو تخلي الولايات المتحدة عن التزامها بالمساهمة بموازنة الاونروا نهائيا لاصرارها على الغاء دور الوكالة استجابة للرغبة الاسرائيلية  ، يكون بمضاعفة مساهمة دول العالم لتغطية العجز وهذا ما بدأت به بعض الدول مشكورة فاستمرار قيام الوكالة بدورها تجاه الفلسطينيين هو اقرار بحقهم بالعودة وبعدها تكون الوكالة قد قامت بواجبها الذي أكدت عليه دول العالم .

وللحقيقة نقول ان الاردن ملكا وحكومة وشعبا لعب وما زال يلعب دورا محوريا في حشد التأييد السياسي والمالي لتظل الوكالة تقوم بدورها على اكمل وجه بتنسيقها مع القيادة الفلسطينية التي تقوم بدور مماثل ، وشهادة حق بجهود السيد بيير كرهينبول المفوض العام للوكالة والذي اتخذ قرار استئناف العام الدراس وارسل رساة تطمينن للاجئين الفلسطينيين وللعاملين في وكالة الغوث واكد فيها ان قرار انهاء دور الوكالة لا يتم عن طريق دولة أو فرد وانما عن طريق دول العالم التي فوضت الوكالة تقديم خدماتها لحين عودة اللاجئين الى ديارهم تنفيذا للقرارات التي اتخذت بهذا الصدد وان ليس من حق احد ان يحدد من هو اللاجئ وان الوكالة ستتغلب على موضوع العجز المالي بمزيد من الاتصالات وان كرامة الفلسطيني قبل كل شيئ .

هنا اهمس في اذن الاخوة في حماس ، الا يتطلب هذا التآمر على تصفية القضية الفلسطينية كما لم يحدث من قبل ان نتمم المصالحة وننهي هذا الانقسام ونتصدى جميعا للاصرار الأميركي والاسرائيلي على تنفيذ بنود صفقة القرن .

اهمس في اذن شعوب العالم التي وقفت في وجه الصلف الاسرائيلئ في حالات اخف من صلفه وصلف الاميركان هذه الايام  لنرى الأعلام الفلسطينية ترفع بسواعد الغيورين من شعوب العالم على احقاق الحق الفلسطيني الذي يصر الكيان الاسرائيلي بدعم اميركي على مصادرته زورا وبهتانا .

اهمس في اذن كل فلسطيني الى ضرورة الوقوف جبهة قوية واحدة في وجه اشد مراحل القضية تآمرا والتأكيد على ان القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية وان شطب وكالة الغوث هو بداية لشطب حق العودة وبذلك نكون قد تعرضنا الان لنكبة ثالثة .

• عضو المجلس الوطني الفلسطيني.

أضف تعليقك