ارتفاع عدد قتلى فيضانات أوروبا إلى 188.. وميركل "مصدومة"
ارتفعت حصيلة الفيضانات الجارفة التي اجتاحت ألمانيا إلى 156 قتيلا على ما أفادت به الشرطة صباح الأحد، ما يرفع الحصيلة الإجمالية في غرب أوروبا إلى ما لا يقل عن 188 قتيلا. في الوقت الذي قضى فيه المئات بسبب موجة حر تجتاح كندا.
وعبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن صدمتها بسبب حجم الدمار الناتج عن فيضانات الأسبوع الماضي.
وزارت ميركل المناطق التي حدثت فيها فيضانات غربي ألمانيا الأحد، وتحدثت مع الناجين وطواقم الإنقاذ.
وتعهدت بتسريع إجراءات تقديم المساعدات من أجل إعادة البناء.
وقالت ميركل في حديثها مع المواطنين: "نحن في صفكم"، ووصفت الوضع أنه مريع.
وأضافت "الوضع صادم، وبإمكاني أن أقول إن اللغة الألمانية لا تملك المفردات الكافية للتعبير عن الدمار الذي حصل. لكني رأيت تضامن الناس مع بعض وتكاتفهم ومساعدتهم للمحتاجين".
وفي ولاية راينلاند-بفالتز وحدها، أعلنت الشرطة في بيان مقتل 110 أشخاص، مقابل 98 قتيلا وفق الحصيلة السابقة.
وأوردت الشرطة في البيان: "يُخشى أن يتم إحصاء المزيد من الضحايا"، مشيرة إلى إصابة ما لا يقل عن 670 شخصا بجروح في الولاية.
وقضى شخص جراء الفيضانات في بافاريا في جنوب ألمانيا على الحدود النمساوية، حيث انهمرت كذلك أمطار غزيرة السبت.
وفي النمسا تمت تعبئة فرق الإطفاء في منطقتي سالزبورغ وتيرول، فيما غمرت المياه المدينة القديمة في هالين.
وكتب رئيس الوزراء سيباستيان كورتز في تغريدة: "تتسبب أمطار غزيرة وعواصف للأسف بأضرار جسيمة في عدة مناطق من النمسا".
وأخيرا إلى الشرق على الحدود بين ألمانيا والجمهورية التشيكية، ارتفع مستوى المياه في منطقة ساكسن مساء السبت، ما تسبب بأضرار.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن كوارث الطقس القاسية في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية أثبتت حقيقتين أساسيتين هما: العالم ليس مستعدا لإبطاء تغير المناخ، ولا التعايش معه.
وتأتي هذه الأحداث قبل بضعة أشهر من مفاوضات المناخ التي تقودها الأمم المتحدة في غلاسكو في تشرين الثاني/ نوفمبر، وهي لحظة فعالة لتقدير ما إذا كانت دول العالم ستكون قادرة على الاتفاق على طرق لكبح الانبعاثات بما يكفي لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.
موجة حر في كندا
وارتفعت حصيلة الوفيات جراء موجة الحر الشديد التي تضرب المناطق الغربية من كندا، إلى 808.
جاء ذلك بحسب بيان صادر، السبت، عن معهد الطب الشرعي في مقاطعة كولومبيا البريطانية بكندا.
وأوضح البيان أن عدد الذين فقدوا أرواحهم بسبب موجة الحر التي ضربت المقاطعة، ارتفع من 719 وهي الحصيلة السابقة إلى 808، في الفترة بين 25 يونيو/ حزيران الماضي، ومطلع يوليو/ تموز الجاري.
وأشار إلى أن أعلى درجة حرارة تم تسجيلها حتى الآن بلغت 46.9 درجة مئوية.
وتتعرض الأجزاء الغربية من كندا والولايات المتحدة الأمريكية إلى موجة حر تاريخية وقياسية وشديدة لم تشهدها تلك المناطق ذات المناخ الجبلي والمحيطي البارد منذ بدء التسجيلات المناخية.
تأتي أحداث هذا الصيف بعد عقود من إهمال العلم. كان تقرير علمي شامل في عام 2018 حذر من أن الفشل في الحفاظ على متوسط درجة الحرارة العالمية من الارتفاع فوق 1.5 درجة مئوية، مقارنة ببداية العصر الصناعي يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية، من غمر المدن الساحلية إلى تدمير المحاصيل في أجزاء مختلفة من العالم.
وقدم التقرير لقادة العالم طريقًا عمليا، وإن كان ضيقا، للخروج من الفوضى. لقد تطلب الأمر من العالم ككل خفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030. ومنذ ذلك الحين، استمرت الانبعاثات العالمية في الارتفاع، إلى درجة أن متوسط درجة الحرارة العالمية زاد بأكثر من درجة واحدة مئوية (حوالي درجتين فهرنهايت) منذ عام 1880، ما أدى إلى تضييق نطاق مسار للحفاظ على الزيادة دون عتبة 1.5 درجة مئوية.
وقال ريتشارد بيتس، عالم المناخ في مكتب الأرصاد الجوية في بريطانيا: "علينا التكيف مع التغيير الذي أدخلناه بالفعل في النظام وكذلك تجنب المزيد من التغيير من خلال تقليل انبعاثاتنا، عن طريق الحد من تأثيرنا على المناخ".