وجههم الحقيقي

وجههم الحقيقي
الرابط المختصر

p dir=RTLالوجه الحقيقي والعقلية العرفية اللذان تخفيهما وجوه المسؤولين المبتسمة، كشفتها الرسالة التي تبادلها رئيسا الحكومة فايز الطراونة ومجلس النواب عبدالكريم الدغمي./p
p dir=RTLرئيس الوزراء كتب بالحرف: فعلا أفندي، الله خلقهم وكسر القالب، وإحنا حرس قديم وعفا عنا الزمن والدهر، والتطاول وصل سدة الحكم، فأي منقلب ينقلبون./p
p dir=RTLالورقة الصغيرة عبرت كثيرا عن الحالة التي نعيشها، وكيف يفكر أولو الأمر بأحوالنا وشؤوننا./p
p dir=RTLفالعبارات على قصرها، تعبر عن العقلية المحافظة المسيطرة على السلطات لدينا، والحوار القصير كشف عن النوايا والشعور الحقيقيين من قبل المسؤولين في البلد حيال مطالب الإصلاح./p
p dir=RTLفي رد رئيس الحكومة نظرة دونية للآخر. والآخر ليس إلا نائبا في البرلمان، ووزيرا سابقا، أي جزءا من السلطات التي يمثلها الرجلان./p
p dir=RTLفإذا كان هذا تفكيرهما بنائب حالي ووزير سابق، فكيف هي النظرة إلى المعارضة الحقيقية، التقليدية والحديثة؟!/p
p dir=RTLما جرى عكس حالة من التوحد بين سلطتين يجب أن تكونا متضادتين وفقا لطبيعة الأشياء والمهام؛ فالتشريعية مسؤولة عن الرقابة على التنفيذية بحسب ما ينص الدستور، والأخيرة منوط بها خدمة المجتمع ومتابعة شؤونه وقضاياه./p
p dir=RTLمنسوب الاستفزاز الذي تركته المعاني المخبأة بين ثنايا السطور مرتفع، وردود الأفعال التي تبعت الرسالة من المراقبين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، تكشف حجم الخيبة التي شعر بها الأردنيون بعد أن اقتنصت عدسة صحيفة العرب اليوم رسالة الرئيسين./p
p dir=RTLوما أوصل المسؤولين إلى حد التهكم على الآخر، ليس إلا الوضع السياسي الذي نعيشه، وتلك العقلية القديمة ما تزال تظن أنها الوحيدة الأقدر على تولي أمر الناس، فهذه تركة ورثوها عن أجداد، ولهم الحق في الاحتفاظ بها لهم ولأولادهم من بعدهم./p
p dir=RTLما تشي به الكلمات التي لم تكتب في الرسالة هو أن الثقة المتبادلة بين السلطتين تفوق كل التوقعات، بل وأعلى بكثير من تلك الثقة التي يحصدونها من الشارع، ما يؤكد قناعات المجتمع حيال حكوماته ومجالسه النيابية، ويثبت من جديد أن مسرحيات نيل الثقة التي قدمها مجلس النواب الحالي لأربع حكومات، خلال عام واحد، ليست إلا استعراضا مكشوفا./p
p dir=RTLونكتشف أيضا أن الحديث عن حكومة تمثل الأغلبية النيابية وتلك المنتخبة تدعو إلى التهكم والسخرية. وللجميع أن يتخيل مقدار إيمان المسؤولين بالرأي الآخر المختلف عن قناعاتهم وسياساتهم، وغير المؤمن برؤيتهم التي أوصلتنا إلى كل هذا الخراب الذي نحياه اليوم./p
p dir=RTLالرسالة بسطورها وكلماتها القليلة إنما تعري النوايا العميقة لدى السلطتين التنفيذية والتشريعية حيال ملف الإصلاح السياسي، ما يضعف الآمال بإمكانية تحقيق منجز كبير في هذا السياق، خصوصا ما يتعلق بقانون الانتخاب الموجود اليوم بين أيدي النواب، وهو الذي سيكون بحق نصرا أو انتكاسة للإصلاح؛ فدعونا لا نتفاءل كثيرا بما سيأتي من نوابنا ووزرائنا./p
ما حدث مبرر إضافي للاستمرار في المطالبة بالإصلاح السياسي الحقيقي لتغيير شكل السلطات وأدوارها، وتحقيق الفصل الحقيقي بينها، ليصل الأردن إلى طريق جديدة تنهي اللعبة القائمة، وتوقف عرض مثل هذه المسرحيات.

span style=color: #ff0000;الغد/span

أضف تعليقك