مصالحنا وتطرفهم
مساران متناقضان أن يعتقد البعض أن الاحتلال الصهيوني من الممكن أن يذهب إلى عملية سلام جادة مع الفلسطينيين سلام يحفظ لنا حقوقنا ومصالحنا الأردنية ويدفن كل المخاوف بينما هذا اﻻحتلال يمارس الإصرار مرةً بعد مرة على استهداف الدور الأردني في رعاية المقدسات في القدس.
وهذا الاستهداف ليس فقط من خلال تصريحات استفزازية بل محاوﻻت متكررة للخروج بقرار من الكنيست يمس الدور الأردني في القدس بل يستهدف أيضاً الدور الهاشمي لأن رعاية المقدسات ارتبطت بالهاشميين أكثر من كونها قصة سياسية أو دبلوماسية.
كيف يمكن أن يتفاءل أي شخص أو جهة بسلام حقيقي وجدية الإدارة الأمريكية بينما تتعرض الدولة اﻻكثر سعياً للسلام والأكثر حديثاً عن استقرار المنطقة لاستفزاز مقصود ومتكرر فكيف لو كان الأردن رافضاً للتسوية أو ما زال مقاطعاً لكيان اﻻحتلال ؟!!.
إسرائيل تحتل كل القدس ومحاوﻻت اقتحام الأقصى متكررة ومتصاعدة والحفريات تحت الأقصى لم تتوقف وكل هذا استهداف للدور الأردني لكن التصويت للمس بالدور الأردني من خلال عملية سياسية له أهداف عديدة على رأسها إحراج الدولة أمام الأردنيين وسيكون طبيعياً أن يسأل الناس الحكومة ...هل هذا جزاء الأردن على إخلاصه وسعيه الدائم لتحقيق السلام !!
وسيكون في أذهان الناس سؤال عن أي شعور بالأمن أو الثقة بالطرف الصهيوني وهو يمارس إحراج الدولة الأردنية في ملفات قادمة تتعلق بمصالحنا العليا وعلى رأسها هوية الدولة وعودة اللاجئين والنازحين والحدود والقدس.
ليس المهم ما الذي ستستقر عليه محاوﻻت التصويت فالقدس محتلة ومنتهكه من المحتل لكن الأهم هو التوقيت الذي يأتي مع قرب ظهور إطار كيري وتفاؤل البعض بجدية أمريكا فأي مصالح مضمونة مع محتل يمارس اﻻستفزاز والإحراج المتكرر لدولة لم تتوقف عن العمل والكلام عن السلام!!.
ما يجري من محاوﻻت التصويت وإبقاء الموضوع مفتوحاً رسالة مقصودة وﻻ أدري إن كان الرد الرسمي بحجم هذه الرسالة لكن ما هو مؤكد أن طرفاً محتلاً يتعامل مع أكثر الدول حرصاً على فكرة السلام وتربطه معاهدة مع هذا الكيان هذا الطرف ﻻ يمكن أن نغلق عيوننا آمنين على مصالحنا وهوية دولتنا وحقوق الأشقاء في أي تسوية كانت.
الرأي