هل يعيد التاريخ نفسه؟

هل يعيد التاريخ نفسه؟
الرابط المختصر

قبل معركة حطين وبداية العصر الايوبي كانت سورية مقسمة الى عدة إمارات منها امارة انطاكيا، وامارة الرها ، حلب ودمشق(جلق) ، وكانت اذرعات وهي المنطقة التي تشمل لواءي الرمثا وبني كنانه( الاقحوانه) اضافة إلى محافظتي درعا حاليا والسويداء التي تبعد مسافة 40 كم بالعمق السوري حاليا من الحدود الاردنية.

قام الأيوبيون بفتح هذه الإمارات، وتوحيد جيوشها والاتجاه الى منطقة الشلاله( لواء الرمثا) المشهورة بالكلأ والماء بانتظار اشارة الجيوش الاسلامية من شمال القرن الافريقي ( مصر) للالتحام وتحرير بيت المقدس والتخلص من السفاح أرناط حاكم امارة الكرك.

سألت احد الاقارب من السوريين الموجودين بالأردن وهو شاب سياسي ثوري مثقف فقلت له : ما رايك يا ابا خالد بما يطرح من تقسيم سورية ، وضم اجزاء منها للاردن ( محافظتي درعا والسويداء).

قال: انا رجل قومي ، وكم تمنينا أن تجتمع كل الدول العربية في دولة واحدة ، لكننا نعرف أن المؤامرة على سورية تتمثل في تقسيمها وتفتيتها والقضاء على قوتها ،حيث لا عاقل في الدنيا يقبل ما حل بنا ،ولكن كيف وصلنا إلى هذا الحد ، ولماذا، تساءل ابا خالد ؟ واستدرك قائلا : سورية والاردن شيء واحد وحوران تاريخيا هي محافظات اربد ودرعا والسويداء ، ويعرف عنها ، وقبل سايكس بيكو، بوحدتها الجغرافية والديموغرافية ، المهم أننا لم نستعمر .

قلت له: وكيف ترون تقسيم سورية ؟ فقال: إنها نتاج سياسة الظلم والعنصرية التي انتهجتها قيادتنا ، ولم تتطور لتوصلنا الى هذا الدرك الاسفل ، الذي أصبحنا فيه جزءا من لعبة الامم تلتم علينا الأكلة ... نعم على قصعتها ( وأجهش ابو خالد بالبكاء) ، وقال: لماذا لم تواجه قيادة من قبل الشعب استحقاقات الربيع العربي كما حصل في الاردن، وقال: ما من عاقل يقبل ما نحن فيه من تشرد وتقسيم ،لكنّ هذا السؤال يجب أن يوجه لكل من يدافع عن القيادة السورية ، لماذا لم ينزل الاسد للشعب ، وكان معهم لا عليهم ؟ ، والملك الحسين في عام 56 اثناء تمرد بعض قوات الجيش: ماذا فعل !؟ ألم ينزل شخصيا للوحدات العسكرية في الزرقاء ، وتفاجأ الضباط والجنود بوجوده بينهم ، مخاطبا اياهم " إن الاردن والشعب اكبر مني ومن اية مؤامرة يحيكها منتفعون او موجهون، وأضاف ابو خالد : نعم تحول صوت رصاص المتحاربين الى نحيب وبكاء ورموا السلاح وحملوا الملك وأوصلوه القصر.

ماذا فعل الملك الراحل عام 96 ، وفي معان والكرك ،ألم ينزل الى الناس بالشوارع ؟! نعم إنه ملك الشعب، ماذا فعل الملك عبدالله الثاني قال ابو خالد : الم يوزع العصير والماء على المتظاهرين والمحتجين الذين تجاوزوا كل الخطوط !؟ لم يجد الناس بساطيرالجنود والشبيحة( ترفش) بطون الكهول والشباب والاطفال في المساجد والطرقات . وحيث دموع ابي خالد تنهارعلى شاربه الابيض قال بصوت خافت ابح : دنسوا العرض واقتحموا خدر بيوتنا فاغتصبوا كل قيم الشرف ، ودنسوا حرمة الانسان والانسانية، فكيف سنصفح ونسامح وقد قتلوا ابناءنا امام اعيننا ، وانتهكوا عرضنا ،ودمروا ممتلكاتنا ، وأهانوا كرامتنا ، لا يفرقون بين احد ؛ فعين الاعمى معدوم البصيره لا تفرق حتى بين الابيض والاسود ، فأي قيادة يريد بعضهم أن ننتمي إليها بعد كل الذي جرى، لماذا لم يرحل منذ البداية فيرحم شعبه وبلده !؟، لماذا يدمّرها بصواريخ سكود ، اسألوا انفسكم قبل أن تعتبوا علينا ؟

واضاف ابو خالد متنهدا " أمنيتنا حكم كحكم الهاشميين ، نسب وعدل وقيادة حكيمة ،ارتباط بالشعب وكرامة محفوظة، ونحن في حوران لم ننسَ في يوم من الايام العلاقة الاسرية التاريخية الوحدوية بين جنوب سورية وشمال الاردن رغم قرارات الاستعمار ، فالوشائج الأسرية والعلاقات التجارية حافظت على استمرار التقارب رغم كل التناقضات السياسية.

نحن اليوم في الرمثا وبالامس كنا في درعا ،ولا فرق بينهما كنا معا في ميسلون ،وفي ثورة القسام كنا قبلها بحطين، وإن شاء الله نسعى معا إلى دولة عربية متحدة تخلص الشعوب من الطغاة المؤتمرين بقرار غيرهم ، وإن تقربنا من ابناء جلدتنا بقيادة تخاف الله وتنتمي لشعوبها لها من عبق التاريخ نفحة ايمانية تزكّي مسيرة الحكم وتعطره وتسمو به.

العرب اليوم

أضف تعليقك