وزراء "التويتر"
جيل جديد من الوزراء يتحدث "العربيزية" وينشد الاصلاح في الفضاء.
على خطى المشاهير في عالم السياسة والفن والرياضة انضم عدد من الوزراء الى موقع التواصل الالكتروني الاحدث "تويتر" وتبعهم في وقت لاحق رئيس الوزراء سمير الرفاعي الذي اعلن منذ ايام عن انشاء حساب على الموقع يستطيع المشترك ان يطلع من خلاله على اخبار الرفاعي الشخصية وانطباعاته عن لقاءاته العامة وزياراته الميدانية. لكن الرئيس وبسبب مشاغله الكثيرة لا يملك الوقت الكافي للتواصل مع المشتركين او اكتساب اصدقاء جدد بعكس وزرائه الشبان الذين يمضون ساعات اطول. في تقرير لموقع عمان نت الالكتروني يقول احد وزراء "التويتر" انه يقضي ساعات طويلة في الفترتين الصباحية والمسائية في التواصل مع الاصدقاء "الافتراضيين" وعرض ما يراه مناسبا من اخبار وتعليقات على موقعه.
ويميل عدد من الوزراء وفق التقرير المذكور وملاحظة مشتركين في الموقع الى استخدام لغة مهجنة في الكتابة والمعروفة في اوساط الشباب "بالعربيزي" حيث تكتب الكلمة العربية - "عامية في العادة" - بأحرف انجليزية. ويمكن للمتصفح ان يشاهد صورا لوزراء وهم يمرحون مع اقرانهم الشبان وقد بدا احدهم في غاية الفرح والسرور وهو يبلغ اصدقاءه على الموقع انه اصبح منذ اليوم "موظفا حكوميا" وذلك بعد تعيينه وزيرا في الحكومة, ويعكس التوصيف جهلاً عجيباً في الفرق بين طبيعة عمل الوزير والموظف.
وزراء "التويتر" جلهم من الشباب كما قلت ومن غير المتوقع ان يحاول وزراء مثل نايف القاضي او رجائي المعشر تقليدهم نظرا للتباين الكبير في رؤية ابناء هذا الجيل لدور الوزير ومكانته في المجتمع.
"التويتر" و"الفيس بوك" باتت من اكثر وسائل التواصل الالكتروني جذبا للجمهور خاصة الشباب ويصل عدد المشتركين الاردنيين فيها المليون ويمكن توظيفها من طرف الحكومات والمسؤولين لتعزيز التواصل مع المواطنين وتبادل الآراء معهم في الامور العامة وليس لمجرد الدردشة وكسب الاصدقاء. ويتذكر الجميع كيف نجح الرئيس الامريكي باراك اوباما في تسخير هذه الوسائل للتواصل مع ملايين الامريكيين اثناء حملته الانتخابية, لكن التواصل الالكتروني لم يكن على حساب الزيارات الميدانية واللقاءات الشخصية المباشرة التي اجراها مع ناخبيه.
وربما تكون هذه المواقع مناسبة للفنانين والرياضيين فهي توفر فرصة مميزة لعشاقهم للتواصل معهم وسماع اخبارهم الشخصية اولا بأول. اما بالنسبة للسياسيين - "على افتراض ان الوزراء عندنا سياسيون - فالأمر مختلف قليلا فهم على المستوى الشخصي ليسوا نجوما في المجتمع ولم يتبوأوا مواقع المسؤولية بعد حملات انتخابية مضنية والوزراء الشبان منهم على وجه التحديد اشخاص مجهولون بالنسبة للاغلبية الساحقة من المواطنين.
لكن هذا الجيل من شبان التويتر شغوف بالعوالم الافتراضية اذا لم يسبق له ان خاض تجربة العمل العام والتواصل المباشر مع الجمهور.
ومن شدة ولعه بالفضاء الالكتروني يعتقد بأن المجتمعات يمكن ان تدار بكبسة "فأر" الكمبيوتر وان الاصلاح والتطوير مشروع يسبح في فضاء "التويتر" لا على الارض ووسط الناس.
العرب اليوم