يوم الاختبار العظيم

يوم الاختبار العظيم
الرابط المختصر

اليوم ، ستتاح للأردنيين جميعاً ، الفرصة لاختبار جميع الفرضيات والرهانات...الوعود والتعهدات...التوقعات والتخرصات...الأرقام والإحصائيات...الظواهر المحدثة وآخر التطورات....دفعة واحدة سنكون جميعنا على محك واحد ، وسيكون بمقدورنا أن نتحدث بصيغة الفعل الماضي ، دون الإكثار من اللجوء إلى السين وسوف.

كل الوعود الحكومية بيوم انتخابي نظيف ، نزيه وشفاف ، ستُختبر دفعة واحدة ، وعلى مرأى ومسمع من ثلاثة آلاف مراقب محلي وعربي ودولي ، انتشروا في مختلف أرجاء المملكة ، يحصون أنفاس العملية الانتخابية الأولى التي تخضع للرقابة عملياً ، والأهم أنها ستختبر على مرأى ومسمع أزيد من ستة ملايين أردني باتوا أقل استعداداً للتسامح مع أية محاولة لتزوير إرادتهم السياسية.

اليوم ، سيحسم الجدل حول نسب الاقتراع أيضا ، وسنعرف أيهما أصدق أنباء من صناديق الاقتراع ، توقعات المعارضة المتشائمة ، أو تقديرات الحكومة المتفائلة ، أم أرقام الاستطلاعات المتكاثرة والمتناثرة هنا وهناك. هل كانت أرقامها ونسبها المئوية دقيقة أو قريبة من الدقة؟؟

اليوم ، ستُختبر ثقة الأردنيين بالعملية الانتخابية ، بل وبمسار الإصلاح السياسي بمجمله ، ستُمتحن ثقتهم ببرلمانهم من حيث دوره وصورته وموقعه في نظامهم السياسي ، اليوم سنرى كيف ستتوزع الاتجاهات التصويتية عند الأردنيين ، وأي برلمان سيأتون به ، اليوم ستختبر للمرة الخامسة على التوالي ، مفاعيل الصوت الواحد للناخب الواحد ، وسيكون بمقدورنا أن نقرر ما إذا كنا سنمضي في تجريب المجرب أم أننا سنجرؤ على تغيير المسار وإحداث الانعطافة في قادمات الأيام والانتخابات.

اليوم ، سنتعرّف نحن ، ويتعرّف العالم من خلالنا ، على مزايا وعيوب الدوائر الوهمية فنحن نأمل أن نشاهد تمريناً بالذخيرة الحية عن أثر هذه الدوائر الافتراضية وفضلها ، وأن نفهم مرامي وأبعاد هذه الخطوة.

اليوم ، ستتاح لنا الفرصة لقياس أوزان وأحجام الأحزاب السياسية ، من شارك منها ومن قاطع الانتخابات ، سنتعرف على أوزان التيارات التصويتية ، وما إذا كانت تمتلك قوة تمثيلية أم أن مشاركتها في الانتخابات ليست سوى فعل من أفعال التبشير ، اليوم سيكون بمقدرونا أن نفرز الحزبي ـ السياسي عن العشائري ـ الحمائلي ، في قوائم الأحزاب وكتلهم التصويتية ، اليوم سيكون بمقدورنا أن نواجه الإدعاءات بالحقائق والأرقام.

اليوم ، سنتعرف على حجم التحول في نظرة المجتمع للمرأة ، وفي نظرة المرأة للمرأة ، بعد كل هذه البرامج المكثفة من التوعية والتدريب والتأهيل ، اليوم سنتخبر الكوتا النسائية في حلتها الجديدة ، وسنعرف ما إذا كانت تخدم تمثيل المرأة فعلاً ، أم أنها خرجت عن مراميها ، وباتت وسيلة لتمثيل العشائر والحمائل صغيرة العدد ، والتي يتعذر عليها إرسال ممثلين عنها للعبدلي في ظل هينة العشائر كثيرة العدد والتعداد.

اليوم ، ستتاح لنا فرصة البحث والتمحيص والتنقيب في الجداول والأرقام ، التي نأمل أن تنشر ، وأن تنشر جميعها ، وأن تنشر في الوقت المناسب والشكل المناسب الذي يمكن من استخدامها ، فما حصل في 2007 من حجب وتأخير في نشر المعلومات عن كافة المرشحين ، وكافة الصناديق ومراكز الفرز ، أمرّ لا يمكن تبريره ، ونأمل ألا يتكرر الآن أو في أي انتخابات قادمة ، فشفافية الانتخابات لا تكتمل إلى بالنشر الشفاف لكل المعلومات المتصلة بها وهذا ما ننتظره بفارغ الصبر.

span style=color: #ff0000;الدستور/span

أضف تعليقك