يعتبر الأردن أحد أهم مناطق الجذب السياحي في الشرق الأوسط ويعود ذلك إلى الأهمية الدينية والتاريخية حيث تعتبر السياحة الدينية في الأردن من أهم أركان السياحة بكافة اشكالها، ويزور الأردن سنويا مئات الالاف من المسيحيين في العالم لأداء شعائر دينية من حج أو زيارة المواقع المسيحية المقدسة وغيرها إلا أن العديد يرى أن هذه الأرقام لاتزال متواضعة مقابل حجم وأهمية الأماكن الدينية في الأردن.
وتعد سياحة الاقباط من أهم وأكثرها انتشارا في الأردن، أبانوب روبيل وهو قبطي مصري تحدث لـ “ملح الارض” عن سياحة الأقباط في الأردن ” يعتبر الأردن أحد أهم الوجهات السياحية بالنسبة لنا وتحديداً السياحة التي تقع تحت بند السياحة الدينية لأن الأردن تعد المكان المثالي لإحياء المراحل المختلفة في الكتاب المقدس من خلال الصلاة والتأمل، وغير ذلك الأردن تضم العديد من مواقع الحج المسيحي التي تكون مقصد أساسي للأقباط”.
وتابع روبيل “رغم كل هذه الأهمية إلا أنه ومن وجهة نظري هناك بعض المواقع التي لم تحصل على ترويج كافي لجذب السياح الأقباط وأغلب البرامج السياحية لا تضم سوى جبل نيبو والمغطس أما باقي المواقع السياحية المسيحية نادر ما ندر أن يكون هناك برنامج سياحي يضم زيارتهم مثل كنيسة قطع رأس يوحنا المعمدان وغيرها”.
غابريال أبو مينا غابريال وهو مصري مقيم في الأردن تحدث لـ “ملح الارض” يجب استقطاب الأقباط للقيام في السياحة والحج المسيحي تحديداً في ظل الظروف الراهنة بسبب الامتناع من قبل الأقباط عن زيارة القدس والأراضي المحتلة بسبب موقف إسرائيل المتحيز مع الكنيسة الأثيوبية، لهذا السبب تحديداً يمكن استقطاب عدد أكبر من الأقباط للأردن”.
وأشار غابريال لـ “ملح الارض” في مصر يوجد 41 محافظة لكل محافظة مطران مسؤول عنها ينوب عن قداسة البابا، لماذا لا نوجه دعوات إلى هولاء الرؤساء على الأقل خمسة رؤساء لزيارة الأردن تحت أشراف هيئة حكومية أو شركات خاصة لزيارة الأماكن المقدسة وعند العودة إلى مصر يقوم بالإعلان عن زيارته ومن هنا يبدأون الحجاج بزيارة الاردن؟.
ابو مينا غابريال
وعن تكلفة زيارة الأقباط لأردن تحدث ابو مينا غابريال لـ “ملح الارض“”لضبط التكلفة من الممكن أن يكون السفر عن طريق العقبة بالبحر وليس بالجو والمبيت يكون في فنادق بسيطة لكي يتمكن الجميع ومن جميع الطبقات الحج وزيارة الأردن بحيث تصل التكلفة للعامل الواحد ٣٠٠ دولار تقريباً وأقل عدد من الأقباط الذي سوف يزور الأردن سنوياً سوف يكون مليون قبطي تقريباً وعند الحساب لكل قبطي ٣٠٠ دولار كأدنى حد لن يكون المبلغ بسيط وسوف يؤثر بشكل إيجابي وملحوظ على أقتصاد البلاد، ويمكن عن طريق مكاتب السفر القيام بعدة برامج وبأكثر من تكلفة حسب مقدرة الشخص المادية والتغيرات تكون بسيطة مثل طريقة السفر بحراً أو جواً، ومكان الإقامة وغيرهما، وهذه البرامج تكون لعدة أيام على الأقل ثلاثة أيام ويمكن ايضاً من الحجاج أن يزورو العقبة والبتراء وليس فقط سياحة دينية لقرب المسافة بينهم، ويمكن تنسيق البرنامح كالتالي أول يوم زيارة البتراء والعقبة، اليوم الثاني زيارة المغطس والبحر الميت، اليوم الثالث زيارة مأدبا لوجود العديد من أماكن السياحة الدينية فيها مثل جبل نيبو وكنيسة قطع رأس يوحنا المعمدان وغيرها وهذا مجرد إقتراح”.
وكانت سياحة الاقباط المصريين قد بدأت تتوافد على مادبا بموجب اتفاقيات مسبقة وبرامج سياحية اعدتها مكاتب سياحية اردنية بالتنسيق مع وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة وجمعية تطوير وحماية اثار وسياحة مادبا عام 2016 إلا أن الأعداد لم تشهد أي تزايد طوال السنوات الماضية حسب مكاتب سياحة أكدت تدني الأرقام وتراجعها بشكل ملحوظ.
العماد في نهر الاردن -المغطس
ويعتبر منطقة الاغوار ومادبا و البحر الميت من أهم المناطق المفضلة لكثير من المسيحيين، كما أنه المكان الذي أُثاب فيه النبي يعقوب على إيمانه، بالإضافة إلى أنه شهد تعميد يسوع بيد يوحنا المعمدان. إضافى إلى جبل نيبو وقلعة مكاورالتي تتمتع بأهمية دينية كبيرة، حيث أشارت العديد من المصادر الدينية إلى أن يوحنا المعمدان قم تم سجنه في القلعة، ثم قُطع رأسه من قبل الملك هيرودس، وأشارت بعض الروايات إلى أن رأس يوحنا المعمدان، قد تم نقلها إلى دمشق حيث تم دفنه في مكان ضمن الجامع الأموي.
وكان الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، زار في العام الماضي المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية القبطية الأرثوذكسية، بالعاصمة المصرية القاهرة، والتقى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداسة البابا تواضروس الثاني. متحدثا عن المعالم السياحية الدينية المتنوعة في المملكة، مثل أماكن الحج المسيحي، خصوصا موقع المغطس، الذي يحظى بمكانة دينية رفيعة لدى جميع أبناء الكنائس المسيحية، معربا عن تطلع الأردن لتعزيز زيارة الحجاج الأقباط إلى هذه الأماكن.
جبل نيبو
كنيسة قطع رأس يوحنا المعمدان