كان يجلس في بيت والده فواز عودة الشرايحة الواقع بالقرب من مجمع جبر في العاصمة الأردنية ويناقش الأمور السياسية بنفس الشغف التي تعودنا عليه منه منذ أن هاجر إلى كندا قبل أكثر من عقد.
يقول فادي الشرايحة “أنا هاجرت لكندا منذ 13 عاما وما أحبه في كندا هو تعددها وأهمية قيم الديمقراطية فيها” ولكن فادي يؤكد أن السنوات الثلاث عشر الماضية لم تكن سهلة رغم أنه لم تمض سنة إلا وزار الأردن والمنطقة أكثر من مرة للقيام بدورات في التدريب المهني. ويحذر شرايحة من خطورة الهجرة العشوائية والتي تتم دون سبب حقيقي ودون خطة مدروسة. “أجد نفسي مضطرا أن أنبه الجميع أن الهجرة لا تمثل حلا سريا لكل المشاكل فمعاناة المهاجر ما يفهما إلا المهاجر“.
يقول فادي شرايحة إن الوضع” رهيب للمهاجرين “حيث يصبحون مجرد رقم ما في شعور بأنك جزء من مجتمع وفي غياب رهيب لموضوع جذور الإنسان المجتمعية و” بعدين الطقس بارد جدا جدا في كندا “. ينصح فادي من يفكر بالهجرة أن يفكر مطولا ويضع خطة” ما تروح إذا ما وضعت خطة مدروسة لهدف الهجرة ولكيفية تعاملانك مع التحديات التي ستوجهها “. يقول إنه يعرف عشرات المهاجرين من حاملي شهادات الدكتورة من بلادهم ويعملون كسائق تطبيق اوبر بسبب عدم معادلة شهاداتهم.” أكيد هناك عنصرية ولو غير مصرح عنها ونحن كأشخاص من أصول غير بيضاء نحارب لمأسسة محاربة تلك العنصرية “.
قبل خمس سنوات وبعد أن وضع جذوره الجديدة في مدينة اونتاريوا الكندية قرر الانضمام لحزب المحافظين“ حتى يكون لي ارتباط بما يحدث بالبلد اللي اخترتها وحتى ما أكون رقما كما يحدث ما العديد من أحبائنا المهاجرين”.
تدرج في العمل الحزبي حيث تم انتخابه مؤخرا ليصبح- ابن قرية الحمود في محافظة الكرك- عضوا في اللجنة العليا للحزب المحافظين في ولاية أونتاريو “. وقد اختار لجنة السياسات لكي يكون له تأثير في سياسات الحزب. من المتوقع عقد انتخابات برلمانية في اخر العام الحالي ويعبر فادي بتفاؤل عن قدرة الحزب كسب الانتخابات وانتقال الحزب من المعارضة للحكم.
الحكومة الكندية الحالية التي يترأسها جاستن ترودو هي حكومة ائتلافية تتشكل من الأقلية في مجلس النواب لكنها وصلت للحكم نتيحه ثقة الأغلبية بسبب تحالفات مع عدد من الأحزاب حيث تعتبر حكومة ترودو ممثله أو مؤيده من أربعة أحزاب منهم حزب الخضر والليبراليين وحزب الديمقراطيين الجدد.
يقول فادي شرايحة “ما أحبه في حزبنا هو تمسكه بقيم متأصلة من الإيمان المسيحي وخاصة الاهتمام بقيم العائلة وضرورة تجنب إدخال أطفالنا في النقاشات حول الجنس والميول الجنسية للأطفال منذ سنوات أولية في المدارس وأعتقد أن مبادئنا الاجتماعية جذابة للاجئين وخاصة من لهم تمسك بالأمور الإيمانية كان ذلك مسيحيا أو مسلما أو هندوسيا حيث هناك شبه تفاهم بيننا حول الأمور الاجتماعية القيمية. “المبادئ التي يلتزم بها حزبنا هي قيم العائلة والاقتصاد الحر ومعارضة ضريبة الكربون المتعلقة بالبيئة”.
فادي الشرايحة مع رئيس حزب المحافظين وزوجته
هناك أعداد كبيرة من المسيحيين العرب في كندا ولهم كنائس ممتدة في كافة أنحاء كندا ووضع الكنائس ممتاز ولن القيم الاجتماعية في المجتمع الكندي يشكل صعوبات للعائلات من أصول شرق أوسطية وغيرها من اللاجئين والنازحين أغلبية العرب المسيحيين في كندا مصريين من طائفة الأقباط يليهم عراقيون وفلسطينيون وأردنيون.
وردا على سؤال ل ملح الأرض حول موقف رئيس حزب المحافظين من نقل السفارة الكندية للقدس يقول فادي شرايحة “هذا أمر مزعج وغالبية أعضاء الحزب معارضين للفكرة. برنامجنا يدعم حل الدولتين ونحن مع دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية بجانب إسرائيل أمنه وأعتقد أن ما قاله البعض بخصوص القدس هو للاستخدام الانتخابي ولم يتم التصويت داخل الحزب أو ضمن اللجان السياسية (وأنا فيها عن ولايتي) حول موضوع القدس.
فادي الشرايحة مع العائلة في كندا
وهل لك توقعات أن تصبح عضو برلمان كندي أو حتى أول وزير عربي؟
لا أعتقد أنني سأصبح أول وزير عربي، ربما أول وزير من أصول أردنية، ولكن الآن عندنا وزير نقل عمر الغبرا من أصول سوري وصل لكندا عندما كان يبلغ من العمر تسعة عشر عاما والآن أصبح وزيرا. كما هناك ووزير هجرة أصله لاجئ من الصومال.