الانتخابات الأمريكية وتداعياتها
تحظى الانتخابات الأمريكية بأهمية لا مثيل لها على الصعيد العالمي وذلك على المستويين الرسمي والشعبي.
هذا بشكل عام، ولكن الأنظار شاخصة بانتظار ما ستتخمض عنه النتائج ومن سيسكن البيت الأبيض بقدر أكبر بكثير من سابقاتها وذلك للعوامل التالية:
أولا: شخصية المرشح الجمهوري ترامب وتصريحاته الاستفزازية لعدد من الدول وبالطبع لقادتها، كما لشعوبها بما حملته من عجرفة وعنصرية على أسس دينية وعرقية.
ثانيا: المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وهي صاحبة الفرصة الأفضل للوصول إلى البيت الأبيض وفقا لاستطلاعات الرأي والتي ينظر إليها بعض الأنظمة العربية خاصة بنوع من القلق والحذر فهي من الشخصيات التي تعتقد بوجوب التغيير في الأنظمة غير الديمقراطية إما بإجراء الإصلاحات التي تفضي إلى الديمقراطية وما تتطلبه من تطبيق مبادئها بحق الشعب بانتخاب من يحكمه عبر انتخابات دورية نزيهة سواء تم ذلك حبا أو كرها.
أما شعبيا وخاصة في تلك الدول التي يئس مواطنيها بإمكانية الإصلاح السياسي الجاد فالشعب ينظر إلى امكانية ممارسة ضغوط على هذه القيادات التي ترفض الإنصات إلى صوت الجماهير بريبة حيث أن الإدارة الأمريكية لا تراعي إلا مصالحها فقط.
أما على صعيد آخر فتكتسب الانتخابات الأمريكية أهمية كبرى نتيجة للحروب الداخلية التي تعصف بعدد من الدول العربية لتحقيق أهداف غير معلنة وأن يذهب التحليل المبني على وقائع ما يجري على الأرض هو الوصول إلى تقسيم جديد للمنطقة العربية على أسس مذهبية وعرقية وطائفية واتنية بالتفاهم مع القطب الروسي الذي يشكل القوة الثانية عالميا.
كما تأتي الانتخابات الأمريكية بعد ثمان سنوات من حكم أوباما التي اتسمت بالضعف والتردد والانكفاء التي أدت إلى زعزعة ثقة بعض حلفائها بقدرة أمريكا على حمايتها بل حدى ببعضها إلى التصريح علنا بأن السياسة الأمريكية تهدف إلى زعزعة استقرارها والإطاحة بأنظمتها مما ينبئ في حال استمرار ذلك بانفضاض دول جديدة محسوبة على المحور الأمريكي عنها والميل إلى تكتل جديد قائم أو قيد التشكيل وهذا يعني بدء مرحلة النزول عن قمة قيادة العالم.
كما أن الازدواجية في التعامل بما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي تراجعت أهميتها نتيجة لما يدور في الإقليم أو لأن الهدف يكمن بتصفية القضية الفلسطينية استجابة للقادة الصهاينة التي تستمر يرفضها إنهاء احتلالها لأراض فلسطينية احتلت عام 1967 وحتى تعنتها أمام تنفيذ التزاماتها وفقا لاتفاق أوسلو والقاضي بإنهاء احتلالها وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بحلول منتصف أيار لعام 1999 وما كان هذا ليحصل لولا الدعم المطلق واللامحدود من أمريكا.
إذن وبناءا على ما تقدم فإن متابعة الانتخابات الأمريكية تحظى باهتمام كبير لما ستتركه من تأثيرات مباشرة على مستقبل المنطقة على الأصعدة الجغرافية والسياسية والاقتصادية والثقافية نجد وعلى صعيد إمكانية أن ينعم الشعب الفلسطيني كغيره من شعوب العالم بأن يحيا في دولة حرة ومستقلة.
كما تنظر باقي دول العالم إلى نتائج الانتخابات الأمريكية ومدى انعكاسها على الازدهار والاستقرار العالمي وما يتخلله من تأزيم في بعض الأحيان.
على كل لا يفصلنا عن مرحلة الترقب سوى ساعات لتبدأ بعدها مرحلة الاسترخاء النسبي أو القلق والخوف من الداخل والخارج على حد سواء.ولكن يبقى السؤال هل بإمكان أي رئيس أن يغادر سياسات المؤسسات الحاكمة....؟