نقابة اسمها اتحاد!
ربما يكون حجم استجابات الحكومة لمطالب المعلمين لا يساوي ما يحبه المعلمون أو ما أملوه ، لكن ما تم حتى الآن يمكن أن يكون لا بأس به ، بل جيد جدا ، خاصة وإن الحكومات المتعاقبة كانت تتعمد أن لا تستجيب لمطالب المحتجين ، بدعوى عدم ال"خضوع" للشعب ، أو عدم تسجيل سابقة ، لكنه هذه المرة سجلت السابقة ، واستجابت للضغط،.
حصيلة لقاء رئيس الوزراء بالوكالة الدكتور رجائي المعشر بلجان المعلمين كانت لا بأس بها ، بل إن اللقاء بحد ذاته يسجل للحكومة ، فهو سلوك حضاري لم يحظ بما يستحق من استحسان،.
الحصيلة كانت كما يلي: منح المعلمين علاوة الخمسة بالمائة سنويا لتصل الى مائة بالمئة وتم إقرارها بأثر رجعي منذ بداية العام الحالي ، تكليف وزير التربية بوضع أسس لضمان التوزيع العادل للمنح والبعثات الداخلية والخارجية ، إعطاء المعلمين الأولوية للاستفادة من مشروع "سكن كريم لعيش كريم" ، مشاركة المعلمين في صياغة التشريعات المتعلقة بالعملية التربوية والتعليمية ، دراسة إمكانية منح أبناء المعلمين بعض الامتيازات في الجامعات الرسمية ، إعادة النظر في علاوة التجيير الممنوحة للمعلمين في المناطق النائية ، تحسين الأبنية المخصصة للسكن الوظيفي والتأمين الصحي ، وللحفاظ على هيبة المعلم في القضايا التي تنشأ بينهم وبين الطلبة ، فإن وزير التربية والتعليم تقدم لمجلس الوزراء باقتراح يتضمن معالجة هذه القضايا داخل المدرسة وفي حال استدعت طبيعة القضايا إيصالها الى الجهات الأمنية فإن ذلك سيتم من خلال مديرية التربية والتعليم بحيث يُستدعى المعلم والطالب للمديرية بحضور الجهات الأمنية ويتم التحقيق معهما من دون الحاجة لاستدعاء المعلم للمركز الأمني.
أما بالنسبة للمطلب الأكثر أهمية ، وهو إنشاء نقابة للمعلمين ، فقد أعاد المعشر التذكيربأن إنشاء نقابة للمعلمين أمر محسوم الرفض بموجب قرار المجلس الأعلى لتفسير الدستور سنة 1994 والذي أفتى بعدم جواز إنشاء نقابة ، والبديل؟ الحكومة تعكف على دراسة إصدار نظام بقوة القانون بموجب المادة 120 من الدستور والمادة 45 من قانون التربية والتعليم يتضمن إنشاء روابط للمعلمين في جميع مديريات التربية والتعليم في المملكة ، حيث سيُصار إلى مناقشته مع المعلمين قبل إقراره ، لينص على إنشاء 42 رابطة للمعلمين مساوية لعدد مديريات التربية والتعليم في المملكة وكل رابطة تضم 5 الى 7 معلمين وينتخب لها رئيس ونائب رئيس ويتم بعد ذلك إنشاء اتحاد لهذه الروابط تحت اسم مجلس اتحاد الروابط بحيث يمثل المعلمين جميعا وفقا لأسس الانتخاب المعتمدة. وفي الحقيقة فإن الاتحاد في حال إقراره سيقوم بجميع مهام النقابة التي تشمل تنظيم عمل المعلمين وإيصال وجهة نظرهم الى صُناع القرار والمساهمة في تعديل التشريعات والأنظمة الخاصة بهم وتحسين أدائهم المهني والأكاديمي ورفع المستوى المعيشي وحماية حقوقهم وتحقيق العدالة في توزيع العلاوات والامتيازات وإشراكهم في صياغة التشريعات التربوية والتعليمية وتشجيع المبادرات والتعاون مع اتحادات المعلمين في الدول العربية والعالمية وتنظيم المؤتمرات والندوات وورشات العمل لرفع سوية العمل والارتقاء برسالة التعليم ، كما قال الوزير ، وهذا الإتحاد هو الإسم السري للنقابة ، ولا يختلف في شيء عن النقابة ، لأن أي تنظيم نقابي لا يمكن أن يقوم بأي أعمال خارج هذه الصيغة،.
إذاً ، كل أو جل مطالب المعلمين تحققت أو في سبيلها للتحقق ، والدور الآن على المعلم أن يكون على مستوى ما هو مطلوب منه.
الدستور