وا أسفاه ....

وا أسفاه ....
الرابط المختصر

ماذا يُجرى في مجلسنا نحن الشعب؟ يسألني ولدي صلاح ، ماذا حصل لمن يمثلوننا، ومنحناهم أصواتنا ووثقنا بهم ليكونوا معنا لا علينا، تقول ابنتي عهد ؟ هل من الشجاعة و الرجولة تحويل حوار البرلمان لساحات وغى ؟ وأضاف ابني الأصغر حسام ، لو كان الأمر كذلك لامتنعت يا والدي عن التصويت.

تقول معلمة المدرسة للتلاميذ في درس التربية الوطنية :- عندما راهنّا على أهمية إجراء الانتخابات ، تأمّلنا وتطلّعنا لمستوى نواب سيخرجوننا من تَحكّم الحكومات وطغيان الفاسدين، وحكم العائلات، راهنّا على استعادة حقوق الشعب المنهوبة ومصائره المجهولة، وأفكاره المسلوبة، وغربته التي أصبحت عنوانا، كلما حاول الاقتراب من الطريق. قالت الطالبة المرتدية اشاربا اسود انتخبنا من نعتقد أن لديهم قدرة على تفهم الواقع الأردني وتحدياته ومصاعب النمو وهموم المواطن ليخرجونا منها وليساعدونا على النجاة من حبل الفقر والبطالة والعطش والجوع وضبابية المصير.

سألت صغيرتي راما ابنة العاشرة المعلمة ، هل من شروط العضوية حمل المسدسات والبنادق ، وهل شرط الحوار حدة العراك وتبادل ما نخجل من قوله نحن الصغار ؟ أجابت المعلمة هؤلاء الذين انتخبناهم وراهنّا على أنهم يرتقون فوق السفاسف ، ويترفعون عن الفئوية والمناطقية والشللية ، ويسمون لأعالي المسؤولية.

ضحكت طفلتي وقالت: هل شاهدتِ حفلة الأمس ، دبكة من العيار الثقيل تحت القبة ، وكان رئيس المجلس بالإنابة يعزف لهم وبلحن لا يروق لغالبيتهم فاختلف المُغنّي والردّيد فدبّ النشاز . نعم ما حصل أمس يشير إلى أنّنا ما زلنا متأخرين عن قطار الديمقراطية ومتطلباتها، والحوار ومفاصله والمسؤولية الوطنية ومعاييرها.

ماذا يجيب الأب ابنه عندما يسأله، ماذا تفعل المسدسات في مجلس النواب ؟! ماذا يجيب الأستاذ تلاميذه في حصة التربية الوطنية عندما يسألون عن سبب نقل نائب للمستشفى؟ ماذا نقول للاعلام العربي والدولي عن التجربة الديمقراطية الأردنية؟ ماذا نقول للذين راهنوا على نوعية النواب الفائزين ضمن قانون الصوت الواحد ؟ !

واأسفاه على آمالنا الضائعة ، وعلى أحلام الوطن التائهة ، وكـأنك يا ابو زيد ما غزيت ، عضلات بدل الحوار، تهديدات بدل الاقناع ، مسدسات بدل الحجج والمنطق ، وكلمات نابية في حرمة مجلسنا نحن الشعب ،

النضوج البرلماني يجب ان لا يقف عند قصة رئيس الحكومة، ولا من يتم اختياره بمقدار السياسات والبرامج التي يجب تبنيها واختيار الفريق الحكومي القادر على التنفيذ وفق رؤية البرلمان التوافقية. فإذا منح الملك صلاحياته للمجلس في الاختيار فلعلها تكون مقدمة لما هو افضل ، لكننا وللاسف عدنا إلى المربع الاول . فأيا كان رئيس الحكومة فهو بالاساس اداة تنفيذيه للسياسات المرسومة والبرامج الموضوعة لتشمل كل مناحي حياة الناس وولايتها العامة ، واذا خرج على ذلك انحرفت البوصلة وتاه مبتغانا .

واأسفاه على ما حصل لانه خيبة امل للمواطن ، واأسفاه لما حصل لانه مزراب لفقدان الثقة ، واأسفاه لما حصل لاننا تحولنا لحلبات استعراض القوى بدل العقل والمنطق والحاكمية الرشيدة ، فلا تحزني يا ابنتي فقد تعودنا الجَلْد وكثرت علينا المصاعب والمحن. ابعدك الله عن النكسات .

العرب اليوم

أضف تعليقك