عثر على كنز إسلامي الاثنين الماضي، يضم مئات القطع النقدية الأثرية، خلال أعمال تنقيب في فلسطين المحتلة عام 1948، وقامت سلطة الآثار التابعة للاحتلال الإسرائيلي بالاستيلاء على هذا "الكنز النادر".
وذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل"، في تقرير له، أن "الكنز الذي عثر عليه في حالة ممتازة، وهو يتضمن عملة معدنية تم قصها لاستخدامها كفكة، وهي تشير إلى وجود علاقات بين الدولة العباسية والإمبراطورية البيزنطية".
وأعلنت سلطة الآثار التابعة للاحتلال عن اكتشاف هذا "الكنز النادر، وهو يضم 425 قطعة نقدية ذهبية من فترة الخلافة العباسية، يعود تاريخها إلى ما يقرب من 1100 عام، وذلك خلال عملية تنقيب أثري في وسط البلاد (فلسطين)".
ولفت الموقع إلى أن سلطة الآثار الإسرائيلية، "لأسباب غير واضحة، لم تحدد الموقع الدقيق للمكان الذي تم فيه اكتشاف الكنز"، منوهة بأنه "تم العثور على الكنز من قبل مجموعة من العاملين تقوم بأعمال تطوعية قبل الخدمة العسكرية الإلزامية".
وقال المستوطن عوز كوهين: "لقد كان الأمر مذهلا، حفرت في الأرض عندما كنت أقوم بتنقيب التربة، ورأيت ما بدا كأوراق نبات رقيقة جدا. عندما تمعنت النظر، رأيت أنها عملات ذهبية، لقد كان من المثير العثور على مثل هذا الكنز القديم".
وقدر مديرا عمليات التنقيب ليئات نداف-زيف وإيلي حداد، في بيان لهما، أن "من قام بدفن هذه العملات النقدية توقع أن يتمكن من العودة لاستعادة الكنز، ما يشير الاكتشاف إلى التجارة الدولية التي قام بها سكان المنطقة".
وأضاف البيان: "العثور على عملات ذهبية بكميات كبيرة بالتأكيد هو أمر نادر للغاية، ولا نكاد نعثر على مثل هذه الأمور في التنقيب الأثري، نظرا إلى أن الذهب يتمتع دائما بقيمة عالية، ويتم صهره وإعادة استخدامه من جيل إلى جيل".
وتابع: "تم العثور على العملات المصنوعة من الذهب الخالص الذي لا يتأكسد في الهواء في حالة ممتازة، وكأنه تم دفنها في اليوم السابق".
خبير العملات في سلطة الآثار الإسرائيلية، روبرت كول، أوضح أن الوزن الإجمالي للكنز بلغ 845 جراما من الذهب الخالص، وهذا كان "يعتبر مبلغا كبيرا من المال في نهاية القرن التاسع".
وأضاف: "بمثل هذا المبلغ، يمكن لأي شخص شراء منزل فخم في أحد أفضل أحياء الفسطاط، عاصمة مصر واسعة الثراء في تلك الأيام"، موضحا أن "الكنز يتكون من دنانير ذهبية بالكامل، ويحتوي أيضا -وهو أمر غير معتاد- على حوالي 270 قطعة صغيرة من الذهب، وقطع من الدنانير الذهبية التي تم قصها لاستخدامها كفكة".
ونبه إلى أن "إحدى تلك القطع نادرة بشكل استثنائي، ولم يتم العثور عليها من قبل في عمليات التنقيب الأثري (بفلسطين المحتلة)، وهي قطعة من الذهب الصلب للإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس (829 - 842م)، والتي تم صكها في القسطنطينية".
ورأى كول أنه "سيكون لهذا الكنز بالتأكيد مساهمة كبيرة في البحث العلمي، حيث إن الاكتشافات من العصر العباسي (في فلسطين المحتلة) قليلة نسبيا".