نقاش إسرائيل للسيادة على "الأقصى": تكتيك أم استراتيجية؟

نقاش إسرائيل للسيادة على "الأقصى": تكتيك أم استراتيجية؟
الرابط المختصر

هناك من قرأ في إصرار الكنيست الإسرائيلي على مناقشة اقتراح اليميني موشيه فيغلين بسحب السيادة الأردنية عن المسجد الأقصى، وفرض السيادة الإسرائيلية على "الأقصى" والمقدسات في مدينة القدس المحتلة، بأنه محاولة ضغط على الأردن للقبول بخطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لإنهاء القضية الفلسطينية. ويتحدث البعض عن أن الهدف من هذا النقاش في الكنيست، والذي جرى الأربعاء الماضي ولم يتم التوصل إلى قرار بشأنه، والذي لم يكن ليمر إلا بموافقة حزب الليكود الذي يقود حكومة إسرائيل، هو "إجبار الأردن على الموافقة على التصور الإسرائيلي بخصوص اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة".

ومع وجاهة مثل هذا التحليل، إلا أن اعتبار المحاولات الإسرائيلية لسحب السيادة الأردنية عن المسجد الأقصى، والانتهاكات اليومية للمسجد وساحاته، ومخططات تهويده التي تؤيَّد على أعلى المستويات الإسرائيلية، هو مجرد "تكتيك"، لن يكون أمراً صائبا.

نعم، إسرائيل تريد أن تمرر تصورها ومخططها بخصوص اللاجئين وحق عودتهم، والمقدسات، وغيرها من الأمور التي تعتبر في صلب القضية الفلسطينية. لكنها مع ذلك، ترى أن تهويد القدس وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية، بل وكل الأراضي الفلسطينية، وإفراغها من سكانها الأصليين، هو هدف استراتيجي لن تتراجع عنه، بل هي تعمل بشكل متواصل على تحقيقه. ولذلك، فإنه من الصحيح والضروري، اعتبار النقاش الذي جرى في الكنيست الإسرائيلي، والذي من المتوقع إعادته مرة أخرى وأخرى، بمثابة خطوة تكتيكية واستراتيجية في آن واحد. فمحاولات السيطرة اليهودية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة، ستتواصل من قبل إسرائيل ولن تتوقف، إلا إذا تم الرد عليها بكل قوة، واستخدام كل الأوراق المتاحة لدى الأردن والسلطة الفلسطينية والدول العربية والإسلامية. وفي هذا السياق، فإن تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة بأن محاولات المس بـ"الأقصى" ستقوِّض معاهدة السلام، وكذلك تصويت مجلس النواب على طرد السفير الإسرائيلي وسحب السفير الأردني من تل ابيب، تساهم في تشديد الضغط على إسرائيل. ولكنها يجب أن تُترجم على أرض الواقع، بخطوات عملية تتأكد من خلالها إسرائيل أن الرد الأردني سيكون حقيقيا وعمليا، وأن أي مساس بمصالح الأردن وفلسطين والمقدسات لن يمر من دون حساب.

لن تزعج إسرائيل تصريحات وبيانات الإدانة والاستنكار التي تصدرها حكومات ومنظمات وهيئات عربية وإسلامية وحتى دولية، فدولة الاحتلال لم تتأثر أبدا بأي إدانات شديدة اللهجة أو منخفضة اللهجة. ما يزعجها فعلا خطوات حقيقية على الأرض، مهما كانت صغيرة

الغد

أضف تعليقك