تعارف، طُلبة، جاهة وعباءة العروس.. عادات متوارثه للزواج مع اختلاف شكلها
تُعد طُلبة العروس واحدة من أشهر العادات والتقاليد الأردنية، يحضر فيها أهل العريس بصحبة عائلته، وقد يحضر معهم كبار عشيرتهم، لطلب يد العروس بحضور أهلها وأقاربها، وتختلف عادات الطلبة حسب العائلة أو العشيرة، وقد تقتصر على حضور أهل العروسين أو بعدد أكبر من المعازيم.
ومن أبرز هذه العادات تقديم أهل العروس القهوة للضيوف من أهل العريس، لكنها لا تُشرب إلا عندما يبدأ شخص موكل من طرف العريس بطلب يد العروس، ليرد عليه الشخص الموكل من جهة العروس، وقوله “اشربوا قهوتكم ونتشرف في نسبكم”. لتعم بعدها الفرحة على أهل العروسين، وتملأ بيوتهم بالزغاريد، لإعلان ارتباط العرسان.
يقول أشرف أيوب من محافظة عجلون لـ ملح الارض عن تفاصيل طلبته على عروسته” بالنسبة إلي أخدت بنت عمي، فكانت تفاصيل الطلبة قريبة علي، مثلا احنا كنا نروح عند بيت عمي أبو العروس ونحكي بتفاصيل الطلبة والتكاليف، ومرة ثانية بيت عمي يكونوا عنا وهيك”.
وعن الأمور الواجب الاتفاق بينها قبل موعد الطلبة يقول أشرف” أنا وخطيبتي اتفقنا على إنه احنا صرنا عيلة وحدة، وأهلي همه أهلها، وأهلها همه اهلي، وواجب علينا احترامهم وتقديرهم، ونكون سوا عالحلوة والمرة”.
الراعي البرونزي
أما ما بعد الطلبة، بدأ أشرف وعروسته التحضير لحفل الخطوبة، وبينما هما مشغولين بشراء فستان الخطوبة والذهب، كانت عائلتيهما تقومان بالاهتمام بالتفاصيل الأخرى، مثل تجهيز مزرعتهم لإقامة الحفل، وتزيينها، وشراء الورود، بالإضافة لشراء الأكل ودعوة المعازيم.
تكلل العروسين بالنصف إكليل في حفل الخطوبة، وباركهما الخوري، وأوصاهما بالحفاظ على نفسيهما، وبناء شجرة محبة تشمل عائلتيهما.
وتبعا للعادات الأردنية فإن تكاليف العرس يقوم بها العريس، هذا ما أكده أشرف لـ ملح الارض ، أنه هو من اهتم بكامل تكاليف العرس، من ألفه إلى يائه.
تختلف تفاصيل طلبة روكسانا عن طلبة أشرف، فتقول لـ ملح الارض إن في طلبتها لم يحضر معازيم سوا أهل العروسين وكان رأس مالها فنجان القهوة، وتضمنت طلب يد العروس فقط.
بعد تعرّف العروسين على بعضهما البعض، وإبداء العروس موافقتها على الزواج من العريس، يقوموا بعدها بالتخطيط للطلبة معا، تقول روكسانا لـ ملح الارض هناك أمورا يجب معرفتها قبل يوم الطلبة، مثل تعرف العائلتين على عادات وتقاليد كل منهما، ليترتب عليهم لاحقا مراعاتها.
الراعي البرونزي
التخطيط للطلبة يتم باتفاق العروسين بناء على موافقة العروس، تقول روكسانا، موضحة أن طلبتها جاءت منفصلة عن الجاهة الكبيرة، التي تتم بحضور عدد أكبر من الناس.
وبالنسبة لتقاليد عائلتها تقول روكسانا لـ ملح الارض إن أهم العادات لديهم هي عباءة العم، أو عباءة الخال، بإعطاء العريس مبلغا من المال لعم العروس أو خالها، ثم يزيد عليه مبلغا مماثل ، ويتم إعطائه للعروس لاحقا.
وهناك تفاصيل أخرى في تقليد عباءة العم أو الخال، وهي وضع على العروس عند خروجها من المنزل، وتعتبر هذه العباءة بمثابة وجاهه للعروس، وتعبر عن رضا الخال أو العم عن الزواج.
وعند سؤال روكسانا كبار عائلتها عن عاداتهم في طلبة العروس، أو الجاهة، أوضحوا لـ ملح الارض أن الطلبة تكون كموافقة أولية من العروس على الزواج من العريس، ثم تأتي الجاهة بحضور عدد لا يقل عن عشرين شخصا، لطلبة يد العروس مرة أخرى أمام الجميع ليكون الإشهار بالزواج.
تؤكد روكسانا ما قاله أشرف بأن الجاهة عادة ما تكون مرتبطة بالخطوبة، ويأتي الخوري ليكلل العروسين ويصلي عليهما.
يشترك زياد مع ركوسانا وأشرف بتجربة الطلبة، وإن اختلفوا في آليتها، يقول زياد لـ ملح الارض إن طلبته كانت عام 2020، في ظل جائحة كورونا، مقتصرة على أهل العروسين فقط، لافتا أن الطلبة عادة ما تأتي قبل حفلة الخطوبة، لكنها تعاد مرة أخرى في يوم الحفل.
يشير زياد إلى أن التخطيط للطلبة يبدأ من عند موافقة العروسين على الزواج من بعضهما البعض، لتبدأ لاحقا التنسيقات من خلال أهل العروسين” بالبداية بزور العريس بيت العروس لحاله للتعرف على أمها، ويلحقها زيارة ثانية لمقابلة والد العروس، ليخبره إنه بده ياها بشكل رسمي”، بالإضافة لزيارات أخرى من قبل أهل العروسين لبعضهما البعض، لتتم الإجراءات الرسمية.
أما عن تكاليف الطلبة يوضح أن أهل العروس يقومون بإعداد طعام العشاء للضيوف، وأهل العريس يقدمون هدية معهم قد تحتوي على ورود أو شكلاته.