مرشحو (التيار الوطني): قائمة بلا رأس
غياب المجالي اضعف حضورها السياسي والأسماء لا ترقى الى مستوى البرنامج .
قدم حزب التيار الوطني للرأي العام امس قائمة مرشحيه للانتخابات النيابية نصفهم تقريبا كانوا نوابا للتيار في المجلس المنحل, فيما النصف الثاني هم نواب ومرشحون سابقون الى جانب عدد من الوجوه الجديدة غير المعروفة على نطاق عام. القائمة وكما كان متوقعا بلا رأس بعد قرار رئيس الحزب ومؤسسه المهندس عبدالهادي المجالي عدم خوض الانتخابات.
غياب المجالي عن القائمة حد من وزنها السياسي ودفع ببعض الوجوه البارزة في التيار الى خوض الانتخابات بصفة مستقلين هذا الى جانب الاعتبارات العشائرية والمناطقية التي تحكم ترشحهم. وفي المحصلة جاءت تركيبة القائمة متواضعة من حيث مستوى غالبية مرشحيها ومكانتهم السياسية.
عندما اعلن "التيار الوطني" برنامجه الانتخابي الذي جاء شاملا ومُفصلاً وعميقا كان المراقبون يراهنون على قائمة من المرشحين بمستوى هذا البرنامج, غير ان ما اعلن بالامس خيب آمالهم. فقد حملت القائمة اسماء لاحقت الشبهات فوزهم في الانتخابات الماضية, فيما كان اداء البعض الآخر تحت قبة البرلمان لا يؤهلهم للمنافسة على المقعد النيابي مرة اخرى.
ولوحظ ان ايا من اعضاء قيادة الصف الاول في الحزب لم يترشح للانتخابات رغم ان عددا ليس بالقليل منهم يملك الكفاءة والخبرة التي تؤهله لتقديم اداء جيد في البرلمان يفوق اداء الكثير ممن ترشحوا على قائمة الحزب.
اما من حيث فرصة الفوز فإن المتابع للشأن الانتخابي يستطيع منذ الآن ان يضع اصبعه على اسماء المرشحين الاوفر حظا بالفوز واولئك الذين لا يملكون ادنى فرصة. ويبدو ان وجودهم في القائمة لا يقرأ الا في اطار "تكملة العدد" انطلاقا من حرص الحزب على ان لا تقل قائمته عن 30 مرشحا بعدما كان طموحه ترشيح اكثر من خمسين وهو ما لم يتمكن من تحقيقه ويسعى الحزب لتعويض ذلك بقائمة موازية اشار اليها المجالي في المؤتمر الصحافي امس.
لكن المؤكد ان عددا من المرشحين البارزين في الحزب سيخوضون الانتخابات ضمن القائمة "السرية" امثال مفلح الرحيمي في جرش وعبدالله الزريقات في الكرك وسينضمون لكتلة الحزب في البرلمان اذا ما حالفهم الحظ.
ويسجل للتيار ترشيح 5 سيدات على قائمته وهي المرة الاولى التي يرشح فيها حزب سياسي هذا العدد من النساء, الا انه بالنظر الى خارطة الدوائر الانتخابية التي ترشحن فيها تبدو فرص "نساء التيار" في الفوز غير مضمونة.
سيكون على قائمة التيار ان تحارب بضراوة لتثبت حضورها في الساحة الانتخابية وان استطاعت تجاوز مشكلة غياب الرأس في الحملات الانتخابية فإنها ستواجه المعضلة عندما تتحول الى كتلة برلمانية تحت القبة, هناك مَن الرجل القوي موجود على كرسي الرئاسة وعليها ان تتدبر امرها مع اقطاب بارزين في البرلمان, اما مهندس البرلمان والحزب عبدالهادي المجالي فسيجد نفسه جالسا على الدوام في غرفة التحكيم ليقود الكتلة عن بعد فللمرة الاولى يكون زعيم الكتلة البرلمانية خارج البرلمان.
العرب اليوم