من يحاسب رجال الدرك؟

 من يحاسب رجال الدرك؟
الرابط المختصر

الأحداث المؤسفة التي حصلت عقب مباراة الوحدات الفيصلي لا يمكن تصويرها على أنها أحداث شغب بين فريقين كما نقلتها بعض وسائل الإعلام.

فالقضية كانت بين مشجعي نادٍ منتصر وبين رجال دركٍ بهراوات، اذ يُظهر فيديو لقناة الجزيرة الرياضية صورة مغايرة لرواية رجال الدرك التي روجت لها بعض وسائل الإعلام من خلال بيان رسمي صادر عن مديرية قوات الدرك.

يتنصل بيان المديرية من أي مسؤولية تقع على عاتق رجالها ويقول إن جمهور الوحدات تدافع داخل المدرجات في محاولة للابتعاد عن الحجارة التي ألقيت من الطرف الأخر ونتيجة لذلك وقع شبك الحديدي الأمامي مما أدى إلى وقوع إصابات بين الجمهور.

وعلى النقيض من ذلك يُظهر شريط الفيديو رجال الدرك ينهالون بالهراوات على المشجعين الذي حالوا الابتعاد عن الهراوات الى الجدار الحديدي مما أدى إلى انهياره وإصابة العشرات!!!.

هذه الحادثة لم تكن الأولى في تاريخ قوات الدرك التي استخدمت العنف المفرط في اكثر من واقعة، فقد تعاملت هذه القوات مع بعض المتظاهرين اثناء احداث غزة الاخيرة ” بقوة مفرطة” كما ذكر بعض المعتصمين ممن تعرضوا للضرب في مسيرة الرابية التي “اطلقت عليها قوات الدرك الغاز المسيل للدموع قبل ان تباشر بضرب المعتصمين بالهراوات مما سبب اصابة العديد منهم بجراح” .

ناهيك عن فض عشرات الاعتصامات بالقوة وعلى سبيل المثال وليس للحصر ما حدث امام وزارة الزراعة العام الماضي عندما قام عدد من رجال الدرك بإسالة دماء عدد من النقابيين المعارضين للتطبيع التجاري مع إسرائيل.

محاسبة هذا الجهاز بات امرأ ملحا إذ خالفت هذه القوات الغاية التي شكلت من اجلها والمنصوص عليها بالإرادة الملكية السامية والتي صدرت بتشكيل المديرية العامة لقوات الدرك كجهاز امني مستقل “للمساهمة في تعزيز الامن والاستقرار و للتعامل مع مختلف الظروف الامنية عبر استراتيجية وقائية وعلاجية بأساليب امنية حضارية للمحافظة على الامن والنظام بما يتوافق مع القوانين المرعية لتعزيز الشعور بالراحة والطمأنينة لجميع افراد وشرائح المجتمع”.

ما حدث في القويسمة جاء ليعزز ما تضمنته وثيقة صادرة عن السفارة الأمريكية في عمان نشرها موقع ويكليكس مؤخرا قالت إن "المباريات بين الوحدات والفيصلي لها تاريخ طويل من البلطجة والعنف ذي الدوافع السياسية، حيث تم إيقاف عدد من المباريات في السابق بسبب أعمال الشغب والهتافات المسيئة من قبل مشجعي الفريقين، وهي هتافات أصبحت وبمرور الوقت "مقياساً شعبيا" للتوترات بين الشرق أردنيين والفلسطينيين".

يجب على وزير الداخلية سعد هايل السرور التوقف كثيرا عند أداء هذه القوات وتعاملها مع أفراد الشعب الأردني بطريقة عدوانية، كما يجب على الحكومة في نفس الوقت التوقف عن التغاضي عما يحصل في الملاعب الأردنية من بث للتفرقة تحت غطاء الرياضة.