أبازيد فنان سوري يعيد استخدام الكرتون وأعواد الخشب لمجسمات فنية!

أبازيد فنان سوري يعيد استخدام الكرتون وأعواد الخشب لمجسمات فنية!

رمزي أبازيد، فنان سوري قَدم إلى الأردن في كانون الثَّاني من العام 2012، استطاع إعادة استخدام الكرتون والأعواد الخشبية لصنع مجسمات، حيث استثمر الكرتون لبناء هيكل المجسم ومن ثم إكسائها بأعواد الثقاب لتعطيها جمالية وشكلا مختلفا عن باقي الأعمال الفنية.

 

 

ويشير أبازيد (43 عاما) إلى أن إعادة الاستخدام قللت من التكلفة وأعطته دافعاً معنوياً للعمل لشعوره بالمساهمة في الحفاظ على البيئة رغم أنه لم يستخدم الكثير من المواد التي يلجئ البعض لإتلافها ورميها كقمامة، لكنه يعتبر ذلك ثقافة يجب على الجميع العمل بها.

 

 

تلك الموهبة شكلت لديه حافزا إضافيا ليخرج بأعمال فنية تحتاج الوقت والصبر لإنجازها، والتي صنعها يدويا من إعادة استخدام مواد أصبحت تالفة بنظر من استهلكها، ويحقق دخلا مستقلا يسد به احتياجاته الأساسية.

 

ويستخدم أبازيد، الذي أُصيب بضمور في العضلات أدى إلى فقدانه الحركة باطرافه السفلية وصعوبة الحركة بالأطراف العلوية، أدوات بسيطة في صناعة المجسمات ومتاحة في المنزل، ويعتمد على إعادة استخدام الكرتون وأعواد البوظة التي يجدها في الشارع ويعيد تنظيفها وكأنها لم تستخدم من قبل.

 

ويستغرق عمل أي مجسم عدة أشهر من العمل المتواصل وآلاف أعواد الثقاب، حيث يبدأ بتصميم الهيكل ومن ثمَّ إلصاق أعواد الكبريت عليه بشكل هندسي ليعطيه شكلاً فنيا مختلفا، وهو ما يحتاج ساعات عمل طويلة وصبر، إلا أن ما يزيد من الصعوبات في عمله آلية التسويق لبيع ما ينتجه.

 

ويقول أبازيد أن أول عمل كان الجامع العمري القريب من بيته في مدينته درعا، وبعدها بدأ بصنع مجسمات ترمز إلى المحافظات السورية، التي أثارت إعجاب الكثيرين وهو أعطاه حافزاً لصنع المزيد من الأعمال الأخرى كالتحف وعلب الهدايا، حيث أتاحت له المشاركة في عدة معارض في الأردن، لكنه يعتزم في الأيام القادمة البدء بتصميم مجسم لكنيسة.

 

ويأمل أبازيد، متزوج ولديه طفلين، بأن تتيح له المنصات الإلكترونية المخصصة لتسويق الأعمال اليدوية من بيع المزيد من المجسمات ليتمكن من مواصلة عمله.
كما ويسعى إلى تأمين مكان لتدريب الآخرين وخاصة من ذوي الإعاقة على هذه الحرفة التي اكتشفها من تلقاء نفسه وطورها على مدار سبع سنوات من العمل من خلال تلافي الأخطاء وتصحيحها في كل مجسم جديد يقوم بصنعه، بعد ما لجأ إليه عدد من طلاب الهندسة المعمارية في الجامعات الأردنية لتصميم مشاريعهم.
ويرى الخبير الاقتصادي والاجتماعي حسام عايش أن الكثير مما يعتبر مخلفات ونفايات يعاد استخدامه بطرق تعوض كلفة التخلص منه، وأن هذه الأفكار يمكن أن تتحول من مجرد مشاريع صغيرة إلى مشاريع كبيرة تساهم في إعادة تشكيل البيئة.
ويضيف أن هذه الأفكار ستساهم في إعادة تشكيل البيئة الاقتصادية والاجتماعية بشكل يسمح بالالتفات إلى التفاصيل الصغيرة التي قد تحدث فرقا عند التعامل معها بحيث تساعد في الحصول على فوائد اقتصادية والتخلص من النفايات بطرق مبتكرة وجديدة عوضا عن تحويلها إلى مجرد نفايات لا يستفيد أحد منها.

 

بدوره، قال الناطق الإعلامي باسم وزارة البيئة عيسى الشبول، إن الوزارة تشجع المبادرات الفردية لإعادة الاستخدام والتخلص من النفايات لدورها في تحسين الواقع البيئي والحد من عمليات التلوث الناجمة عن المخلفات والاستفادة منها، وإن الوزارة تنفذ معارض للمنتجات المصنوعة من إعادة الاستخدام.

 

وأوضح أن مشاريع إعادة الاستخدام في المنازل لا تتطلب وجود تراخيص من وزارة البيئة، في حين أن الأنشطة الكبرى تستلزم الحصول على الموافقات من الوزارة.
وأضاف الشبول أنه لا يوجد إحصائيات ولا دراسات للمبادرات الفردية لإعادة الاستخدام، مؤكدا أن الوزارة تؤيد هذه المبادرات التي تساهم بتعزيز هذه الثقافة وتنميتها للحد من تلوث البيئة.

 

هذا وأُطلقت منصة "سوق فن" في شهر تموز 2018 تحت رعاية وزارة السياحة والآثار، حيث تتيح المنصة للعاملين والعاملات في صناعة الحرف اليدوية والمشغولات الفنية والمنتجات المحلية المصنوعة يدويا فرصة تسويق منتجاتهم المختلفة للباحثين عنها وبيعها، وبالتالي زيادة مبيعاتهم وإيجاد دخل جديد لهم ولأسرهم.

أضف تعليقك